إبراهيم الحسين.. الرياضي السوري العربي الوحيد في “دي جانيرو”

  • 2016/09/04
  • 3:04 ص
السباح السوري إبراهيم الحسين في البرازيل - 2 أيلول (عنب بلدي)

السباح السوري إبراهيم الحسين في البرازيل - 2 أيلول (عنب بلدي)

حسن مطلق – عنب بلدي

تتوالى الرسائل التي تحمل صوتًا رخيمًا مليئًا بالتحدي إلى هاتفي الشخصي، وتحمل معها ألمًا وإصرارًا، مجسدةً قصة نجاح مؤلمة منحت صاحبها الحق، بالمشاركة في أكبر وأهم البطولات العالمية لذوي الاحتياجات الخاصة

عشرون دقيقة هي مجموع رسائل صوتية للسباح السوري إبراهيم الحسين، حامل شعلة أولمبياد “ريو دي جانيرو” في اليونان على مسافة 70 مترًا، نيسان الماضي، كانت أجمل أيام عمره، كما يقول لعنب بلدي.

يركض الحسين 12 كيلومترًا على ثلاث مرات يوميًا، رغم عمله على مدار 12 ساعة داخل “كافتيريا” في اليونان، متحديًا إصابته، فهو مبتور القدم اليمنى، ويستخدم طرفًا صناعيًا يساعده في تدريباته، التي يأمل أن يصل بعدها إلى حلمه في تحقيق إنجاز ضمن دورة الألعاب “البارالمبية”، التي يشارك فيها إلى جانب أكثر من أربعة آلاف رياضي “معوّق”، من قرابة 160 دولة حول العالم، وتمتد بين 7 و 18 أيلول الجاري.

وينحدر الرياضي السوري من مدينة دير الزور التي كانت مسرحًا لألمه يومًا ما، ويتحدث عن إصابته التي تعرض لها خلال عام 2012، إلا أنها لم تثنه عن الاستمرار والتحدي، إلى أن غدا اليوم ضمن نادي “بروتو بوري” للسباحة وتدربه إيليني كوكن، التي ترافقه في البطولة، ولها الفضل الكبير في نجاحه، على حد وصفه.

فقد الحسين مفصل قدمه اليسرى بعد أن رمى بنفسه من الطابق الرابع خوفًا من عناصر الأمن، في نيسان 2012، ليفقد قدمه الأخرى بقذيفة دبابة، بعد تلبية نداء صديقه المصاب، ما دعاه للخروج إلى تركيا بعد وعود كثيرة للمساعدة في علاجه، إلا أنها لم تنجح في مساعدته على الإطلاق، فقد كانت “كالمسكن لمبتور القدم”، كما يقول.

يئس الشاب السوري (27 عامًا) من تلقي العلاج في تركيا، ما دعاه للسفر إلى اليونان، وساعده أحد المهربين، حتى وصل إلى جزيرة ساموس مطلع عام 2014، وبقي فيها 18 يومًا، حتى غيّرت حياته امرأة يونانية تعرف عليها بالصدفة، ويرى الحسين أنه الوقت الذي بدأ فيه أولى خطوات نجاحه، بعد أن عاش ظروفًا سيئة.

ورغم أن الشاب العشريني لم يستطع الحصول على أوراقه الرياضية الثبوتية من سوريا، إلا أن اليونانية تكفّلت بعلاجه ووضعت على عاتقها تدريبه حتى وصل إلى ما عليه اليوم، وفق تعبيره.

ابن الفرات يلعب كرة السلة أيضًا، وعضوٌ في نادي “ماروسي”، ويدربه فايوس يوروس، يصف مشاركته في “البارالمبية” بأنه إنجاز، آملًا بتحقيق لقب كسبّاح في سباقي 50 و 100 متر حرّة، بعد 22 عامًا من الرياضة بدأها بعمر خمس سنوات مع والده مدرب السباحة، ويشهد بنجاحه فيها أكثر من رياضي سوري تحدثت معهم عنب بلدي.

حلم الحسين بدأ ظهر الجمعة 2 أيلول، وهو يوم سفره إلى البرازيل تجهيزًا للبطولة، بعد أن أمضى أكثر من عام في اليونان، حصل خلالها على المركز الثاني في بطولتين، ونال المركز الأول على أثينا في السباحة، إضافة إلى حصوله على شهادة تقدير في كرة السلة على الكراسي المتحركة.

ويرى الحسين أن ما عزز بداخله “الشراسة والتصميم” خلال سباحته، الرسالة التي يحاول دائمًا إيصالها إلى الآلاف من أقرانه المصابين في سوريا، وهي أن “الإصابة في العقل وليس في الجسد”، مدللًا على ذلك بوصوله إلى البرازيل للمشاركة في “البارالمبية”.

أنهى الشاب الرياضي المرحلة الابتدائية فقط، ونال شهادات خبرة في الكهرباء، جعلت منه “معلم كهرباء” عمل إثرها في مشاريع التوتر العالي عندما كان في سوريا إلى جانب الرياضة قبل الثورة.

ولا يفكر الحسين سوى بـ”ريو” حاليًا، كما يطمح لأن يكون مدربًا في أحد الأندية الأوروبية القوية، على حد وصفه، متمنيًا أن يتنافس مع من التقاهم سابقًا من الرياضيين السوريين المصابين في إحدى البطولات.

مقالات متعلقة

رياضة دولية

المزيد من رياضة دولية