مثقفو الغوطة يناقشون موقعها في المعادلة السياسية السورية
عنب بلدي – الغوطة الشرقية
مركز “مسار“مركزٌ يرفد أكاديمية “مسار”، التي تعنى بتثقيف الشباب السوري، تأسس عام 2015، ويهدف بحسب القائمين عليه للقيام بالدراسات والتقارير البحثية التي تعنى بالشأن المحلي في الغوطة الشرقية، إضافة لمناقشة بعض الملفات الخاصة بالشأن السوري، بغرض النهوض بالواقع على مختلف الميادين، بما فيها الإنسانية والإحصائية. منظمة “اليوم التالي”ترعى المنظمة نشاطات ثقافية متنوعة في الغوطة، وترى أن المنطقة تعاني من تغيرات متسارعة في الأوضاع السياسية، ما دعاها مؤخرًا لتنظيم مشروع “الوعي الثوري للمرأة السورية”، ويعتبر القائمون عليها أنه جاء لإلغاء ما سببته الحرب والنظام السوري، اللذان غيبا المواطنين عن حقوقهم السياسية والمدنية. |
ربما لا تتسع غرفةٌ صغيرةٌ لمناقشة مصطلح متشعب كـ “سوريا المفيدة”، الذي دخل الملف السوري من أوسع أبوابه، خلال الفترة الماضية، وغدا حديث القاصي والداني والمثقف والعسكري، إلا أن تلك الغرفة احتضنت ندوةً فريدة من نوعها في الغوطة الشرقية، سعى القائمون عليها لتبادل وجهات النظر، ومعرفة مكان غوطتهم ضمن المصطلح.
“موقع الغوطة الشرقية في المعادلة السياسية على الساحة السورية”، عنوانٌ عريض ناقشه عشرات المثقفين، وشاركت فيه فئات مجتمعية مختلفة من كافة مدن وبلدات الغوطة، عصر الثلاثاء 11 تشرين الأول الجاري، داخل مركز “مسار” للدراسات والأبحاث في مدينة سقبا، وبالتعاون مع منظمة “اليوم التالي”. ساعة ونصف من النقاش، لم تكن كافية لعرض وجهات نظر الجميع، وفق بعض الحضور الذين استطلعت عنب بلدي آراءهم.
ثلاثة محاور تضمنتها الندوة، هي ”مخطط سوريا المفيدة”، وموقع الغوطة الشرقية ضمن دائرة مصالح الدول، ووصفها ثائر حجازي، مسؤول التواصل في “اليوم التالي”، في حديثه إلى عنب بلدي، بأنها “نشاط سياسي لعنوان عريض نسمع عنه في الإعلام منذ فترة”.
وشارك في الندوة قرابة 65 شخصًا من الشباب المثقف والواعي في الغوطة، وحضرها بعض المشايخ والأساتذة والأطباء والمهندسين والطلبة، وفق حجازي، ويرى أنها فتحت باب النقاش المستمر لأمثال هذه المواضيع في الغوطة، “بعد أن غيبها نظام البعث، فلم يكن أي شخص يستطيع التعبير عن لونه السياسي قبل خمس سنوات”.
تسلّم إدارة الندوة، أستاذ العلوم السياسية في الغوطة، حامد عيسى، وعبّر معظم الحاضرين عن آرائهم بخصوص الوضع السياسي للغوطة، ومن ضمنهم المهندس الزراعي والناشط، سليم الكرش، الذي يرى الندوة بادرة فريدة في ظل الحصار، “باعتبارها طرحت موضوعًا حيويًا الجميع معني به وهو تعريف لسوريا المفيدة”.
“تنُمّ الندوة عن وعي ثقافي وصل إلى مستويات جيدة بين الشباب هنا”، وفق رؤية الكرش، الذي اعتبرها “منتدىً حواريًا ثقافيًا إيجابيًا”، ودعا في حديثٍ إلى عنب بلدي “ألا نكون منفعلين بعناوين الطروحات بقدر ما نكون فاعلين في أي موضوع ثقافي”.
وطالب المهندس الزراعي بالعمل على مقاتلي الغوطة من خلال مركز “مسار”، من أجل “الوصول إلى دراسة موثقة عن آلية تفعليهم كقوة جماعية، وهذا ما يغير المعادلة العسكرية والسياسية”، مشيرًا “الندوات الثقافية جزءٌ من كل هذا الطرح”.
أسامة نصّار، نائب رئيس تحرير مجلة “طلعنا عالحرية”، حضر الندوة، واعتبرها، حالة صحية “تضمنت حوارًا معقولًا، مكّن كل مشارك من الحديث بما يجول في نفسه”، إلا أن الجميع شعر بالحاجة للمزيد من الوقت، على حد وصفه.
ويرى نصّار أنه لا يجوز طرح أمثال هذه المواضيع على أساس سؤال وجواب، واصفًا الحديث عن مصطلح “سوريا المفيدة” بأنه “أمر مزعج ولو أنه واقع حاليًا”.
“سوريا المفيدة” مصطلح طرحه رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في أحد خطاباته في أيلول 2015، ويرى معظم المحللين أنه يعني تقسيم سوريا إلى دويلات طائفية، من الممكن أن تستفيد منه أطراف مختلفة أبرزها إيران، التي يقول معارضون إنها تعمل على مشروع طائفي واسع في منطقة الشرق الأوسط، مركزه سوريا، من خلال الآلاف من مقاتليها ومستشاريها العاملين إلى جانب النظام السوري.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :