قبعات أم عفاريت زرق!!

  • 2012/05/02
  • 12:30 م

جريدة عنب بلدي – العدد الثالث عشر – الأحد – 29/4/2012

بعثة المراقبين الدوليين، لعنةٌ تحل على كل مدينة يزورها الوفد، فما إن يغادروها إلا وتقتحم القوات الأسدية تلك المدينة وتعدم شبابها وتعتقل آخرين، تطلق الرصاص وتنشر قناصتها على أسطح المباني لتتصيد كل ما يتحرك، ومعظم هذه الانتهاكات تحدث على مرأى ومسمع المراقبين!! المراقبون الذين أتوا إلى سوريا في الأصل لمراقبة تطبيق بند وقف إطلاق النار الذي ينهال على المتظاهرين في «حضورهم».

وتستمر البعثة بوجود ستة مراقبين، ازدادوا تسعة بعد أيام، وجوهر مهمتهم يكمن في مراقبة المظاهر العسكرية وحالات خرق هدنة وقف إطلاق النار والعمل على إلزام الأسد «وكافة الأطراف» بوقف إطلاق النار ليتسنى تطبيق البنود الخمسة الأخرى من مبادرة عنان. وبما أن إطلاق النار لم يتوقف، صرح عنان بأن العدد غير كافي لمراقبة الوضع على الأرض، فلعبة «الغميضة» مع النظام طويلة على ما يبدو، فالأسد صرح بأنه يقوم بسحب كافة الجنود والآليات العسكرية الثقيلة من المدن والأقمار الصناعية تظهر عدم سحب الآليات الثقيلة من المدن!! لذلك ارتأى بان كي مون إرسال 30 مراقب من أصل 300 بحلول الشهر المقبل ولكن المشكلة تمكن في أن عملية نشر 100 مراقب بعتادهم الكامل يستغرق شهرًا كاملاً، وعليه فإن نشر 300 مراقب يستغرق 3 أشهر، أي مهلة جديدة للأسد بغطاء يوفره «أصحاب القبعات الزرق» لممارسة المزيد من الفظائع لمحو المدن الثائرة والقضاء على الثورة، فهو لا يمانع «أن تفنى البلد كرمال الأسد» أما المجتمع الدولي فهو ممتعض ولهجته تتراوح بين التصعيد والتشديد!! فالجارة تركيا لن تسمح للأسد بانتهاك حرماتها وسيكون ردها «مختلفًا» وفرنسا هددت بأنها ستتحرك وفق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة ولكنه سيمهل الأسد حتى 5 أيار، والبيت الأبيض مستاء أيضاً من عدم احترام الأسد لتعهداته وهاهو صبر الولايات المتحدة بدأ ينفذ… لذلك، ستمنح الأسد مهلة 90 يوماً «فقط» لإعادة الملف السوري لمجلس الأمن!!

والأسد لن يوقف القتل بكل تأكيد، فحليفته «النووية» إيران معه حتى النهاية وكذلك حليفته «الإستراتيجية» روسيا، والصراع على بقاء الأسد بات صراعاً على المصالح في المنطقة. والمجتمع الدولي مؤمن بسقوط الأسد لكنه غير مستعد لتقديم أية مساعدات للتسريع في إسقاطه. فمصلحة الولايات المتحدة بقاء الأسد لحماية حدود إسرائيل والشعب السوري مصمم على إسقاطه مهما كان الثمن.. والكل يدرك جيداً مدى خطر إرادة الشعوب!! هنا يتجلى خبث العالم الغربي في منح المزيد من المهل لنظام الأسد ليقوم بدوره بقتل المزيد من الشباب، الطاقة الإنتاجية في البلاد، وتخريب البنية التحتية وإفراغ المزيد من أموال الخزينة وإضعاف قوة الجيش وإسقاط هيبته والقضاء على الاقتصاد وزج البلاد في أتون الحرب الأهلية لأطول فترة ممكنة، وعندما يسقط الأسد، سيخلف ورائه دولة ضعيفة ودماراً شاملاً يستلزم السوريون سنوات طوال للوقوف على أقدامهم وإعادة بناء الاقتصاد والبنى التحتية وتقوية الجيش وفرض هيبته، وبذلك يضمن العالم عدم تهديد الشعب السوري، صانع أروع ثورة عرفها التاريخ الحديث، في سوريا المستقبل لأمن المدللة إسرائيل كما أنه لن يجعل من سوريا منافساً قوياً في المنطقة وسيتحكم بها اقتصاديًا وعسكريًا.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا