القدم الفحجاء.. تشوه خلقي يشفى عفويًا

القدم الفحجاء
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

ذكرنا سابقًا أن هناك العديد من التشوهات الولادية التي قد تصيب القدم، وتحدثنا عن أشيع تلك التشوهات وهو القدم القفداء الروحاء، والآن نتحدث عن حالة قليلة المشاهدة إلا أنها تعاكس القدم القفداء الروحاء تماما؛ وهي القدم الفحجاء.

ما المقصود بالقدم الفحجاء

هي نوع من التشوهات الخلقية في قدم الوليد، تبدو فيها القدم مسطحة مرنة مع ميلانها نحو الخارج والأعلى (عطف ظهري شديد للكاحل)، وهي حالة نادرة الحدوث، وغالبا ما تصيب الوليد في الحمل الأول، مع زيادة بسيطة عند الإناث مما هو عند الذكور.

ما أسباب حدوث هذا التشوه؟

هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى حدوث هذا التشوه؛ أشيعها سوء وضعية الجنين والقدمين داخل الرحم، وقد يحدث نتيجة عدم توازن عضلي أثناء تطور الجنين في الرحم بسبب شلل أو ضعف في العضلات العاطفة لأخمص القدم، كما قد يحدث هذا التشوه مترافقا بالقيلة السحائية في الظهر نتيجة حدوث اضطراب في عضلات القدم.

كيف يتم يشخص؟

يلاحظ الأهل منذ الولادة وجود ميلان في القدم نحو الساق على شكل عطف ظهري شديد للقدم ووجود تسطح في وجهها الأخمصي، ويكون مقدم القدم بوضعية تبعيد.

ويلاحظ أنه عند إجراء عطف ظهري أقصى للقدم بضغطها للأعلى فإنه يمكن ملامسة الوجه الأمامي الوحشي (الخارجي) للساق بظهر القدم.

ما هي طرق المعالجة؟

تشفى معظم الحالات البسيطة عفويًا وبدون معالجة في الأشهر الأولى من العمر، خاصة عندما يكون السبب هو سوء توضع الجنين في الرحم، ويفيد إجراء تمارين العلاج الفيزيائي من قبل الأهل بإجراء عطف أخمصي للقدم وانقلاب داخلي.

إذا لم يحدث التصحيح العفوي خلال بضعة أسابيع، أو عند وجود عدم توازن عضلي بسبب حالات شللية، فيمكن أن يفيد وضع الجبائر بوضعية عطف أخمصي وانقلاب داخلي.

وفي بعض الحالات النادرة يحتاج إصلاح التشوه إلى إجراء الجراحة؛ ويقوم طبيب جراحة العظام بتحديد نوع العملية الجراحية اللازمة وفقا لحالة كل طفل وبحسب العمر وشدة التشوه، كتقصير أوتار العضلات الباسطة للقدم وتطويل أوتار العاطفة.

ماذا لو لم يعالج هذا التشوه؟

كما ذكرنا فإن معظم الحالات البسيطة غير الناجمة عن إصابات عصبية تشفى لوحدها، أما الحالات التي يكون سببها مرض عصبي وعضلي وتترك دون علاج فقد يحدث فيها تشوه في مقدم القدم و الأصابع، كما يحدث تثفن (سماكة) في جلد العقب وقد يحدث تنخر أيضًا.

وإذا شفي هذا التشوه عفويًا فإنه لا تؤثر على المشي مستقبلًا وسوف يعود الطفل إلى الوضع الطبيعي، إما إذا كانت السبب مرض عصبي أو عضلي فيحتاج الطفل إلى حذاء طبي خاص للمساعدة على المشي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة