عنب بلدي – خاص
تكاد أسماء الصحابة والتابعين والعلماء والمجددين، تنفد من كتب التاريخ الإسلامي، لكثرة ما استخدمت في سوريا واستهلكت فمن ينوي اليوم تأسيس كتيبة أو لواء أو فرقة أو جيش أو تجمع أو جبهة أو حركة في سوريا لم يبق لديه سوى اللجوء إلى أسماء قادة وشخصيات من العصرين الأموي والعباسي، وقد يستعين ببعض السلاطين العثمانيين، أو أسماء لأعمال درامية تاريخية، وهذا ما حدث فعلًا.في أسماء الفصائل والكتائب والمعارك وحتى العمليات الصغيرة.
ظاهرة تسمية الكتائب والمعارك بأسماء دينية وتاريخية تطوّرت لتشمل معظم الكيانات والأطياف والقوميات في سوريا، ما يعكس مزاج الداعم العربي والأجنبي، للمعارضة والأسد على حد سواء، فمعظم المسميات التي قرأنا عنها أو شاهدناها في المسلسلات التاريخية باتت واقعًا في العقد الثاني من الألفية الثانية، وعلى سبيل المثال لا الحصر “فاطميون وزينبيون، حزب الله وأحفاد الرسول، جيش الإسلام وأبو الفضل العباس، الأنفال وذات الرقاع، اليرموك والقادسية..” |
يندرج ذات الأمر على أسماء المعارك والعمليات والغرف العسكرية، والتي لطالما اتّخذت طابعًا دينيًا واضحًا، وسط غياب للمفهوم الوطني الذي كان حاضرًا مطلع الثورة ضد النظام السوري، فغابت “سوريا” عن قاموس الفصائل المقاتلة، لتحل مكانها “الشام”، وهو مصطلح تاريخي ديني أوسع، يشمل اليوم أربعة أقطار عربية.
إقحام الدين وفقًا لمزاج الداعم
بعد تشكيل لواء الضباط الأحرار على يد النقيب المعتقل في سجون النظام، حسين هرموش، برز تأسيس أول كتيبة مقاتلة بهيكلية تنظيمية في سوريا، حملت اسم “الفاروق” بقيادة الملازم أول عبد الرزاق طلاس، كان ذلك منتصف العام 2011، وتوسع عمل الفصيل الذي استمد اسمه من الصحابي عمر بن الخطاب ليشمل بقاعًا أخرى في سوريا.
الشام مفهوم أشمل من سوريا، الشام هو لفظ لسوريا الطبيعية التي تضم اليوم أربعة بلدان عربية (سوريا، الأردن، لبنان، فلسطين)، لكنها استخدمت ضمن اللهجة المحلية في وصف العاصمة دمشق، فـ “الشام” عند السوريين هي دمشق.
و”الشام”، بالمفهوم الأشمل، ذات قدسية كبيرة عند المسلمين، إذ وردت في عدة أحاديث نبوية، عدا عن كونها مهدًا لعدد من الرسالات السماوية، ما جعلها تدخل في تسمية عشرات الفصائل المقاتلة ضد النظام السوري |
لاحقًا، ومع اتساع الخارطة العسكرية، وتحوّل الثورة بشكل تدريجي نحو العسكرة، تأسست عشرات الفصائل الصغيرة التي اتخذت بمعظمها أسماء شخصيات أو عبارات دينية، بعضها أكدت انضواءها تحت راية “الجيش السوري الحر” الفضفاضة، وأخرى لبست عباءة “الإسلام” برايات وأهداف تصبو بمعظمها إلى إمارة أو دولة إسلامية في “الشام”، دون لفظ سوريا، والأمثلة كثيرة على ذلك.
روى قائد عسكري لفصيل اندثر لاحقًا نظرًا لتجفيف الدعم العسكري له، كيف أن مزاج الداعم الخليجي كان سببًا مباشرًا لإطلاق تسميات دينية على الفصائل الصغيرة والكبيرة في سوريا، مؤكدًا لعنب بلدي أن لقاءات دورية حصلت في العام 2012 وكان مسرحها الشمال السوري وتركيا، جمعت قادة الفصائل مع “مشايخ” من قطر والسعودية والكويت، وساهمت بتشكيل “ألوية” ذات صبغة إسلامية.
وعزا القائد، الذي فضّل عدم كشف اسمه، ويقيم حاليًا في تركيا، الانصياع لرغبة “الإخوة الخليجيين”، لسببين رئيسيين: الأول هو تطابق المزاج بين الداعمين و”الثوار”، وآمال كلا الطرفين في إعادة أمجاد الأمة الإسلامية بإطلاق الأوصاف التاريخية، قائلًا “وتشبّهوا بالكرام إن لم تكونوا مثلهم..”، أما السبب الثاني فيأتي على سبيل المغازلة لـ “المشايخ” وتطمينهم بأن القتال في “الشام” سيكون “جهادًا في سبيل الله” ضد “النصيرية” (الطائفة العلوية التي ينتمي لها بشار الأسد) ومن يواليهم.
لكن للداعمين الخليجيين رأيًا مختلفًا مع مطلع الثورة، كما يؤكد القيادي، باعتبارهم ينتمون إلى التيار السلفي الدّاعي إلى “الجهاد”، فكانت أرض “الشام” المباركة منفذًا لتحقيق رغباتهم خارج أوطانهم المستقرة أمنيًا، فأنشؤوا قنوات تمويل تغاضت عنها حكوماتهم، إلى أن اعتمدت الدول ذاتها بعض الفصائل الإسلامية بعد تنامي قدراتها العسكرية.
عدنان حيرب، وهو شيخ وعالم دين من مدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق، كتب في حسابه على موقع “فيس بوك” منشورًا قبل نحو شهر، جاء فيه “تسمية الفصائل العسكرية بأسماء إسلامية لا يجلب النصر ولا يُنهي الحرب، ولا ينصر الدين ولا يكسر شوكة المجرمين”، وهو كلام استساغه ناشطو المنطقة، لما رأوه خلال الأعوام الخمسة الماضية من ضياع البوصلة السورية في غياهب الدعم المشروط أو المسيّس.
ولا يقتصر الأمر على المال الخليجي أو دعم “مشايخ” السلفية للمعارضة في سوريا، فتبنت جماعة “الإخوان المسلمون” عشرات الكتائب الصغيرة، ثم ركزت دعمها على فصال معدودة ذات ثقل أكبر، أبرزها “فيلق الشام”، كذلك قدّمت تركيا دعمًا لفصائل تركمانية شمال ووسط سوريا، اتخذت مسميات عثمانية وسلجوقية كـ”لواء السلطان مراد، لواء السلطان سليم، ولواء ألب أرسلان..”.
سيلحظ المهتم الغربي أو العربي بالثورة السورية ومجرياتها، خلال النصف الأول من العام الجاري، اشتباكات جرت بين أطراف ادّعت تمثيل الإسلام بمسمياتها، ونذكر على سبيل المثال مواجهات بين “جيش الإسلام والدولة الإسلامية، جيش اليرموك وحركة المثنى الإسلامية، جند الأقصى وحركة أحرار الشام الإسلامية”، ما أضحى تشويهًا واضحًا لمفهوم الإسلام وإرثه الحضاري الكبير، كما يقول ناشطون.
ميليشيات موالية تنتهج ذات الأسلوب
على الضفة المقابلة من الحرب، لجأت إيران كقوة داعمة رئيسية للنظام السوري، إلى إيفاد عشرات الفصائل والميليشيات من لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان، بمسميات وشعارات تعكس حالة الاصطفاف الطائفي، فكانت سوريا قبلة لمقاتلي الطائفة الشيعية الاثني عشرية، بمسوغات لعل أبرزها حماية المراقد “المقدسة” والدفاع عنها.
بفتوى من “آية الله الخامنئي” و”آية الله السيستاني” كأبرز مرجعيتين دينيتين في إيران والعراق، تأسس نحو 40 فصيلًا شيعيًا بين العامين 2003- 2013 في العراق وحدها، تنضوي جميعها ضمن تحالف “الحشد الشعبي” لقتال تنظيم “الدولة”، كما تقاتل نحو عشر ميليشيات منها اليوم في سوريا، وأبرزها “حركة حزب الله النجباء، لواء أبو الفضل العباس، عصائب أهل الحق، كتائب حزب الله العراق، منظمة بدر..”
