سلسلة مقالات منشورة على مدونة نينار اختار كاتبها، طوني صغبيني، نشرها لاحقًا في كتيب يجمعها، متناولًا فيها أفكارًا في الفلسفة والعلم والوعي والروح الإنسانية.
ويشير الكاتب في مقدمة الكتيب إلى أن هذه المقالات هي جزء من رؤيته بوجود حاجة ملحّة لنهضة ثقافية- روحية- اجتماعية جديدة، “بعدما انفصل الإنسان بشكل شبه تام عن ذاته، أرضه وسمائه”.
فبعد آلاف السنين من إنسان الكهف، صار “ما يتعلمه الطفل اليوم خلال السنوات الأولى في المدرسة يفوق ما كانت تعرفه حضارات قديمة بأكملها”، لكن رغم ذلك، يعيش الجيل الإنساني الحالي أزمة هوية ووعي، بأسئلة ملحّة لم يلق لها جوابًا، من قبيل، من نحن ككائنات؟ ما الذي نفعله على كوكب الأرض؟
ويرى الكاتب أنه رغم كل العلم والمعرفة التي اكتسبناها أصبح لدينا اليوم أسئلة أكثر من أي وقت مضى، نتيجة الندبات التي تركتها جروح إنسانية في عمق وعينا البشري، فما هي هذه الجروح؟ وكيف يمكن أن نتصالح معها؟ هذا ما سيحاول صغبيني أن يجيب عنه في السلسلة.
الكتيب عبارة عن سلسلة من ستة عشر مقالًا، موزعة على أربعة فصول، نُشر في عام 2012 وهو متاح للتحميل المجاني من مدونة الكاتب.
اقتباس من الكتاب:
“الفلسفة المادّية قالت لنا إن تطلّعنا نحو الأرض بحثًا عن الحبّ هو سخافة، وإن تطلّعنا نحو السماء بحثًا عن الحكمة هو خرافة. قالت إن تطلّعنا إلى داخلنا للبحث عن حقيقة هو مضيعة للوقت، وإن تطلّعنا نحو جيوبنا، نحو أحزابنا وقادتنا وأيقوناتنا وشاشاتنا الباردة هو كلّ الإفادة، الأمر الوحيد الذي أضعناه في كلّ ذلك كان ذاتنا وفطرتنا وحكمتنا وحقيقتنا الأولى”.