«الجيش الحر» يستهدف مقار أمنية في دمشق، وينفي علاقته بتفجيرات دمشق… والنظام يتهم «العصابات الإرهابية» بتفجير المزرعة

no image
tag icon ع ع ع

جريدة عنب بلدي – العدد 53 – الأحد – 24-2-2013

14

عشرات الجثث المتفحمة ومئات الجرحىفي أكثر الأماكن اكتظاظًا وسط العاصمة

انفجرت قبل ظهر الخميس 21 شباط سيارة مفخخة في منطقة المزرعة بالقرب من مشفى الحياة وتجمع كراجات دوما- حرستا- التل، وعلى مقربة من مقر حزب البعث في وسط العاصمة دمشق، ما أدى إلى سقوط أكثر من 60 شهيدًا بينهم أطفال، وجُرح أكثر من مئتي شخص وحرقت أكثر من 17 سيارة مدنية جراء التفجير.

وقالت الخارجية السورية في رسالة وجهتها لأمين عام الأمم المتحدة بأن «جماعات إرهابية مسلحة مرتبطة بالقاعدة» تقف وراء تفجيرات دمشق. ووفقًا لوكالة سانا للأنباء، ضبطت الأجهزة الأمنية سيارة كانت محملة بقاظانات تحوي 1.5 طن من المتفجرات في موقع التفجير «الإرهابي» في شارع الثورة وذلك قبل تفجيرها في المكان نفسه، وألقت القبض على «الإرهابي الانتحاري» الذي كان يقودها.

من جهته أصدر المجلس العسكري لدمشق وريفها بيانًا نفى فيها ضلوعه بالتفجير أو علاقته به متهمًا نظام الأسد بتدبيره، ومؤكدًا أن استهداف مناطق تحوي مدارس للأطفال يتنافى واستراتيجية الجيش الحر. وأدان كل من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة والمجلس الوطني السوري «التفجيرات الإرهابية أيًا كان مرتكبها»، وحمّل الائتلاف في بيان له النظام مسؤولية ارتكاب هذه الجرائم البشعة.

في الوقت ذاته، شكك مراقبون بإمكانية دخول سيارات محملة بقاظانات من المتفجرات إلى قلب العاصمة دمشق في ظل التشديد الأمني والحواجز المنتشرة في كافة شوارع دمشق ومداخلها ومخارجها، إذ يعاني سكان العاصمة أنفسهم منذ أشهر من انتشار الحواجز المشددة التي تعرقل أعمالهم وتعيق حركتهم وتنقلهم داخل المدينة.

وبحسب مراسل مكتب دمشق الإعلامي الذي كان متواجدًا في مكان التفجير، فإن مساحة تأثر الانفجار امتدت نحو 4 كيلومترات عن مكان التفجير، إذ تصدعت الجدران والنوافذ وتفتحت الأبواب وتكسرت واجهات المحال التجارية من شدة ضغط الانفجار.. «رأيت بأم عيني العديد من الأطفال خارجين من مدرسة ابن الأثير الابتدائية بعد أن تم صرفهم قبيل انتهاء الدوام وهم يبكون ويحاولون الاتصال بأهاليهم بأية وسيلة ممكنة لطمأنتهم بأنهم لازالوا أحياء» كما ذكر المكتب أن الاتصالات قطعت عن منطقة المزرعة ومحيطها بعد الانفجار، فيما نقلت مواقع التواصل الاجتماعي عن بعض الأهالي أن الاتصالات الخليوية انقطعت عن المنطقة قبل الانفجار بدقائق…

وقد وصلت سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر ووزارة الصحة إلى مكان الانفجار بعد ربع ساعة من وقوعه، بينما كان رجال الإطفاء قد أخمدوا النيران المتصاعدة من السيارات المشتعلة نتيجة التفجير.

12-أضرار بالغة في محيط مكان الانفجار،وهلع يدب في أوصال المدنيين

بانة، فتاة كانت في زيارة لمنزل جدها في العدوي، تروي لعنب بلدي ما جرى معها فتقول: «كنا نتناول طعام الإفطار حوالي الساعة العاشرة سمعنا صوت انفجار قوي، تلاه انفجار آخر وتناثر زجاج النوافذ علينا، تكسر كل زجاج المنزل وسقط باب المنزل وباب الحمام على الأرض وتطايرت (الأبجورات) على الشجر القريب من المنزل، وامتلأ المنزل بالشظايا. احتضنت ابن أختي الصغير كي لا يصاب بأذى، بينما انحنت أمه فوق ابنتها لتحميها… أصبنا جميعًا بالشظايا والزجاج المتناثر، جدي وأختي وأنا، وكانت إصابة جدتي هي الأخطر، إذ نزفت كثيرًا… بعد لحظات نظرت من النافذة المكسورة، فرأيتُ جثثًا مرمية في الشارع وقد صُبغت بالدم، وكان هناك أشخاص يحملونها ويضعونها في سيارات. وبعد أن هدأت الأوضاع طرق علينا الباب بعض الشباب من الهلال الأحمر وسألونا إن كنا مصابين و «تفتلوا» بالبيت ثم غادروا.

أم محمد، سيدة أربعينية أخذت ابنتها التي أصيبت بشظايا في رأسها إلى مشفى الشفاء القريب من مكان الانفجار، وفي المشفى حيث تمت خياطة رأسها بحوالي 15 قطبة كانت الدماء تملأ المكان، والناس تصرخ ورائحة الموت في كل مكان، كما تقول. كانت هناك سيدة فقدت ابنها وجرح زوجها، كانت تصرخ وتبكي «بحرقة» ثم أغمي عليها. كان هناك الكثير من الجرحى في المشفى، كانوا بالعشرات ولم  يعد هناك مكان في المشفى لاستقبالهم، فبدأ الناس وسيارات الإسعاف تأخذ المصابين إلى مشفى المجتهد.

وبعد أن «سيطر» رجال الأمن على الموقف وأغلقوا كافة الشوارع المؤدية إلى مكان الانفجار، خرجت مسيرة مؤيدة للنظام والجيش في المنطقة، كما تقول بانة وغيرها ممن كانوا في المكان.

-انفجارات متزامنة

وكانت انفجارات أخرى قد حدثت في توقيت قريب من انفجار حي المزرعة. حيث انفجرت سيارتان مفخختان أخريان بالقرب من حاجز تفتيش لقوات النظام في حي برزة بدمشق، وقد أسفر انفجار إحداهما عن مقتل أكثر من عشرة أشخاص.

-استهداف مقار حيوية وسط العاصمة

13وفي تطور ميداني، استهدف الجيش السوري الحر يوم الخميس قصر تشرين الرئاسي بقذائف الهاون، حيث تواردت الأنباء عن سقوط ثلاث قذائف هاون اثنتان منهما استهدفتا القصر مباشرة، فيما سقطت الثالثة في مكان قريب. كما تم استهداف مبنى الأركان في ساحة الأمويين بثلاث قذائف هاون، حيث أصابت اثنتين منهما أهدافهما، فيما سقطت القذيفة الثالثة في الساحة. وشهدت المنطقة استنفارًا أمنيًا شديدًا لقوات النظام، وإغلاقًا للشوارع المؤدية إلى قصر تشرين.

وتبع الانفجارات واستهداف هيئة الأركان بقذائف الهاون استنفار أمني كبير شمل جميع أنحاء دمشق وانتشرت حواجز النظام في شوارع المدينة وأُغلقت عدة شوارع رئيسية وتراجعت حركة السير لدرجة كبيرة. ويوم الجمعة استمر الانتشار الأمني وإغلاق الطرقات حيث كانت حركة السير شبه معدومة في معظم شوارع العاصمة.

وكانت قذيفتا هاون قد سقطتا يوم الأربعاء بالقرب من ملعب تشرين الرياضي في قلب العاصمة دمشق ما أسفر عن مقتل شخص واحد (رياضي من نادي الوثبة لكرة القدم) وإصابة أربعة أخرين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة