شامل الأحمد.. عين حقيقة أخرى تغفو فوق تراب حلب
خلود حلمي – عنب بلدي
أغمض أحمد الحمود، أو من كان يعرف باسم “شامل الأحمد”، عينيه الجمعة 2 أيلول في مدينة غازي عنتاب التركية وللأبد، مودعًا هذه الحياة شهيدًا.
في 16 آب الماضي، وأثناء توجه شامل إلى منزله في حي صلاح الدين مع زوجته الحامل وطفليه، آلاء (5 أعوام) ويامن (3 أعوام)، سقط برميل متفجر وأنهى آخر يوم يجمعهم معًا. وحالَ القصف الشديد وطائرات نظام الأسد والطيران الروسي من إخراجهم لتلقي العلاج، لتمضي العائلة أكثر من عشر ساعات في سيارة الإسعاف بانتظار أن يفتح الطريق، ما زاد من خطورة جراحهم.
وبسبب خطورة إصابة شامل وزوجته، تم نقلهما دون طفليهما إلى تركيا، بينما بقي الطفلان لدى أحد أقاربهما في حلب. حالة الأم الحرجة، اضطرت الأطباء في مشفى الدولة في أنطاكيا لتوليدها قبل أوانها، وأنجبت طفلة في 17 آب أسموها تالا. لكن وبسبب إصابة الأم بشظية في عنقها، والتي هددتها بالإصابة بشلل لقربها من عمودها الفقري، لم تتمكن من رؤية طفلتها. وزالت هذه المخاوف نهائيًا باستشهادها بعد أسبوع من ولادتها.
إصابة شامل تركزت في الرأس، واضطر الأطباء لبتر ساعده الأيمن بسبب تهشمه وانسداد الشرايين. كما عانى من نقص تروية دماغية أدت لفقدانه بصره، الأمر الذي حرمه من رؤية طفلته الصغيرة أيضًا. وكان شامل ينتظر استكمال إجراءات نقله إلى دولة أوروبية لاستكمال العلاج حين ساءت حالته كثيرًا واستشهد الجمعة 2 أيلول في مدينة غازي عنتاب التركية بعد 15 يومًا من تاريخ إصابته.
شامل الأحمد، عضو مؤسس في مركز حلب الإعلامي، وأحد المؤسسين لفريق صناع الحياة، استشهدت طفلته قبل عام ونصف تقريبًا، وأخ لشهيد، عرف بسمعته الطيبة. أسهم في معظم النشاطات الثورية والإنسانية في حلب إلى جانب عمله الإعلامي.
كتب شامل يومًا: “بعيدًا عن كل الأسباب التي تزداد يومًا بعد يوم وتدفعني للهجرة، أنا من الأشخاص الذين تصعب عليهم الحياة خارج أحيائهم وأزقتهم الضيقة، فأنا متعلق للغاية في مدينتي حلب، يصعب علي تركها وحيدة، أشعر بالأسف حيال الأوضاع التي آلت اليها مدينتي، لكنني أعزي نفسي أنني أتنفس الحرية في نسيم هوائها”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :