شغلت مجزرة قرية “الصريصات” جنوب جرابلس، التي قتل إثرها 24 شخصًا بينهم أطفال ونساء، الناشطين والمعارضين السوريين، بين متهم لتركيا التي قصفت المنطقة بالطيران الحربي، وآخر وجه اللوم لقوات “سوريا الديمقراطية” التي تمركز مقاتلوها بسياراتهم قرب المكان.
ووثق ناشطون أسماء الضحايا من المدنيين الذين قتلوا على دفعتين، وأغلبهم من عائلة عثمان، بعدما قصفت الطائرات التركية منزلًا قرب القرية، ثم أتبعت قصفها بغارتين عقب وصول مدنيين حاولوا إسعاف الضحايا، ونجى أربعة منهم، وفق ما نقلت مصادر مطلعة لعنب بلدي.
تركيا قصفت وسوريا الديمقراطية “شريكتها”
الناشط الحقوقي منيف الطائي، اعتبر أن المجزرة نفذها الطيران التركي بشكل أساسي، وساعدته قوات “سوريا الديمقراطية” بوضعها الآليات قرب المنازل “وهم شركاء في الجريمة”، على حد وصفه.
وأكد الطائي في حديثه لعنب بلدي أن المدنيين لم يجبرهم أحد على البقاء في المنزل ولم يتخذوا كدروع بشرية، موضحًا “في النهار لم يوثق أي وجود لآليات سوريا الديمقراطية بينما استيقظ من نجا عقب الغارة ليجد السيارات قرب المنازل”.
كما قال إن “الجيش الحر” كرر نداءاته مرارًا لمنع القصف المدفعي والطيران التركي للقرية، وخاطب غرفة العمليات ولكن دون مجيب.
وختم الطائي حديثه مؤكدًا أن عناصر من “سوريا الديمقراطية” طالبوا بعض المدنيين بإخلاء منازلهم القريبة من خطوط المواجهة، إلا أن المنزل الذي قصف في الصريصات بعيد عن الجبهة.
اتهامات وجهّت لـ”سوريا الديمقراطية”
بدوره جاء حديث عبد المنعم العبد، رئيس المجلس المحلي في جرابلس، لعنب بلدي معاكسًا لما قاله الطائي، وقال إن قوات “سوريا الديمقراطية” اتخذت من المدنيين دروعًا بشرية، بغية صد هجمات “الحر” عن القرية.
ووفق العبد فإنه عقب المجرزة “سمع جيران الضحايا أن عناصر سوريا الديمقراطية احتجزوا المدنيين داخل المنزل قبل قصفه”، مشيرًا “هرع عدد من أبناء الصريصات إلى المنزل لإنقاذهم فضربتهم سوريا الديمقراطية بالرشاشات والدوشكا وقتلت سبعة منهم”.
بدأ القصف في الساعة الرابعة والنصف، بحسب العبد، وأوضح أن المنطقة تعرضت للقصف مرتين بعد ساعتين، مشيرًا إلى أن جميع ما تحدث به نقله عن أبناء القرية “الذين تؤخذ الحقيقة من أفواههم فقط”.
وأدان أبناء القرية “سوريا الديمقراطية”، وقالوا إنها المسؤول عما جرى، على حد وصف العبد، الذي قال إن عناصرها “فعلوا كما فعلت داعش فيما سلف”، معتبرًا أن الاتهامات حول مسؤولية الجيش التركي عن المجزرة تأتي في إطار “جلب إدانة دولية لتركيا وتدخلها في سوريا”.
تركيا تنفي استهدافها للمدنيين
سارعت تركيا عقب المجزرة إلى نفي مسؤوليتها عن الحادثة، ونقلت قناة “TRT” التركية الرسمية، اليوم، عن مصادر أمنية قولها إن عناصر “سوريا الديمقراطية يخططون لتهريب المدنيين في منبج السورية وقتلهم لاتهام تركيا والجيش الحر بارتكاب جرائم”.
كما ذكرت أن “تنظيم PYD الإرهابي يحتجز مواطنين سوريين ويحيطهم بالسلاح لاستدراج تركيا لقصفهم واستخدامهم ورقة ضغط في المحافل الدولية”، مشيرةً إلى أن “التنظيم يخطط لخلق حالة من الفوضى والعنف داخل تركيا”.
وبدأت عملية “درع الفرات” في 24 آب الجاري، بدعم بري وجوي تركي لفصائل في “الجيش الحر”، وصرّح قياديون من فصائل المعارضة لعنب بلدي في وقت سابق أن العملية ستمتد باتجاه مدينة مارع، بينما شهدت الأيام القليلة الماضية تقدمًا لـ “الحر” على حساب “سوريا الديمقراطية” التي تراجعت إلى منبج حاليًا.
وتبقى تفاصيل المجزرة غير واضحة حتى ساعة إعداد التقرير، في الوقت الذي تتبادل الأطراف المعنية الاتهامات حول المسؤول عنها، ويرى ناشطون أن المتضرر الأول هم المدنيون.