وردة..
جريدة عنب بلدي – العدد الثالث عشر – الأحد – 29/4/2012
من ملامح الثورة الجميلة التي تدعو قلبك للابتسام باطمئنان وذهول وزهو، تلك الوردة اليانعة التي حملها شباب داريا في المظاهرات والتي نبتت رغم أكوام شوك طلائع البعث وثانويات اتحاد شبيبة الثورة، وجامعات اتحاد الطلبة التي تربينا عليها.
كيف نبتت على أكفهم تلك الوردة وسط ذلك الرصيد الهائل من الذل والقهر الذي تجرّعناه كل تلك السنين، وسط ثقافة مشوهة قائمة على المصلحية والفردية والأنانية، حولتنا على مدى عقود إلى بشر بلا هوية وبلا ملامح… أفواج من الماكينات المسيّرة أشبه بالقطعان تُقاد خلف راعٍ لا يجد نفسه مضطرًا للقول إلى أين يسوقنا… وعندما يسأله أحدنا (إلى أين) يطلق علينا كلابه لتنهشنا من كل جانب، ثم لتقتلنا إن استمرينا بالتساؤل.
أن يخرج كل هذا الحب من بين كل تلك الكراهية هذا ليس حدثًا يمكن تمريره على أنه عادي… هذه حكاية تحكى بذاتها… حكاية على بطلتها داريا أن ترويها لنا.
«عنب بلدي» تأتي ضمن السياق نفسه…هي وردة أخرى تفرد بتلاتها الملونة لتغيّر المشهد القاتم… إنها عنوان جديد للأمل…من مدينة الأمل داريا.
أعلم أن كثيرين لم يعودوا يتحدثون بإعجاب عن نموذج داريا السلمي بعد كل ما رأيناه من عنف وحقد لم يكن أكثرنا شكًا بالنظام يتوقّعه…. لكن ما أعلمه أيضًا أنّ الناس ستعود إلى طبيعتها بعد زوال هذا الشيطان…… في النهاية رائحة الورود مايعشقه الإنسان فينا وليست رائحة الدخان الذي يحاولون ان نعتاده .
أنا واثقة أن نموذج داريا سيكون نقطة علام في بناء سورية الجديدة التي نحلم بها… ونسعى إليها.
علا ملص
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :