محاصرون من داريا عالقون في المعضمية: وجهتنا إدلب والنظام يماطل
بين صدّ وردّ يراوح الاتفاق بشأن خروج أهالي داريا الباقين في معضمية الشام مكانه، وحتى اليوم، الجمعة 9 أيلول، لم تتوصل اللجنة المكلفة بالتفاوض إلى حل مع النظام السوري يقضي بخروج الأهالي.
وقضى الاتفاق الأول بخروج المحاصرين من أبناء داريا في معضمية الشام إلى إدلب، واعتبارهم وضعهم كحال المحاصرين في داريا.
لماذا لم يخرج أبناء داريا إلى إدلب؟
إلا أن مصدرًا مطلعًا في المعضمية أوضح لعنب بلدي أن النظام تراجع عن الاتفاق، “مع خروج آخر شخص من داريا بعد أن حقق هدفه بتفريغها”، مؤكدًا “هنا بدأت المماطلة ومحاولة إلزام من يريد الخروج إلى إدلب بتسوية أوضاعهم والخروج إلى حرجلة”.
وقدّر المصدر عدد أهالي داريا الراغبين بالخروج إلى إدلب بـ 1200 شخص، وقال إنهم متخوفون من الخروج إلى بلدة حرجلة في ريف دمشق “لأن المصير مجهول وليس لديهم ثقة بالتعامل مع النظام”.
وما زاد شكوك الأهالي هو تأخير خروج الذين ذهبوا إلى حرجلة منهم، “رغم المعاملة الحسنة وتجهيز أوراقهم الثبوتية هناك”، وفق المصدر، معتبرًا أن النظام “يتحدث كلام منمقًا ومطمئنًا لكن في الواقع ليس هناك ضمانات”.
دفعة ثانية من أهالي داريا خرجت أمس الخميس من معضمية الشام إلى مركز الإيواء في حرجلة، ضمن الاتفاق، وضمت قرابة 100 مدني، ليصل عدد الخارجين عبر دفعتين إلى نحو 400 شخص.
ورغم أن النظام وعد الأهالي الخارجين إلى حرجلة بتسوية أوضاعهم، وضمان حمايتهم من الحواجز العسكرية، إلا أنه حتى الآن لم يسمح لأحد بالخروج منه سوى البعض ممن تتجاوز أعمارهم الخمسين عامًا.
أين وصل اتفاق معضمية الشام؟
تدور هذه المماطلة بالموازاة مع تطورات في ملف اتفاق التسوية في المعضمية، وكان النظام السوري تراجع، الثلاثاء الماضي، عن بنود الاتفاق المقرر، الذي تضمن تنظيم لوائح بأسماء من يريد المغادرة إلى إدلب، ومن اعتمد تسوية وضعه وتسليم سلاحه.
ومن ضمن البنود التي يحاول النظام فرضها، فتح مكتب لشعبة التجنيد في الحي الشرقي لمتابعة أمور المطلوبين لخدمة العلم، وتسوية أوضاع المتخلفين وعودة الطلاب منهم إلى مدارسهم وجامعاتهم وتأجيلهم دراسيًا، وتسريح كل شخص لديه إعاقة جسدية، إضافة إلى منح جميع المتخلفين تأجيلًا لمدة لا تقل عن ستة أشهر.
وبخصوص المنشقين المتخلفين سينتقي النظام “أشخاصًا ذوو سيرة حسنة ومقبولين داخليًا”، بحسب تعبير ضباط الأسد، حتى يكونوا ضمن الشرطة المدنية، بينما يوزع شباب المعضمية على محيطها وداريا، وفي حال الاكتفاء يلتحق باقي شباب المعضمية بالفرقة الرابعة حصرًا وفي مناطق ضمن دمشق، وفقًا لتسريبات عن مجمل المفاوضات أمس.
وكان النظام السوري هدد مقاتلي المعارضة في معضمية الشام بـ “حرب شاملة”، في المدينة في حال رفضوا شروط الاتفاق التي اقترحها سابقًا، بينما يتخوف أهالي داريا الباقون من تطورات غير محسوبة ومصير مجهول حتى اليوم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :