فتاة إيزيدية.. من الخيمة إلى دراسة الطب في إيطاليا

نداء إلى جانب والدتها على باب خيمتهم في كردستان العراق (عراقيات)

camera iconنداء إلى جانب والدتها على باب خيمتهم في كردستان العراق (عراقيات)

tag icon ع ع ع

تستعد الشابة نداء رشو عثمان لهجر خيمتها في قضاء دهوك بكردستان العراق، والالتحاق بكلية الطب في إحدى جامعات إيطاليا، إذ حصلت على منحة للدراسة هناك بعد تفوقها رغم الظروف القاسية.

وبحسب موقع “عراقيات” المهتم بقضايا النساء في العراق، فإن نداء رشو عثمان، من مواليد 1996 في منطقة سنجار، وهي الابنة الثانية في عائلتها. أختها الكبرى طالبة في كلية الأدب الانكليزي، ولها أختان وثلاثة أشقاء أصغر منها.

ترك والد نداء محله التجاري وبيته كحال كل العائلات الإيزيدية هربًا من القتل أو الخطف على يد تنظيم “الدولة الإسلامية”، حينما دخل سنجار قبل عامين، وتحديدًا في الثالث من آب 2014، ليمسي اليوم بلا عمل، يقيم مع أسرته في أحد مخيمات منطقة دهوك.

لم يكن حصار التنظيم للقرى الإيزيدية مصدر قلق على الحياة بالنسبة لنداء، وتقول “كان أهلي خائفين على إخوتي الصغار، أما أنا فكنت أخشى على دراستي ومستقبلي”، وتضيف “تابعت الدراسة تحت أصوات الهاون، وكنت مصممة على ذلك”، بحسب “عراقيات”.

تشرّدت العائلة منذ ذلك الوقت، فقصدت مدينة زاخو في قضاء دهوك مشيًا على الأقدام لمدة 12 ساعة، ثم غادر أفرادها إلى منطقة “سلوبيا” التركية، لتعود العائلة إلى دهوك وتستقر أخيرًا في خيمة ضمن مخيم أنشئ للإيزيديين.

“لأني لم أحمل كتبي معي، كنت أينما أحل أبحث عن ورقة وقلم، لأكتب المعلومات التي كنت قد درستها خوفًا من أنساها” تقول نداء التي أصرت على تقديم الامتحان في منطقة “دوميز”، وتضيف “كنت أذهب أحيانًا إلى الامتحان مشيًا على الأقدام”. قدّمت امتحاناتها في الموعد المقرر في 12 تشرين الأول 2014، ونجحت بمعدل 80.17.

أعلنت إحدى المنظمات عن منحة للمتفوقين لدراسة الطب في ايطاليا، عبر مجموعة في “فيس بوك”، لتبادر فورًا وتفوز كفتاة وحيدة مع ثلاثة طلاب آخرين بالمنحة، وتقول “كان حلمي ان أتابع دراستي حتى مراحل عليا، وحين حظيت بفرصة دراسة الطب شعرت بسعادة كبيرة. لطالما حلمت بالنجاح الذي يجعل مجتمعي وأهلي فخورين بي”.

ربما كانت نداء من بين “سبايا” قادة ومقاتلي “داعش” في الرقة أو الموصل، فيما لو أسرها التنظيم قبل عامين كما حصل مع العشرات من أقرانها، لكنها تستعد حاليًا للسفر إلى إيطاليا في الشهر المقبل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة