الصراع على سوريا

tag icon ع ع ع

دراسة للسياسة العربية بعد الحرب (1945-1958)

يُقسّم المؤرخون تاريخ سوريا، ما بعد الاستقلال، إلى مراحل ثلاث رئيسية: أولها مرحلة ما قبل الوحدة (بين عامي 1945-1958) وثانيها مرحلة الوحدة والانفصال حتى عام 1963، والمرحلة الثالثة هي ما تلا ذلك.

وفي كتابه “الصراع على سوريا” يعالج الصحفي باتريك سيل، المرحلة الأولى من مراحل تاريخ سوريا بأكبر قدر من الحيادية، بعد أن أقام بمكتب في بيروت مع فريق من الباحثين لجمع وتنسيق وتحليل المعلومات المتوافرة عن تلك المرحلة، بترشيح من دائرة الشرق الأوسط بجامعة أوكسفورد.

تُرجم الكتاب للغة العربية وطبع للمرة الأولى عام 1968، ويقع فيما يزيد عن 430 صفحة من القطع المتوسط من نشر دار طلاس، ويتناول فيها اثني عشر عامًا مترعة بالنشاط السياسي في سوريا، ولعلّها الجذور المؤسسة لكل ما يمرّ به العرب اليوم، إذ أتيح فيها لهم ممارسة سياسة مستقلة عن المستعمر للمرة الأولى.

ويقول باتريك في المقدمة إن “هذا الكتاب ليس مع أي زعيم عربي أو ضده، مع أي حزب أو دولة أو مبدأ أو ضدها، فقد أردت أن أفسر وأكشف ماضي بعض المشكلات المعاصرة”.

اعتمد سيل على ما توفر له من تقارير صحفية وإذاعية، وعلى مقابلات شخصية مع بعض من السياسيين الوارد ذكرهم في الكتاب، مثل ميشيل عفلق وعصام العطار وشكري القوتلي وغيرهم الكثير.

وينقسم الكتاب إلى 23 فصلًا، يبدأها بذكر الأهمية الاستراتيجية لسوريا، أو ما أسماها “مرآة المصالح المتنافسة على المستوى الدولي”، والمحاولات الحثيثة للسيطرة عليها بصورة الوحدة بعد استقلالها، كالهاشميين الذين تمثلت رغبتهم بمحاولات الملك حسين وابنه فيصل بمشروع الهلال الخصيب، ومحاولات العراق الحثيثة لمشروع وحدة يضمن له قيادة الشرق، “فمن يريد أن يقود الشرق الأوسط، لا بد له من السيطرة على سوريا”، بحسب باتريك.

يتدرج الكتاب بعدها لذكر الأحزاب السياسية على الساحة السورية آنذاك بالتفصيل، تأسيسًا ومنهجًا وعقيدة وأداءً سياسيًا، كالوطنيين القدامى والحزب القومي والحزب الشيوعي وحزب البعث وسواها، متناولًا الانقلابات في فترة تميزت بالنشاط السياسي والتقلب المستمر وعدم الاستقرار، إلى حد الوصول لأول انتخابات حرة عام 1954. ويتابع في ذكر الظروف والمصالح المتشابكة التي أدت لولادة الوحدة السورية المصرية وهو ما يختتم به باتريك الكتاب.

الكتاب إذن عبارة عن بحث تاريخي قيّم لمرحلة مهمة في تاريخ سوريا، يعطي قارئه قدرة أكبر على فهم ما جرى بعد ذلك حتى اللحظة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة