نقلت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية عن مجلس المقاومة الإيرانية (مجاهدي خلق) قوله، إن المرشد الإيراني علي خامنئي يدير العمليات على الأرض السورية من داخل مبنىً مكون من خمسة طوابق قرب مطار دمشق.
وفي تقرير للصحيفة نشرته الثلاثاء 30 آب، ذكرت أن المعلومات التي حصلت عليها من مصادر وصفتها بـ “ذات المصداقية”، متحدثة عن المقر السري في دمشق، وعن أعداد كبيرة من الإيرانيين لدعم الأسد، نقلًا عن المصادر نفسها التي قالت إنها “تسريبات مخابراتية”.
مقر من خمس طوابق
المقر يسمى “البيت الزجاجي”، وهو مبنىً محصن ذو جدران مضادة للانفجار، مؤلف من خمسة طوابق ويحوي 180 غرفة، يحرسه حوالي ألف عنصر مسلح، ويضم عددًا من الدوائر بما فيها مكافحة التجسس والخدمات اللوجيستية، الدعاية، قيادة المرتزقة الأجانب، إضافة إلى المخابرات الإيرانية.
واختير المكان ليكون في موقع قريب من مهبط الطائرات، “ما يجعل من السهل لقادة الجيش الإيراني تلقي شحنات من القوات والأموال والمعدات، أو ربما الهروب بأسرع وقت ممكن إذا سقطت دمشق”، بحسب الصحيفة.
ويلعب المقر الإيراني دورًا محوريًا في دعم نظام الأسد إلى جانب روسيا، وأشارت “ديلي ميل” إلى أنه يضم عمليات الاستخبارات ومكافحة التجسس، كما يحوي خزائن مليئة بملايين الدولارات التي تنقل جوًا من طهران مباشرة.
وأوضحت الصحيفة أن التقارير المسربة، جاءت من مصادر “عليا” من داخل الحرس الثوري الإيراني، وجمعها ناشطون معارضون للنظام الإيراني.
قواعد عسكرية موزعة في أنحاء سوريا
كما تحدثت الصحيفة في التقرير الذي ترجمت عنب بلدي مقتطفات منه، عن أن إيران تملك قواعدًا عسكرية متوزعة على جميع أنحاء سوريا، معتبرةً أن النظام الإيراني ووكلاءه أقوى بكثير مما قدره محللون غربيون، إذ توقعوا أنّ أعداد المقاتلين الأجانب الذين يدعمون الأسد في سوريا لا يتجاوز 16 ألف مقاتل.
60 ألف مقاتل جمعوا ضمن قوة قوامها من الشيعة فقط، وفق “ديلي ميل”، ويبلغ عدد المقاتلين الإيرانيين منهم 16 ألف جندي، بينما يصل عدد الشيعة من العراق وأفغانستان وباكستان ولبنان وإقليم البلوش، إلى حوالي 45 ألف مقاتل.
الصحيفة البريطانية نقلت عن كمال علام، محلل الأبحاث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، قوله إن المعلومات الاستخباراتية التي سربت “معقولة إلى حد كبير”، مؤكدًا “أنا ذهبت إلى سوريا وزرت ساحات القتال ورصدت كيف يحافظ الإيرانيون على عملياتهم بسرية تامة، كما أنهم يرتدون الزي المدني ويتحدثون العربية وبالتالي من الصعب للمراقبين معرفة عددهم الحقيقي في سوريا”.
وأنفقت إيران لدعم الأسد ملايين الدولارات، وذكرت التسريبات أنها وصلت إلى 100 مليار دولار منذ عام 2011.
وتدعم طهران الأسد في عملياته القتالية واللوجستية، وقد قتل عشرات الضباط في الحرس الثوري خلال المعارك في سوريا، أبرزهم الجنرال الإيراني حسين همداني قائد القوات الإيرانية، و”منقذ” الأسد بحسب تعبير الوكالات الإيرانية، والذي قتل في تشرين الأول الماضي.
كما تسعى إيران من خلال قوّاتها على الأراضي السورية والعراقية، لحماية “المراقد الشيعية”، الأمر الذي يضعه مراقبون في إطار “حرب طائفية”، ومحاولات للتمدد والتغيير الديمغرافي في المنطقة.