عنب بلدي – العدد 77 – الأحد 11-8-2013
عنب بلدي – دوما
5 – 4 – 3 – 2 – 1 .. مع انتهاء هتاف الأطفال بآخر رقم، بدأت فعالية «يلّا نعيّد» في ثاني أيام عيد الفطر في الغوطة الشرقية التي نظمتها كل من مؤسسة «شباب نحو مجتمع إسلامي» ومكتبة «بيت الحكمة» حيث كان لعنب بلدي جولة ولقاءات مع عدد من القائمين على الحفل وكذلك الحضور.
تقول خولة، وهي إحدى منظمات الحفل، « فكرة يلّا نعيد لم تكن بعيدة عنّا عقب افتتاح الأطفال الأول –للمكتبة-، والهدف الوحيد لنا في هذا العيد هو رسم الابتسامة على وجوه الصغار، نريد أن تعلو أصوات ضحكاتهم المجلجلة على صوت كل حقد وقصف. تشارك الأفكار بيننا كان سبيلًا لنموّها ورفع مستوى الإبداع فيها، نشرنا الإعلانات قبيل العيد، والمفاجئ كان الحضور والتزام الأطفال بالموعد، انتظارهم عند الباب كان مؤشّرًا من البداية بنجاح الفكرة، كل جهد قدّمناه وكل تعب بذلناه يمحوه بريق سرور في عيون الأطفال حولنا، كما ترى»
لكن ما هي أهم نشاطات مهرجان «يلّا نعيّد» وإلى متى سوف يمتد؟ يجيبنا الأستاذ جهاد فيقول: «قمنا بتوحيد روح الفعاليات والنشاطات بين فترتي الذكور والإناث، الفقرة الأساسية هي سينما (يلّا نعيّد) حيث فكرنا في إعادة جزء من مرح الطفولة عن طريق فيلم كرتوني نعرضه بجهاز إسقاط ضوئي وبجو مشابه لجوّ السينما، ثمّة فقرات جميلة أخرى كفقرة الطفل المبدع، لممارسة الهوايات والمواهب المختلفة كالرسم والغناء وإلقاء الشعر، فقرة الألعاب الحركية والرياضية ومهارات العمل في فريق، ثم الختام مع فقرة المسابقة الثقافية مع توزيع جوائز بسيطة للأطفال في كل الفقرات السابقة، بالطبع لن يكون المهرجان ليوم واحد بل سيستمر طيلة أيام عيد الفطر المبارك»
مع غياب أراجيح العيد وألعابه، هل يمكن أن نجذب الطفل ونشدّه لهذه الفقرات؟ وكيف يمكن لنا أن نضمن استمتاعه وشعوره بجو العيد، تجيبنا الآنسة أمل عن هذا: «على العكس، التفاعل الشديد من الأطفال فاجأنا جدًا، توقعنا أن نلاقي صعوبة في ضبط أعدادهم الكبيرة، لكن الجميل هو الانضباط الذاتي، التفاعل الحقيقيّ مع كل كلمة وكل حركة.. برأيي فإنّ الضامن لنا بجذب الطفل هو أمران؛ الأوّل تفاعلنا كمشرفات ومشرفين مع الأطفال ومشاركتنا لهم كل الألعاب، أما الثاني فهو تنويع النشاطات بين أيام العيد، فنحن متّفقون على الفقرات الأساسية، لكنها مختلفة كليّا من يوم لآخر، فمثلًا في أول أيام الفعالية قمنا بصناعة زينة العيد مع الأطفال من قصاصات الورق الملونة، وصنعنا معهم أطول حبل زينة -ربما- إذ بلغ طوله قرابة الأربعين مترًا، كما قام الأطفال بتلوين لوحة رسمناها مسبقًا ببصمات أصابعهم الصغيرة، ثاني الأيام مثلًا حمل للأطفال مفاجأة حلوة بالرسم على وجوههم، كيف يمكن ألّا تجذب هذه الفعاليات المنوعة الأطفال؟»
وفي استطلاع لرأي الأطفال الذين دعوا إلى حضور هذه الفعالية، سجلت عنب بلدي بعض الردود:
«اسمي جودي، عمري ست سنوات، مبسوطة كتير بالعيد هون، ومبسوطة ﻷنو علمتوني أعمل زينة العيد وزين بيتي متل ما عملنا بالمكتبة»
«اسمي عبد الرحمن، أنا صف رابع، انبسطت كتير بهالعيد مع رفقاتي وإخواتي، صحيح خسرت بالمسابقة أنا وفريقي، بس بكرا راجعين نفوز وننبسط أكتر»
«أنا نوران، إجيت لهون أنا وأختي روان لننبسط مع البنات بالعيد ونتسلى بالألعاب والسينما، ما فينا نعيّد بالشوارع متل كل سنة ﻷنو في طيّارة وقصف..»
تركنا نوران تتابع فرقعة البالونات مع فريقها الأزرق، وتوجهنا إلى باب المكتبة حيث كان الأهالي ينتظرون أبناءهم، لتخبرنا أم أسامة، والدة أحد الأطفال، عن رأيها بالحفل «جزاكم الله خيرًا، في الحقيقة فإن الجهود المبذولة واضحة جدًا، ابتسامات الأطفال على وجوههم، ضحكاتهم وهم يمدّون أيديهم لنرى أصابعهم الملونة، طلبهم منا أن نعود في الغد، كل هذه الأمور هي أوسمة شكر للقائمين على هذا المهرجان»
ودعنا الأطفال، تتملكنا الدهشة من روحهم الطيبة، تلك التي مهما مرّت بلحظات عصيبة، فإن نسمة فرح واحدة قادرة على التحليق بها عاليًا في سماء البهجة، تمامًا كما المنطاد البديع، ذاك الذي لونّته أصابعهم الصغيرة.. بألوان طفولتهم.