وكان “حزب الله” اللبناني بزعامة رجل الدين الشيعي حسن نصر الله، أول ميليشيا أجنبية تقاتل في سوريا إلى جانب قوات الأسد، بفتوى من المرجعية الإيرانية في قم، كما عكفت إيران على زج مقاتلين من باكستان وأفغانستان ضمن ميليشيات “زينبيون” و”فاطميون” للقتال في سوريا، عدا عن مقاتلي “الحرس الثوري” وقوات التعبئة (باسيج) التابعين مباشرة إلى “الخامنئي”.
ورغم الاختلاف الجوهري بين المقاتلين الشيعة الوافدين إلى سوريا لدعم قوات الأسد، وبين مقاتلي الفصائل المناهضة لحكمه، إلا أن عبارة الفيلسوف الروسي كارل ماركس “الدين أفيون الشعوب” تبدو واضحة خلال الحرب الحالية، فلا يمكن لإيران تجنيد آلاف المرتزقة وزجّهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل إلا بتجييشهم طائفيًا ضد “اليزيديين” (وصف شيعي لأهل السنة)، كذلك ما كان لتنظيم “الدولة الإسلامية” أن يأتي بمقاتلين من أصقاع الأرض لولا المظلومية السنية وحلم “الخلافة الإسلامية”.
أبرز المسميات الإسلامية في الساحة السورية
ونورد هنا أبرز عشرة تشكيلات عسكرية، اتخذت طابعًا إسلاميًا في مسمياتها، رغم اختلاف انتماءاتها التنظيمية والعقائدية:
“الدولة الإسلامية”
دخل تنظيم “الدولة” الأراضي السورية في الأشهر الأولى من العام 2013، واستطاع مع مطلع العام التالي فرض سيطرته على مناطق واسعة من سوريا، أبرزها محافظة الرقة وأجزاء من دير الزور والحسكة وحلب وحمص وحماة وريف دمشق، وأعلن في كانون الثاني 2014 “الخلافة الإسلامية” في سوريا والعراق، وتنصيب أبو بكر البغدادي “خليفة للمسلمين”.“الدولة الإسلامية“
ينتمي التنظيم إلى التيار السلفي الجهادي، وبدأت انطلاقته من العراق كفرع لتنظيم “القاعدة”، لكنه ما لبث أن استقل تنظيميًا، وأعلن حربه على معظم الفصائل الأخرى في سوريا، بتهم “الردّة” و”الصحوات”، وأعلنت عدة دول غربية وعربية تشكيل تحالف عسكري لمحاربته.
حركة “أحرار الشام الإسلامية”
تأسست الحركة أواخر العام 2011، بمجموعة كتائب متحالفة في محافظات حماة وإدلب وحلب، وأصبحت في غضون عام أحد أبرز الفصائل المقاتلة على الساحة السورية، وتضم تيارين رئيسيين: الأول سلفي جهادي، والثاني وسطي معتدل مقرب من “الإخوان المسلمون”.
قتل معظم قادة الصف الأول من الحركة في أيلول 2014، في عملية اغتيال مازالت غامضة حتى اليوم، لكنها حافظت على قوتها في الساحة السورية على المستويات العسكرية والسياسية، وتتلقى دعمًا عسكريًا وماليًا من دولة قطر.
“جيش الإسلام”
كذلك يعتبر “جيش الإسلام” من أبرز الفصائل المقاتلة في سوريا، تأسس على يد زهران علوش كفصيل صغير في الغوطة الشرقية أواخر العام 2011، وما لبث أن توسع نشاطه في ريف دمشق ومحافظات أخرى في سوريا، ويحسب الفصيل أيضًا على التيار السلفي المعتدل.
اغتيل زهران علوش في كانون الأول 2015، بصاروخ موجه من طائرة يعتقد أنها روسية، ليخلفه عصام بويضاني في قيادة “جيش الإسلام”، ويتلقى الفصيل دعمًا من المملكة العربية السعودية.
جبهة “فتح الشام”
تأسست جبهة “فتح الشام” (جبهة النصرة سابقًا) مطلع العام 2012، على يد “أبو محمد الجولاني”، وتبعت منذ ذلك الوقت فكريًا وتنظيميًا لتنظيم “القاعدة”، وتطور أداؤها ونشاطها على الساحة السورية لتصبح اليوم أحد أبرز الفصائل المقاتلة في سوريا، وتحسب على التيار السلفي الجهادي.
قتل عدد من قيادات الصف الأول للجبهة بغارات لطائرات يرجّح أنها أمريكية، كان آخرها قبل يومين، حيث اغتيل قائدها العسكري أسامة نمورة (أبو عمر سراقب) أثناء وجوده في ريف حلب الجنوبي، ويعتمد الفصيل على مكتسباته في المعارك كمصادر تمويل بحسب ما صرح سابقًا، إلا أن مصادر إعلامية أكدت سابقًا حصول الجبهة على تمويل من شخصيات ودول عربية.
“فيلق الشام”
أعلن عن تأسيس “فيلق الشام” في آذار 2014، من اندماج عدة ألوية وكتائب شمال ووسط سوريا، ويعرف عن الفصيل كفاءته العالية وضمه عددًا من الضباط المنشقين عن النظام السوري، وينتمي تنظيميًا لـ “الجيش السوري الحر”، لكنه يعتبر الذراع العسكرية لجماعة “الإخوان المسلمون” في سوريا.
“الحزب الإسلامي التركستاني“
دخل “الحزب الإسلامي التركستاني” إلى سوريا أواخر العام 2014، ويضم مقاتلين من أقلية “الإيغور” التركمانية في الصين، وشارك في معارك إدلب إلى جانب تحالف “جيش الفتح”، وكان له دور كبير في إحكام السيطرة على مدن وبلدات ريف إدلب الغربي وسهل الغاب في محافظة حماة، ومطار “أبو الظهور” العسكري، كما يشارك حاليًا في معارك حلب.
“جند الأقصى”
تأسس فصيل “جند الأقصى” في أيلول 2013 على يد “أبو عبد العزيز القطري” (فلسطيني الجنسية)، عقب انشقاقه عن “جبهة النصرة” (فتح الشام)، والذي كان أحد أبرز مؤسسيها، واقتصرت أعمال الفصيل على محافظتي إدلب وحماة، وينتمي إلى التيار السلفي الجهادي، إذ يقف على مسافة واحدة بين “القاعدة” وتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وقتل أبو عبد العزيز على يد قائد “جبهة ثوار سوريا”، جمال معروف، مطلع العام 2014، ووجدت جثته في مدينة دير سنبل بجبل الزاوية أواخر العام ذاته، ويخوض الفصيل حاليًا معارك ضد النظام السوري في ريف حماة الشمالي.
حركة “نور الدين زنكي“
تأسست الحركة أواخر العام 2011 في ريف حلب الغربي، على يد توفيق شهاب الدين، وتوسعت نشاطاتها العسكرية لتشمل محافظة حلب بالكامل، وتعتبر أحد أبرز الفصائل فيها. ينضوي الفصيل ضمن “الجيش السوري الحر”، ويتلقى دعمًا تركيًا، ويوصف بالإسلامي المعتدل.
جيش “خالد بن الوليد”
تأسس جيش “خالد بن الوليد” في منطقة حوض اليرموك بمحافظة درعا، أيار 2016، ويضم فصيلين رئيسيين هما لواء “شهداء اليرموك” وحركة “المثنى الإسلامية”، ويتهم الفصيل بمبايعته تنظيم “الدولة الإسلامية”، ويخوض بشكل متقطع مواجهات ضد فصائل المعارضة في درعا، وينتمي إلى التيار السلفي الجهادي.
قوات “شباب السنة“
تعتبر قوات “شباب السنة” آخر التشكيلات العسكرية في سوريا، وأعلن عن تأسيسها في آب الفائت، باندماج 21 فصيلًا في منطقة بصرى الشام بمحافظة درعا، ويقودها أحمد العودة، وينضوي الفصيل تحت مظلة “الجبهة الجنوبية” في “الجيش السوري الحر”، ويتلقى دعمًا من غرفة تنسيق الدعم التابعة لـ “مجموعة أصدقاء سوريا”، والمعروفة اختصارًا بـ “موك”.
معارك محلية بتسميات تاريخية وقرآنية
شهدت سوريا على مدار الأعوام الخمسة عشرات المعارك ضد النظام السوري، اتخذت بمعظمها أسماءً ذات دلالات دينية ومستوحاة من التاريخ الإسلامي، ونورد بعضًا منها:
“ذات الرقاع“
تغيب كلمة “سوريا” بشكل واضح عن الفصائل والمعارك في معظم المحافظات السورية، ما يشير إلى حالة الركون السياسي والعسكري، للداعمين الإقليميين والإيديولوجيات الدخيلة على المجتمع، إلا أن “سوريا” زُرِعت مؤخرًا ضمن فصيل ذي توليفة قومية متنوعة (قوات سوريا الديمقراطية) تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية، وقد يكون عرّابًا لمرحلة فدرلة أو تقسيم متناسب مع الواقع السوري المتشظي، حسبما يحلل ناشطون سوريون |
وهي تسمية لمعارك أطلقها “جيش الإسلام” في الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي بريف دمشق، خلال شهري آب وأيلول 2016، وهدفت المعركة في مراحلها الأربع إلى ضرب قوات الأسد في مناطق مختلفة، ونجحت بالاستحواذ على مناطق في الغوطة الشرقية والاستيلاء على عدد من الآليات والأسلحة المتنوعة.
يعود أصل التسمية إلى “غزوة ذات الرقاع” التي كانت في السنة الرابعة للهجرة، وشن بها الرسول (ص) وأصحابه هجومًا على بني ثعلبة وبني محارب من غطفان، وسميت لأحد السببين: إما لترقيع الرايات قبل الغزوة، أو لشجرة بذات الموقع تحمل اسم ذات الرقاع، بحسب المصادر التاريخية.
“الأنفال“
أعلنت معركة “الأنفال” في أيار 2014، وتعتبر أحد أبرز المعارك في الساحل السوري، وحققت فيها قوات المعارضة تقدمًا غير مسبوق بسيطرته على مدينة كسب والمناطق الجبلية والساحلية القريبة منها، والمعبر الحدودي مع تركيا، لكن سرعان ما استعادت قوات الأسد ما خسرته بعد نحو شهر.
و”الأنفال” هي سورة مكية مدنية في القرآن الكريم، ونزلت إثر اختلاف المسلمين على غنائم معركة “بدر”، وأكدت السورة أن الأنفال (الغنائم) هي لله ورسوله، بحسب تفسيرات متطابقة.
“بدر الشام الكبرى“
تعتبر “بدر الشام الكبرى” أحد أبرز المعارك في ريف حماة الشمالي، ووصلت فيها المعارضة إلى مشارف المدينة، خلال حزيران وآب 2014، إلا أنها ما لبثت أن تراجعت وخسرت مكتسباتها في أيلول الذي يليه.
ويعود أصل التسمية إلى غزوة “بدر الكبرى” التي وقعت بالقرب من بئر بدر بين مدينتي مكة والمدينة، بين المسلمين بقيادة الرسول محمد (ص) من جهة، وقبيلة قريش ومن تحالف معها من جهة أخرى، وانتهت بانتصار المسلمين، واعتبرت من المعارك الفاصلة في الإسلام.
“فضرب الرقاب”
أعلن عن معركة “فضرب الرقاب” في تشرين الثاني 2014، وهدفت المعارضة من خلالها إلى توسيع سيطرتها على منطقة الشيخ مسكين في محافظة درعا، وكادت أن تنجح في فتح طريق إلى ريف دمشق الغربي.
ويعود أصل التسمية إلى آية وردت في سورة محمد في القرآن الكريم: “فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم”.
“العاديات ضبحًا“
أطلقت فصائل المعارضة معركة “العاديات ضبحًا” في أيلول 2013، ونجحت من خلالها بالسيطرة على مناطق واسعة في ريف حلب الجنوبي، أبرزها خان طومان وخان العسل وريف المهندسين، وصولًا إلى البحوث العلمية وحي الراشدين في مدينة حلب.
يعود أصل التسمية إلى سورة “العاديات” في القرآن الكريم، وكانت أولى آياتها “والعاديات ضبحًا” وتعني في تفسير ابن كثير “قسمٌ بالخيل الذي يغير في سبيل الله”.