عنب بلدي – خاص
كثرت التصريحات السياسية خلال الأيام الماضية من قبل مسؤولين روس وأمريكيين، حول اقتراب موعد اتفاقهما بشأن سوريا، وتطبيق وقف إطلاق النار في حلب لمدة 48 ساعة، لكنها بقيت مجرد تصريحات لم تؤثر شيئًا على الأرض التي تشهد معارك عنيفة بين قوات الأسد والمعارضة منذ شهر تقريبًا.
الحديث عن التوصل لهدنة بدأ مع نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، عندما أعلن، في 31 آب الماضي، عن قرب إنجاز “اتفاق كبير” مع أمريكا حول مدينة حلب.
وقال ربابكوف لوكالة “تسنيم” الإيرانية خلال زيارته لطهران، “نحن الآن على وشك تحقيق ما نأمل في أن يكون اتفاقًا كبيرًا فيما يخص الوضع في مدينة حلب السورية”.
وأضاف المسؤول الروسي “لقد بذلنا في الأسابيع الماضية ما كان في وسعنا، لنصل إلى الاستقرار في سوريا ونهزم الإرهاب الموجود هناك”، موضحًا أن المساعي تهدف إلى “تخفيف معاناة الشعب السوري في تلك المناطق”.
بوتين: اتفاق قريب مع واشنطن حول سوريا
الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، استبق لقاءه بالرئيس الأمريكي، باراك أوباما، على هامش قمة العشرين التي تعقد في الصين، بإطلاق تصريحات بأن روسيا والولايات المتحدة يمكن أن تتوصلا قريبًا إلى اتفاق تعاون حول سوريا.
وفي مقابلة مع وكالة “بلومبرغ”، قال بوتين “إننا نتحرك بشكل تدريجي في الاتجاه الصحيح، ولا أستبعد أن نتمكن في القريب العاجل من التوصل إلى اتفاق حول سوريا وسنقدم اتفاقنا للمجتمع الدولي”.
الزعيم الروسي اعتبر أن “إحدى المشاكل الرئيسية هي إصرار روسيا، على فصل القسم المسمى “معتدلًا” من المعارضة عن المجموعات المتطرفة الأخرى والمنظمات “الإرهابية” مثل “جبهة النصرة”.
اتفاق أمريكي روسي يقيد حركة الطيران السوري
وبالرغم من غموض تصريحات بوتين حول ماهية الاتفاق وعناصره، إلا أن وكالة رويترز نقلت عن مصادر دبلوماسية قولها إن “الولايات المتحدة وروسيا تقتربان من إعلان توصلهما إلى اتفاق يحدد وقفًا لإطلاق النار مدته 48 ساعة في حلب، ويسمح بوصول المساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة”.
الاتفاق لم يقتصر على إيصال المساعدات فحسب، بحسب المصادر، وإنما سيحدد من الطلعات الجوية لطيران النظام السوري.
وكشفت المصادر للوكالة عن عناصر الاتفاق بين الطرفين الروسي والأمريكي، والذي سيتضمن إتاحة الوصول الفوري للمساعدات الإنسانية إلى حلب عبر طريق الكاستيلو الذي يسيطر عليه النظام السوري.
كما سيتضمن السماح لحواجز النظام الموجودة على الطريق، بالتحقق من سلامة أختام الأمم المتحدة على شاحنات المساعدات الإنسانية فقط، دون تفتيش الشحنات أو نقل محتوياتها، إضافة إلى حصر حركة طائرات النظام على الطلعات “غير القتالية” في مناطق محددة.
في حين لم يتضح إذا كان الاتفاق سيتطرق إلى وقف للاقتتال في أنحاء البلاد وهو ما تسعى إليه الولايات المتحدة.
هل تبصر الهدنة النور في بحر الأسبوع الجاري؟
المصادر أكدت لرويترز أن الاتفاق لم ينجز بعد ولم يصل إلى صورته النهائية، وأن عناصره الرئيسية ماتزال قيد البحث، إلا أن وزيري الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره الأمريكي، جون كيري، قد يعلنان التوصل للاتفاق في أي وقت قريب.
الاتفاق إذا ما حصل فيؤدي إلى تبادل للمعلومات بين الروس والأمريكيين، بما يسمح للقوات الروسية باستهداف مقاتلين تابعين لجبة “فتح الشام” “جبهة النصرة” سابقًا، والتي تعتبرها الولايات المتحدة جماعة إرهابية مرتبطة بالقاعدة.
التصريحات الروسية والأمريكية مغايرة تمامًا لما يجري على الأرض، فالحصار عاد لأحياء حلب الشرقية، بعد أن تمكنت قوات الأسد من السيطرة على تل الأقرع المطل على طريق الراموسة ورصده ناريًا، ما سيزيد الأعباء على 350 ألف مدني موجودين داخل حلب.