عنب بلدي – العدد 77 – الأحد 11-8-2013
محمد حسام حلمي
هناك مثل شعبي متداول بين السوريين يقول «حكى بدري….شرح صدري»وهو يعبر عن حالة شخص ساذج ومنفصل عن الواقع يتفوه بعد صمت طويل بكلام ليس له أي قيمة، فكيف إن كان المتفوه بهذه الكلمات شخصًا يشغل منصب «رئيس وزراء» اسمه «وائل الحلقي»!
فعندما يخرج الحلقي مع طاقمه على شاشات التلفزيون السوري في جولة استعراضية تفقدية يوم الخميس 8 أب 2013 على مديرية الخدمات بكفرسوسة ولجنة المخابز الاحتياطية ومركز إطفاء المزة، وهو يردد عبارة أن «القطاع الخدمي والاقتصادي مستقر» تشعر بأنك أمام عرض هزلي بطله ممثل السلطة التنفيذية في الحكومة السورية.
الحلقي لم يدرك –ربما- أن طلته «الهزلية» على الشاشات الرسمية لم تحظ بالمشاهدة والاهتمام بين أوساط السوريين الذين يعاني معظمهم من انقطاع الكهرباء في مدنهم وقراهم، بينما يعيش قسم كبير منهم في حالة من التشرد والضياع بسبب الحملة الشرسة التي يشنها نظامه على كافة المناطق السورية. هزليته تلك لم يتسن لمئات آلاف السوريين أن يروها لانشغالهم بالوقوف لساعات طويلة أمام أفران الخبز للحصول على رغيف الحياة لسد رمق أطفالهم، قبل أن تنقض طائرات الميغ لتحيل الفرن ومن يقف أمامه إلى طحين متناثر وأشلاء بشرية مبعثرة . بينما يقف آلاف آخرون أرتالًا للحصول على جرة غاز تجاوز سعرها في أحسن المناطق الخمسة أضعاف!
دعونا يا سادة نكمل ما قاله الحلقي «رئيس الوزراء!» وطاقمه، ونستمع إلى تصريحه البديع عن أعداء سوريا الذين وصفهم بأنهم «يحاولون استهداف الأمن الغذائي في سوريا» وأن «الحكومة تقوم بشكل مباشر بتأمين جميع المواد الأساسية والمستلزمات الصناعية والإنتاجية والخدمية للمواطنين». نعم لقد كان رد النظام السوري قاسيًا على أعداء سوريا وفوت عليهم فرصة المساس بالأمن الغذائي القومي وقام بحرق المحاصيل الزراعية للمواطنيين ومنع وصول الدقيق والطحين للأفران، وقصف الأسواق، وأرسل جنود «الجيش العربي السوري» ليسرقوا ممتلكات الناس في بيوتهم، قبل أن يحرقوها وينسفوها على وقع شعار الممانعة «الأسد أو نحرق البلد». بهذه الطريقة انتصر النظام على أعدائه الذين يحاولون استهداف الأمن الغذائي في سوريا!
يضيف الحلقي أن «المخازن الاستراتجية من مختلف المواد بما فيها الطحين والقمح متوفرة مباشرة، ولا خوف على القطاع المعيشي والتنموي، وأن قدرات اقتصادنا الوطني كبيرة ومتنوعة وقادرة على مواجهة الاحتياجات كافة». بجولة صغيرة لأهم أسواق المدن الكبرى في دمشق وحلب بعيدًا عن الأرياف والقرى التي نسي الناس فيها معنى كلمة سوق، تجد جميع البضائع متوفرة وبأرخص الأسعار والمخازن تتكدس فيها البضائع بسبب الفائض في الأسواق وتجد البسطات تملؤ الشوارع بمئات الأصناف من البضائع مما لذا وطاب! بالفعل «إن لم تستح فقل ما شئت»!
على من تكذب هذه الحكومة؟! ومن تحاول أن تخدع؟! أم أن صاحبنا يحاول تغطية شمس الحقيقة بغربال كذبه المستمر؟!
محاولة فاشلة أخرى يقوم بها مسؤولو النظام لطمأنة السوريين وتغطية عورة النظام الذي أنهك اقتصاد البلد وسحقه تحت جنازير دباباته، تليها –كالعادة- أزمات ومصائب جديدة بات السوريون يترقبونها ولسان حالهم يقول «حكى الحلقي، وزاد قلقي»!