بدأ السوري جبرائيل أعرج، قبل أسابيع العمل كمترجم في السويد بعد عامين من وصوله كلاجئ، في أهم مؤسستين ترعيان اللاجئين، عقب زيارات متكررة إلى مكتبي العمل والهجرة، التقى فيهما من يدعمه، على حد وصفه.
ووفق ما نشر موقع “الكومبس” المهتم بنقل أخبار السويد واللاجئين اليوم، الجمعة 9 أيلول، فإن أعرج (23 عامًا) من مواليد مدينة حلب، ووصل إلى العاصمة السويدية ستوكهولم في شباط 2014.
ويقول الشاب إن الاندماج في مجتمع جديد كليًا ليس بالأمر السهل، “مش كوخ ألعاب على قولة السويديين”، مشيرًا إلى أنه بدأ يميل إلى الاهتمام بدراسة الترجمة والعمل في مجالها، أثناء تردده عشرات المرات على مكتب العمل ودائرة الخدمات الاجتماعية.
يحب أعرج اللغات وهو معجب بالتميز الموجود في اللغة السويدية، على حد وصفه، لذلك بدأ الدراسة في آب من عام 2014، وأنهى دورات اللغة السويدية بعد عام، مشيرًا إلى أن مكتب العمل ساعده في الالتحاق بدورة لتأهيل المترجمين تشرين الأول الماضي، أنهاها نيسان من العام الحالي.
نصف عام من الدراسة المكثفة يوميًا لمدة ثماني ساعات في مدينة “أوبسالا” التي يستقر فيها حاليًا، نجح بعدها في الحصول على شهادة تؤهله للعمل كمترجم في السويد.
ورغم صعوبة تحصيل العمل، كونه يوجب على المتقدم الإلمام بمعارف جيدة في مجال اللغة أولًا وفي مجال أساسيات قوانين المجتمع السويدي وآلية سيره، خضع لامتحان قبول مكنه من الاستمرار بالدراسة، وفق أعرج.
العمل من الهاتف إلى الميدان
يعمل الشاب السوري كمترجم حر في مؤسسة “Språkservice” للترجمة والخدمات اللغوية، وأكد أنه حصل على بطاقة مترجم بعد أسبوع من تقديم طلبه للمؤسسة.
ووفق أعرج تحوّل عمله من الرد على الهاتف والمنزل، إلى مكتب العمل و مصلحة الهجرة السويدية بمختلف فروعها في القسم الشمالي من العاصمة ستوكهولم، معبرًا عن سعادته بالعمل لدى هاتين المؤسستين اللتين ساهمتا بشكل كبير في وصوله إلى ما هو عليه، وفق تعبيره.
ويسعى اللاجئ الحلبي للحصول على مؤهل “ترجمان محلف”، ليستمر في التخصص بالترجمة القانونية، باعتباره أجبر في سوريا على ترك دراسته في السنة الثانية من كلية الحقوق، “القانون شغفي و لن أبتعد عنه”.
“صمّم تصل”، يختم أعرج حديثه، موجهًا رسالة إلى جميع السوريين في مثل وضعه، “أفهم جيدًا أن الظروف قد تكون قاسية بما يجعلنا نشعر بإحباط كامل، ولن أنكر تعرضي لهذه الحالات أكثر من مرة، و لكن الإصرار والإيمان بنفسك وبمقدرتك، إلى جانب قناعتك بأن مستقبلك أصبح هنا، هي جميعًا مفاتيح النجاح و الوصول إلى الهدف”.
وليس أعرج الوحيد الذي رصدت عنب بلدي نجاحه في بلدان اللجوء إذ تكررت صور اللاجئين السوريين في المواقع الرسمية في ألمانيا والسويد وهولندا وغيرها، وجميعها حملت قصص نجاح أثنت عليها مؤسسات رعاية اللاجئين هناك.