بعد لقاءات ومشاورات استمرت لساعات، توصلت الفعاليات العسكرية والمدنية في حي الوعر بمدينة حمص، إلى “اتفاق مبدئي” مع النظام السوري، يقضي بالعودة إلى الاتفاقات السابقة في الحي، والتي نقضتها قوات الأسد سابقًا، إذ يشدد الاتفاق الجديد على تثبيت وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن الحي، ومغادرة من يرغب من المقاتلين إلى خارج الوعر.
الاتفاق جاء حصيلة مفاوضات بين لجنة التفاوض في حي الوعر مع رئيس شعبة المخابرات العامة في حمص، اللواء محمد ديب زيتون، مساء أمس، الأربعاء 31 آب، وينصّ على وقف القصف بشكل كامل والعودة إلى حالة التهدئة غير المحددة بوقت ثابت.
كما تم الاتفاق على عقد جلسة قادمة مع ممثلي الطرفين، لبحث مسألة إخراج المعتقلين ودفعة من الراغبين بالخروج من الحي.
بنود الاتفاق السابق:
شهد حي الوعر أواخر العام الماضي (2015)، هدنة بين المعارضة وقوات الأسد برعاية الأمم المتحدة يتم تنفيذه على ثلاث مراحل، كل مرحلة مرتبطة بالضرورة مع سابقتها، بحيث لا يتم الانتقال للمرحلة التالية قبل الانتهاء من المرحلة التي تسبقها.
وتنص المرحلة الأولى على وقفٍ كاملٍ لإطلاق النار، ومغادرة كل من يعمل على تعطيله أو خرقه إلى خارج الحي، وتقديم لائحة بالسلاح المتوسط والخفيف لتسليمه في المرحلة الثانية، إلى جانب السماح للمنظمات الإنسانية بالقيام بعملها، وفتح معبر دوار المهندسين للمشاة فقط، وتحضير لوائح تضم المفقودين والمعتقلين ليفرج عنهم في المرحلة الثانية.
المرحلة الثانية تتضمن جمع السلاح الخفيف والمتوسط من خلال لجنة مشتركة مشكلة من لجنة الحي ولجنة النظام، ويبقى السلاح في مستودعات ضمن الحي، دون السماح باستخدامه وذلك بإشراف اللجنة المشتركة، وفتح الطرق المؤدية إلى المؤسسات العامة، على أن يتم تقديم مخطط للألغام والأنفاق في الحي باستثناء منطقة الجزيرة السابعة، وتسهيل عودة الأهالي المهجرين والنازحين، بالإضافة إلى إطلاق سراح المعتقلين، وتسليم السلاح المتوسط والثقيل الموجود في مستودعات الحي إلى النظام، بحيث تكون مدة تنفيذ المرحلة من 15 إلى 25 يوم.
المرحلة الثالثة تقضي بإنهاء دراسة ومعالجة قضية البساتين والجزيرة السابعة، المختلف عنها، من خلال اجتماع الطرفين، وخروج من يرغب من المقاتلين من الحي.
وكانت الاتفاقية السابقة تعثرت جراء رفض النظام السوري تنفيذ بند الإفراج عن المعتقلين.
وحي الوعر الواقع غرب مدينة حمص، هو آخر معاقل قوات المعارضة في المدينة، وقد تعرض خلال الأيام الأخيرة لحملة قصف عنيفة من قبل قوات الأسد، باستهدافه بقنابل النابلم الحارق، فضلًا عن عشرات الغارات الجوية، وقذائف المدفعية والهاون، ما أدى إلى مقتل العديد من المدنيين، بينهم طفلان قتلا حرقًا، والعديد من الجرحى.