مالك أبو أسحق – إدلب
أطلق العاملون في كل من لجنة الثائرات السوريات وكتلة أحرار حماة، مشروعًا في محافظتي إدلب وحماة ضمن أيام عيد الفطر باسم حملة «عيدية»، توجهت فيه إلى العوائل التي ليس لها معيل، كعوائل الشهداء والمعتقلين والمعاقين والمرابطين على جبهات وخطوط القتال.
وتنطوي هذه الحملة على بعدين، نفسي ومادي، فالبعد النفسي يهدف إلى نقل الأطفال من جو الحزن والكآبة الذي يعيشونه بعيدًا عن آبائهم، ورسم الابتسامة والفرحة على وجوههم، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي لهم من خلال زيارة العوائل في أماكن إقامتها. والبعد المادي يتمثل بتقديم «عيدية» قدرت بمبلغ ألفي ليرة سورية لكل طفل في الأسر المستهدفة، وثلاثة آلف ليرة لكل أم، بالإضافة إلى تقديم سلة غذائية تقدر قيمتها بـ خمسة آلاف ليرة، نظرًا للوضع الاقتصادي المتردي الذي تعيشه تلك العائلات.
وولدت فكرة هذه الحملة في العشر الأخير من رمضان، وروج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليتم بعدها فتح باب التبرع لهذه الحملة عبر اللقاءات الشخصية والاتصالات الهاتفية مع متبرعين سوريين غير تابعين لأحزاب أو منظمات أو هيئات، والذين قدموا ما مجموعه 25 ألف دولار.
واستفاد من هذه الحملة في أول أيام عيد الفطر قرابة 1000 طفل، وأكثر من 100 امرأة (أم)، على أن يصل عدد المستفيدين بنهاية العيد إلى 3 آلاف طفل، ومئات الأمهات.
استطاعت الحملة، بحسب أحد النشطاء، أن تصل إلى قلوب الناس، ولاقت ترحيبًا كبيرًا من الأهالي في محافظتي إدلب وحماة، مع رغبة من القائمين عليها بنقل هذه التجربة لمحافظات أخرى بحملات مشابهة، تقوم على مبدأ زيارة بيوت العوائل وتقديم الدعم النفسي والمادي للأطفال.
وتوضح الناشطة رانيا قيصر من مؤسسة لجنة الثائرات لعنب بلدي عن هذه الحملة قائلة:
«إن حملة عيدية هدفت إلى إعادة الفرحة لقلوب الأطفال المكسورة، وهي وسيلة لإعادة التكافل الاجتماعي بين الأهالي. فحرصنا خلال عملية التوزيع أن نقول جملة واحدة للأطفال: هذه من الثوار، بعد أن لمسنا أن الكثير من الأهالي بدؤوا بفقدان الأمل في الثورة بسبب الضغوط العسكرية والمعيشية المهولة عليهم وبسبب أخطاء بعض الثوار والكتائب.»
ويضيف صالح الحموي، المشرف على حملة عيدية: «أنا أتفق مع رانيا فيما قالته إلا أنني أحب أن أضيف جملة واحدة، وهي أننا اكتشفنا أثناء التوزيع ضرورة إدارة الموارد الإغاثية، فمبلغ بسيط استطعنا من خلاله تحقيق نتائج جيدة.»
ويبقى القاسم المشترك بين هذه الحملة وسابقاتها أنها تعتمد في كثير من الأحيان على جهود فردية، لا تتبع لتيارات أو أحزاب معينة، وهو ما يفتح الباب أمام حملات أخرى لاحقة.