أعلنت الولايات المتحدة وروسيا التوصل لاتفاق حول الملف السوري، يتضمن وقفًا عامًا لإطلاق النار ابتداء من منتصف ليل 12 أيلول الجاري، وتحسين إمكانية وصول المساعدات، والاستهداف المشترك للجماعات المصنفة على أنها “إرهابية” من الطرفين.
ومن شأن الاتفاق تخفيف حدة العنف، بحسب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الذي أكّد بعد مفاوضات استغرفت 14 ساعة، مع نظيره الأمريكي، جون كيري، في جنيف، الجمعة 9 أيلول، أن اللقاء توّج بتوقيع 5 وثائق، تحتوي على اتفاقات تم التوصل إليها بين الطرفين بغية استئناف العملية السياسية.
وأوضح لافروف أن الهدنة ستعلن في البداية لمدة 48 ساعة لتمديدها لاحقًا للفترة نفسها، ثم ستمتد على أساس دائم.
وستنشئ موسكو وواشنطن، في غضون 7 أيام من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مركزًا تنفيذيًا مشتركًا، سيعمل ضمنه عسكريون وممثلو أجهزة الاستخبارات الروسية والأمريكية على حل مسائل قائمة في هذا المجال، بحسب ما نقل موقع “روسيا اليوم” عن لافرورف.
مهمة هذا المركز ستكون الاتفاق على الجماعات “الإرهابية” والمتعاونة معها، والتي ما يزال الخلاف حولها قائمًا، خاصةً فيما يتعلّق بجبهة “فتح الشام”، التي فكت ارتباطها بتنظيم القاعدة، وتنسق عملياتها مع كبرى فصائل المعارضة السورية.
وقال الوزير الروسي إن الخطة تقضي، على وجه الخصوص، بـ “تحديد مناطق سيتم فيها ضرب المسلحين الإرهابيين من قبل الطيران الحربي الروسي والأمريكي حصرًا، دون مشاركة سلاح الجو السوري”، إلى جانب الاتفاق على الإجراءات الواجب اتخاذها ردًا على انتهاك وقف إطلاق النار.
بدوره، قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إن الجانبين اتفقا على العمل سويًا من أجل ضمان الوصول الإنساني في سوريا، وإجراء عمليات مشتركة ضد “جبهة النصرة”.
وأضاف كيري “اليوم ندعو، أنا وسيرغي لافروف، باسم رئيسينا وبلدينا، كل أصحاب المصلحة في سوريا إلى دعم الخطة التي توصلت إليها الولايات المتحدة وروسيا.. من أجل التوصل إلى أسرع نهاية ممكنة لهذا الصراع المفجع من خلال عملية سياسية”.
لكن عرّاب المفاوضات الأمريكية أوضح أن عملية إقناع الأطراف المتنازعة في سوريا بوقف إطلاق النار ستتطلب سبعة أيام، داعيًا جميع الأطراف إلى الالتزام بوقف الأعمال القتالية.