لماذا التسوية في معضمية الشام المهادنة؟

  • 2016/09/02
  • 9:24 م

يونس الكريم

الكل يتساءل أين تكون محطة التسوية القادمة، هل هي الوعر أم معضمية الشام أم الغوطة أم درعا… ولماذا هذا الاندفاع بالتصاريح من روسيا حليفة النظام، وسكوت الدول الإقليمية والدولية عما جرى في داريا، رغم التصريحات السابقة التي أشاعت أن داريا خط أحمر، وأنها توأم المدن الفرنسية والأمريكية، حسب دبلوماسية الدولتين.

لماذا لم تتدخل تركيا والسعودية والأردن، وغرف عملياتها لفك الحصار عن داريا قبل أن يبدأ مسلسل التهجير؟

ببساطة لأن ملفات إعادة الإعمار باتت جاهزة، وأصبحت الآن على طاولة المناقصات الدولية التي طال انتظارها.

الحرب المشتعلة هنا وهناك ما هي إلا عبارة عن محاولة إقحام دولة ما نفسها على تلك الطاولة، وإلا ماذا يعني الضغط على معضمية الشام التي هي بحالة هدنة مع النظام لإجراء تسوية يتم فيها إخراج المسلحين من أهالي داريا والمعضمية إلى إدلب، مع محاولة روسية جدية بالإبقاء على المتخلفين والمنشقين من الجيش.

ربما لأن الروس يريدون من خلال هذه الإجراءات إلى حصر المسلحين من خارج مؤسسة الجيش، في إدلب ومن ثم استصدار قرار دولي يلزم الفصائل التي حوصرت فيها بتسوية مع النظام أو إعلان الحرب من مجلس الأمن، بحيث تفتح عليهم أبواب الجحيم.

أما النظام فيريد من مسلسل التسويات والتهجير تثبيت ركائز حكمه اقتصاديًا، ليكون بالضرورة شريكًا اقتصاديًا، فالمعضمية هي على تخوم داريا، والتي سوف تقام فيها مشاريع فلل وأبراج وأكبر مشفى بالشرق الأوسط، كما توضح المجسمات الموجودة لأبو طلال، شريك إيهاب ورامي مخلوف. (أبو طلال رجل أعمال من أصل سوداني، منح الجنسية السورية، ولديه أملاك واسعة في كفرسوسة)

كما أن معضمية الشام تطل على مشروع منتجع “روتانا”، المقام على ما يسمى بناء المروحة في المزة أوتستراد، والذي استولى عليه رامي مخلوف، ولم يوقف العمل فيه رغم كل الحرب على داريا خلال سنوات الثورة. والآن توضع اللمسات الأخيرة على هذا المنتجع، وهو مشروع أراد منافسة “فورسيزن” الذي لم يستطيع استملاكه من الأمير وليد بن طلال.

المعضمية ستكون نقطة انطلاق الواجهة الاقتصادية لمشاريع إعادة إعمار دمشق، كما ستكون داريا نموذجًا لانطلاق هذه المشاريع.

مقالات متعلقة

رأي

المزيد من رأي