العواصف.. جبران خليل جبران
كتب جبران خليل جبران كتابه “العواصف” باللغة العربية، ونُشر للمرة الأولى عام 1920، موزّعًا على 31 مقالًا تقع في 170 صفحة (طبعة مؤسسة الهنداوي).
والكتاب عبارة عن أعمال أدبية متنوعة ما بين القصة والمقال والخاطرة، بكلمات بليغة وتراكيب مبدعة، مع الكثير من الرموز ذات الدلالات العميقة. تختلف هذه الأعمال في أسلوب طرحها وموضوعاتها، إنما تتفق جميعها في ترجمة “العواصف” التي مرّ بها جبران خلال فترة كتابته، الأمر الذي يتضّح بلهجته الهجوميّة القاسية حينًا، وكآبة ألفاظه ويأسه في مواضع كثيرة.
ولعلّ من قرأ كتاب “النبي” لجبران يُصاب بالحيرة، فأين تفاؤل جبران وأمله وتسامحه في كتاب “النبي”، وهل يمكن أن يكونا لنفس الكاتب؟ وهو أمر يمكن تفسيره إن عدنا لترتيب مؤلّفات جبران، إذ كتب “العواصف” قبل “النبيّ” بسنوات ثلاث.
ينتقد جبران مجتمعه بلهجة قاسية في عدد من مقالات الكتاب، مثل “يا بني أمي”، “أبناء الآلهة وأحفاد القرود”، و”نحن وأنتم”، في حين نجد بعض المقالات الذاتية الأقرب للقصائد النثريّة، من قبيل “أيها الليل”، و”بين ليلٍ وصباح”.
يحتوي الكتاب على قصص رمزيّة حوارية، مثل قصّة مساء العيد، وكذا القصة الأولى “حفّارو القبور” وفيها يجري حوارًا مليئًا بالحكم والفلسفة بين جبران وبين حفّار قبور. ومما ورد على لسان الأخير:
“إن بلية الأبناء في هبات الآباء، ومن لا يحرم نفسه من عطايا آبائه، وأجداده يظل عبد الأموات حتى يصير من الأموات”.
كذلك يُكرّس جبران بعض المقالات للرد على الانتقادات الموجّهة لكتاباته وأفكاره مثل “المخدرات والمباضع”، وفيها يقول:
“ولكن أليست الوقاحة بخشونتها أفضل من الخيانة بنعومتها؟ إن الوقاحة تُظهر نفسها بنفسها، أما الخيانة فتُرتدى بملابس فصلت لغيرها.
يطلب الشرقيون من الكاتب أن يكون كالنحلة التي تطوف.. لتصنع أقراصًا من العسل، إن الشرقيين يحبون العسل ولا يستطيعون سواه مأكلًا”.
“ليس من يكتب بالحبر كمن يكتب بدم القلب، و ليس السكوت الذي يحدثه الملل كالسكوت الذي يوجده الألم”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :