عسر الهضم.. قد يكون علامة لمرض خطير

عسر الهضم
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

مشكلة عسر الهضم هي من المشكلات الهضمية الشائعة، التي تعكر المزاج وتمنع الشخص من أداء مهامه اليومية بشكل جيد. ومع قدوم عيد الفطر يلاحظ أن هذه المشكلة تتصدّر المشاكل الصحية التي يعاني منها الناس في مجتمعاتنا، ويعود ذلك إلى العادات الطعامية السيئة التي يمارسها الناس خلال أيام العيد بعد أن اعتاد جهازهم الهضمي على نمط مختلف أثناء صيام شهر رمضان المبارك، إلا أن هناك أسبابًا أخرى كثيرة قد تسبب عسر الهضم، ويختلف العلاج بحسب السبب.

ما المقصود بعسر الهضم

هو مصطلح طبي يطلق على حالة مرضية تصيب الإنسان على شكل اضطراب هضمي يتجلى بشعور سلبي في المنطقة العلوية من البطن، فيشعر المصاب بضيق وامتلاء المعدة والبطن حتى بعد تناول وجبة خفيفة، إلى جانب انتفاخ، وغازات، وتجشؤ كثير، وغثيان، وحرقة في المعدة والمريء.

وقد يكون عسر الهضم اضطرابًا عابرًا، كما أنه قد يكون علامة على مشكلة داخلية كالارتجاع المريئي، أو القرحة، أو مشكلة في المرارة، وهنا يأخذ هذا الاضطراب طابعًا استمراريًا فيترافق بألم متواصل ومزمن في أعلى البطن.

ويصاب معظم الناس من مختلف الأعمار بعسر الهضم، إذ تصل نسبة الإصابة حتى 25% من الناس في الدول النامية، كما أنه يصيب الرجال والنساء على حدٍ سواء.

ما أعراض وعلامات الإصابة بعسر الهضم؟

هناك تفاوت كبير في صورة ظهور الأعراض والعلامات المتعلقة بعسر الهضم، فقد تظهر كلها معًا، أو جزء كبير منها، أو قد يظهر عرض آخر مختلف في كل مرة. كذلك قد تكون الأعراض خفيفة مع تأثير طفيف جدًا، بل هامشي، على الحياة اليومية ومسارها الطبيعي. وقد تكون، أحيانًا أخرى، حادة جدًا إلى درجة التأثير على الحياة والأداء اليومي.

وأهم هذه الأعراض والعلامات:

  • شعور بحرقة وألم في منتصف الصدر قد يزداد سوءًا عند الاستلقاء أو الانحناء للأمام.
  • شعور بطعم مرارة وحموضة بالفم.
  • الشعور بارتجاع الطعام إلى الفم.
  • عدم ارتياح المعدة وشعور بالرغبة في القيء.
  • غثيان ورغبة شديدة بالإقياء.
  • التجشؤ المستمر (ارتجاع غازات من الفم).
  • الشعور بفقدان الشهية.
  • الشعور بالامتلاء، فيشعر الشخص بعد وقت قصير من بدء الأكل بالامتلاء ولا يمكنه الانتهاء من وجبته.
  • الشعور بانتفاخٍ في المنطقة العليا من البطن.
  • المعاناة من الإمساك أو الإسهال.

ما أسباب الإصابة بعسر الهضم؟

يحدث عسر الهضم بسبب وجود اضطراب في حركة المعدة، وتأخرها في إفراغ محتوياتها من الطّعام إلى الأمعاء، وهنالك العديد من الأسباب التي تفضي إلى ذلك:

أولًا: أشيع الأسباب ما يكون متعلقًا بأسلوب الحياة، وتناول الطعام، والشراب، مثل: الإفراط في تناول الطعام، أو تناوله بسرعة مع عدم المضغ بشكل جيد، تناول الأطعمة الدهنية والحادة، الإفراط باستهلاك الكافيين، والذي يوجد في العديد من الأطعمة والمشروبات، كالشوكولا والقهوة والمشروبات الغازية، التدخين، استخدام بعض الأدوية، كالمضادات الحيوية وبعض المسكنات واستخدام مكملات الحديد.

ثانيًا: قد يحدث عسر الهضم نتيجة أسباب نفسية وعصبية، كالتوتر والقلق والشدات.

ثالثًا: قد يكون نتيجة مرض عضوي في الجهاز الهضمي، كالقلس المعدي المريئي، القرحة المعدية أو العفجية، التهاب المعدة بجرثومة الملوية البوابية، سرطان المعدة، اضطرابات البنكرياس، أمراض المرارة والطرق الصفراوية، الداء البطني (الحساسية على بروتين الغلوتين الموجود في القمح والشعير).

رابعا: في حالات نادرة قد يكون عسر الهضم عرضًا لمرض عام في الجسم، كالالتهاب الكلوي المزمن، وقصور القلب.

ما الحالات التي تستوجب التقصي والمتابعة من قبل الطبيب؟

  • وجود عسر هضم حديث وغير معروف السبب عند الأشخاص الذين تجاوزوا سن الخامسة والأربعين.
  • الاستمرار بالأعراض لمدة أسبوعين فأكثر.
  • صعوبة البلع أو عدم القدرة عليه.
  • فقدان الوزن بشكل ملحوظ.
  • حدوث إقياء، خصوصًا إن ترافق مع الدم.
  • إخراج براز أسود زفتي.
  • الشعور بالضعف والإرهاق الشديدين.

كيف يعالج عسر الهضم؟

بشكل عام يجب توصية المريض بتعديل عاداته الغذائية، وإيقاف الأطعمة التي يشتبه بها كمسبب للمرض.

وكذلك يجب مراجعة الأدوية التي يتناولها المريض، فقد يكون أحدها هو المسبب.

ويمكن استخدام بعض الأدوية، كالأنزيمات الهاضمة وطاردات الغازات ومخفضات الحموضة المعدية.

ويمكن للوصفات الطبيعية أن تفيد كثيرًا في العلاج، كتناول ملعقة صغيرة قبل الطعام بنصف ساعة من خليط كميات متساوية من الكمون والكزبرة والقليل من ملح الطعام، أو أكل النعناع الأخضر، أو شرب منقوع البابونج على الريق.

وعند الشك بوجود حالة مرضية مسببة، فيجب إجراء الاستقصاءات اللازمة لتشخيص هذه الحالة، فيلجأ إلى فحص البطن، وإجراء فحص للبراز، والتنظير الهضمي للمعدة وللكولون، والتصوير الشعاعي للبطن، وإجراء اختبارات الكشف عن جرثومة الملوية البوابية، ثم يتم العلاج بحسب المرض المسبب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة