أزمة محروقات في عفرين وأسعارها “تلتهب”

أرشيفية- مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي (إنترنت)

camera iconأرشيفية- مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي (إنترنت)

tag icon ع ع ع

نقصٌ حادٌ في المحروقات باتت تشكو منه عفرين، تزامنًا مع قرار حكومة النظام رفع أسعار المشتقات النفطية رسميًا. ويرى ناشطو المدينة الكردية شمال حلب أن الحالة العسكرية والجغرافية جعل منها جزيرة محاطة بالمخاطر من جميع اتجاهاتها.

منتصف حزيران الجاري، أصدرت حكومة النظام السوري قرارًا برفع أسعار المحروقات بنسبة 30%، لتصبح الأسعار كالآتي: 180 ليرة سورية لكل ليتر مازوت، 225 ليرة بنزين، 2500 سعر أسطوانة الغاز، لكن الأسعار في عفرين شهدت ارتفاعًا أكبر خلال الأيام القليلة الماضية، فرصدت عنب بلدي الأسعار في المدينة: ليتر المازوت 275 ليرة، ليتر البنزين 500 ليرة، أسطوانة الغاز تتراوح بين خمسة آلاف إلى ستة آلاف ليرة.

خصوصية منطقة عفرين تأتي كونها تحكم من قبل “الإدارة الذاتية” التي أعلنت قبل عامين، وعسكريًا تتحكم بها “وحدات حماية الشعب” الكردية المنضوية في قوات “سوريا الديمقراطية”، ويحدّها من اتجاهاتها الأربعة قوىً لا تربطها معهم علاقات جيدة.

فمن الشمال والغرب، تركيا التي منعت عمليات التهريب والتسلل ببناء جدار إسمنتي ضخم، ومن الشرق فصائل “الجيش الحر” من جهة وتنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، ومن الجنوب النظام السوري وحلفاؤه من ميليشيات أجنبية ومحلية، وفصائل من الجيش الحر أيضًا، ما جعلها ترزح تحت حصار اقتصادي ومعيشي.

واستطلعت عنب بلدي آراء بعض المواطنين في عفرين، فعبّر حنّان إسماعيل عن استيائه من النقص الذي تعانيه المدينة من المحروقات، محملًا ذلك للسياسات المتبعة في المنطقة من قبل النظام و”داعش” و”الإدارة الذاتية”.

وأكد إسماعيل أن أسعار المحروقات في عفرين مرتفعة بشكل ملحوظ عن باقي المدن والبلدات المجاورة، نظرًا لوضعها الجغرافي والعسكري المعقّد، إضافة توزيعها غير العادل من قبل “الإارة الذاتية”، وهو ما يكون ملموسًا في فصل الشتاء أثناء التوزيع على الأهالي في المدينة والريف من أجل التدفئة، وتفضيل  أنصار “الإدارة” عن سواهم، بحسب ما قال.

وشبّه الناشط “م.ب” موقع عفرين الجغرافي بجزيرة تقع في منتصف البحر، وجميع الموارد التي تصل إليها وفي مقدمتها المحروقات تتطلب عناءً ومجازفة، وحمل الناشط “الإدارة الذاتية” المعلنة من حزب “الاتحاد الديمقراطي” معاناة الأهالي بسبب سياساتها المتبعة.

وقال الناشط “اعتبرت PYD أنها القوة الوحيدة والأقوى في عموم سوريا، وبشكل خاص بعد تشكيل قوات (سوريا الديمقراطية)، وتفردت بإدارة عفرين والتحكم بقرار السلم والحرب، كما اتخذت موقفًا معاديًا من فصائل المعارضة في حلب والمجاورة لعفرين.. هذا ما جعل عفرين منعزلة بشكل شبه كامل عن الأطراف المجاورة”.

وأشار “م.ب” إلى أن “PYD” كانت تتزود بالمحروقات عن طريق النظام السوري، لكن نظرًا لانقطاع الطريق بشكل كامل بين اعزاز وحلب أصبح الطريق الوحيد لتزويد عفرين بالمحروقات هو طريق قرية إحرص, وتتم فيها عملية شراء المحروقات، متجاهلًا السؤال حول الجهة التي تبيع المحروقات في إحرص.

تقع إحرص جنوب مدينة اعزاز، وسيطرت عليها “سوريا الديمقراطية” قبل أشهر، وتجاورها من الشرق مناطق نفوذ تنظيم “الدولة الإسلامية”، وأكدت تقارير سابقة أن “الإدارة الذاتية” تشتري المحروقات فعليًا من التنظيم عبر هذه القرية، كما أن شاحنات المحروقات تصل من مناطق التنظيم إلى مناطق المعارضة مرورًا بعفرين.

انعكس ارتفاع سعر المحروقات في عفرين على المواد الغذائية بشكل عام، ولا سيما مادة الخبز، والتي بدأت تأخذ أسعارها بالارتفاع تدريجيًا، في ظل أوضاع اقتصادية ومعيشية سيئة يعيشها آلاف المواطنين هناك.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة