عقب سيطرة فصائل المعارضة السورية على مدينة معردس في ريف حماة الشمالي صباح اليوم، الخميس 1 أيلول، غدت على أبواب بلدة قمحانة التي يعرف عن سكانها موالاتهم للنظام السوري.
تقع قمحانة إلى الشمال من حماة وتبعد عنها حوالي ثمانية كيلومترات، وإلى الشرق منها يقع جبل “زين العابدين” الذي غدا اليوم قاعدة عسكرية لقوات الأسد، ويستهدف منه القرى الخارجة عن سيطرته.
يحد البلدة من الشمال مدينة طيبة الإمام، وتتنوع طبيعتها بين السهل والجبل لتضمن ستة أودية هي: وادي الطحانة، الغربي، جحا، الميدات، حرسين، ووادي سوار الذي يحدها من الجهة الشمالية الغربية.
كما أنها مشهورة بمنطقة “الدفّاعي” على اسم الناعورة الأكبر فيها، إلى جانب ناعورتي المرديشة والناصرية.
تترامى أطراف قمحانة إلى طريق حماة- حلب، وتنتشر عشرات المنشآت الصناعية قربها، كمعمل الحديد ومعامل الزيوت (كرنازي – الأهلية)، إضافة إلى معاصر الزيتون وتغليف الحبوب وبعض معامل الصناعات الغذائية.
مع بدء الثورة السورية عرف عن أهلها رماديتهم تجاه الاحتجاجات، ورغم أن عددًا من أبنائها قاتل ضد الأسد إلا أن النسبة العظمى تؤيده، بل تعداها الأمر إلى تشكيل قوات من أبنائها للقتال إلى جانبه، كما توزع العشرات من أهلها على حواجز مدينة حماة، وأبرزها حاجز “السباهي” عند مدخل المدينة من الجهة الشمالية.
ونحت البلدة إلى العداء مع المدن المجاورة بسبب أعداد “الشبيحة” من أبنائها الذين انتسب عشرات منهم إلى قوات “الدفاع الوطني”. ويقول أهالي مدينة حماة إن قدوة أهل قمحانة هم عائلة السباهي، أصحاب الثروة الذين جمعوها من “تشبيحهم” في الثمانينيات، على حد وصفهم.
رغم أن النسبة الأغلبية من أبناء المدينة موالون للنظام، إلا أن قمحانة شهدت أولى المظاهرات ضد الأسد في جمعة “أطفال الحرية” في 3 حزيران 2011، كما شارك بعض أبنائها في المظاهرات داخل مدينة حماة.
وينتمي إليها أبرز وأصغر إعلاميي محافظة حماة معاذ العمر، الملقب “أبو مهدي الحموي”، الذي ودّعته حماة إثر استهداف مكان وجوده في مدينة كفرزيتا بريف حماة الشمالي بصاروخ أرض- أرض، في 25 نيسان 2014، عن عمر 17 عامًا، ووالده الدكتور عبد الرحمن العمر، مدير منظمة “سيما” الطبية، ومن أبرز داعمي الثورة السورية.