حصلت اللاجئة السورية رنيم عنان على تسع قبولات في جامعات الطب البشري بألمانيا، بعد ثمانية أشهر من وصولها إلى بلد اللجوء الأشهر لدى السوريين، إلا أنها لم تحصل على إقامة حتى اليوم.
ووصلت عنان إلى مدينة كوزيسفيلد في مقاطعة شمال الراين ويستفاليا، مكثت فيها شهرًا في “الكامب”، ثم انتقلت إلى مدينة بيللربيك، ودرست اللغة الألمانية لتتمكن من التسجيل في الجامعة وحصلت على تقييم بمستوى B2 بزمن قياسي، وفق ما تحدث موقع ” wdr” الألماني، الأربعاء 7 أيلول.
رغم تقييمها بهذا المستوى إلا أن الشابة السورية (20 عامًا) تقدمت لامتحان اللغة الخاصة بدخول الجامعة والمعروف باسم ” DSH”، ونجحت عنان في تحصيل نسبة أعلى من 82%، وهو ما يوجبه النجاح في الامتحان، ورصدت عنب بلدي على صفحة عنان في “فيس بوك” أنها حصلت على الشهادة مطلع تموز الماضي.
وقالت اللاجئة للموقع الألماني إن السبب يعود إلى احتكاكها الكثير بالألمان، إذ خضعت لتدريب مهني في المشفى الجامعي، أكسبها الكثير من الخبرات على الصعيد اللغوي والمهني، وفق تعبيرها.
رحلة التسجيل الجامعي
بدأت عنان عقب حصولها على درجة تخولها التقدم للجامعات، مرحلة جديدة للالتحاق بإحداها، وسط صعوبة التسجيل وتأمين الأوراق، إذ لكل كلية شروط معينة للقبول، كما يحتاج الأمر تكاليف مادية لا تقدر عليها، وفق وصفها.
وبعد محاولات شتى حصلت الشابة السورية على قبولات من تسع جامعات ألمانية أبرزها: جامعة “توبينغن” و”مارتن لوثر”، و”زارلاند ووريغنسبيرغ”، وتنتظر قبولًا آخر من جامعة “مونستر” الواقعة في المكان الذي تعيشه فيه وعائلتها.
وتتخوف الشابة من عدم الالتحاق بالفصل الشتوي المقبل لعام 2017، بحكم أنها لا تملك إقامة، وترى أن فرصة قبولها هذا الفصل “صعبة جدًا”.
خرجت عنان وعائلتها من مدينة حلب 23 أيلول 2015 إلى لبنان، ثم توجهوا نحو تركيا، واستمرت رحلتهم إلى اليونان وصولًا إلى ألمانيا حتى تشرين الأول الماضي.
قالت الشابة السورية إنها درست سبع ساعات في اليوم حتى أنهت المستوى B2، ثم بدأت قراءة الروايات الألمانية والرسائل البريدية والجرائد، لتجمع أكبر قدر ممكن من المفردات، وأكدت عنان أن جارها المسن أولريش بوكمان، ساعدها في تحصيل المنح الألمانية.
عشرات السوريين استطاعوا تجاوز “محنة الحرب” في بلادهم، ونجحوا على مختلف الأصعدة، إلا أن معاناة الحصول على إقامة ما زالت العائق الأول في وجه اللاجئين الجدد بمن فيهم السوريون.