لمن يقرع الأثير أجراس الإذاعات

اليوم العالمي للإذاعة في الإذاعات السورية الجديدة

tag icon ع ع ع

منصور العمري

بعد عقود من هيمنة الدولة السورية على وسائل الإعلام جميعًا، واستخدامها منصات بروباغاندا لدعم مصالحها وبقائها، وتحويل إعلامييها إلى موظفين في هذه المؤسسات الدعائية، كسرت الثورة السورية في بداياتها القيود الحكومية والمخابراتية على حرية التعبير وتوفير المعلومات، وانتشرت الوسائل الإعلامية في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام السوري.

ثم عادت وتعرضت لبعض الانتكاسات والقيود في غالبية هذه المناطق لعدة أسباب. من بينها سيطرة قوى متشددة فكريًا أو سياسيًا، ما أدى إلى تهجير الإعلاميين المحترفين والناشطين، والبنى التحتية لوسائل الإعلام، إلى الدول المجاورة لسوريا أو أبعد.

في اليوم العالمي للإذاعة الذي يُحتَفل به في مثل هذا اليوم من كل عام. لابد للإذاعات السورية الجديدة أن تقدم نقدًا ذاتيًا لمدى فعاليتها وتأثيرها، وتلاقيها مع اهتمامات وقضايا الجمهور المستهدف. وينبغي توفير المعلومات المتعلقة بهذا الشأن بشكل شفاف وعلني، اعتمادًا على أدوات البحث العلمي للتقييم، وتحسين أداء وفعالية ووصول هذه الإذاعات وتوسيع جمهورها.

تحتفل اليونسكو (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة) بـ “اليوم العالمي للإذاعة” في 13 شباط من كل عام، بعد أن طرحت الأكاديمية الإسبانية للإذاعة فكرة الاحتفال بهذا اليوم، وجرى تقديمها رسميًا من قبل الوفد الدائم لإسبانيا لدى اليونسكو في الدورة 187 للمجلس التنفيذي في أيلول 2011.

اختارت احتفالية يوم الإذاعة العالمي لهذا العام 2016 “الإذاعة في أوقات الطوارئ والكوارث”. حيث لا تزال الإذاعة الوسيلة القادرة على الوصول إلى أكبر عدد من الناس من جميع أنحاء العالم وفي أسرع وقت ممكن.

من خلال الاحتفالات باليوم العالمي للإذاعة في جميع أنحاء العالم، سوف تدعم اليونسكو الإذاعة في أوقات الطوارئ والكوارث، وتقدم الرسائل التالية:

– يجب أن تكون حرية التعبير وسلامة الصحفيين مضمونة في أوقات الكوارث.

– تقوم الإذاعة بتمكين الناجين والأشخاص المعرضين للخطر والذين يجب احترام حقهم في الخصوصية.

– الإذاعة لها أثر إجتماعي وتمكن من النفاذ إلى المعلومة. يجب حماية حق الناس في النفاذ إلى المعلومة.

– الإذاعة تنقذ الأرواح.

– إمكانية النفاذ الفوري إلى ترددات البث الإذاعي أمر ضروري لإنقاذ الأرواح. يجب حماية هذه الترددات في أوقات الطوارئ.

استطاعت الإذاعة منذ بثها الأول قبل ما يزيد عن مائة عام، أن تكون مصدر معلومات فعّال لتعبئة التغيير الاجتماعي والتأثير في الأفراد والمجموعات. وكانت من أكثر وسائل الإعلام وصولًا إلى الجمهور في العالم، وحتى في عصر التقنيات الجديدة، لا تزال هذه المنصة أداة اتصال قوية ووسيلة إعلام غير مكلفة.

بدأت تكنولوجيا الإذاعة بعد اختراع تكنولوجيتي الهاتف والتيليغراف. ولا تزال الإذاعة، منذ نهاية القرن التاسع عشر وسيلة إعلام هامة رغم انتشار التكنولوجيات الجديدة ووسائل الإعلام المختلفة، انتقلت الإذاعة إلى منصات بث جديدة، كالإنترنت والهواتف النقالة. تبقى الإذاعة ملائمة في العصر الرقمي، بفضل الاتصال الدائم للناس عبر الحواسيب والأقمار الصناعية ووسائل التواصل النقالة.

للإذاعة خصوصية قد لا تمتلكها بقية وسائل الإعلام، حيث يمكنها الوصول إلى التجمعات البشرية المنعزلة أو المهمشة أو المحلية، لتقوم بدور الرسول إلى هذه التجمعات وتشكل منصات لتبادل الأخبار وتعزيز الاطلاع العام. وتلعب الإذاعة دورًا أساسيًا في حالات الطوارئ ومساعدة المصابين وذوي الحاجة. كما أنها من إحدى أكثر الوسائل مساندة لحرية التعبير وتوفير المعرفة وتشجيع الحوار والتفاهم بين الثقافات.

يهدف اليوم العالمي للإذاعة إلى لفت الانتباه إلى مكانة هذه الوسيلة الإعلامية والتواصلية في المجتمعات المحلية والاحتفال بالإذاعة كوسيلة لتحسين التعاون الدولي بين المذيعين، وتشجيع الشبكات الرئيسية والإذاعات المحلية على حد سواء لدعم النفاذ إلى المعلومة وحرية التعبير والمساواة بين الجنسين عبر موجات الإذاعة.

كما وجهت المديرة العامة لليونسكو، السيدة إيرينا بوكوفا، رسالة بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة جاء فيها: “ما انفكت حالات الطوارئ والكوارث الإنسانية تتفشى في العالم وتخلف وراءها عواقب وخيمة تهدد حياة الإنسان وتقضي أحيانًا على سنوات من الجهود المبذولة لتحقيق التنمية. غالبًا ما تكون الإذاعة أول وسيلة إعلامية تُستخدم للبقاء على قيد الحياة وسط الأنقاض وفي حالات الطوارئ… وبث رسائل الحماية والوقاية إلى أكبر عدد ممكن من الناس، وإنقاذ الأرواح بقدر أكبر من الفعالية والسرعة مقارنة بوسائل الإعلام الأخرى”.

وأضافت “ولما كانت الإذاعة وسيلة إعلامية قريبة المنال وسهلة الاستخدام وزهيدة التكلفة، فهي أيضاً وسيلة تعزز العيش معاً وتوثق عرى الروابط الاجتماعية وتضمن مشاركة الشعوب في البرامج الإنسانية وفي المناقشات التي تغذيها. ويروي المتضررون قصصاً كثيرة تشهد على الدور الذي تؤديه الإذاعة في لمّ شمل العائلات المشتتة وتيسير الاتصالات بين الناس واستعادة الأمل”.

ويقدم موقع اليوم العالمي للإذاعة فرصة للإذاعات ووسائل الإعلام بلعب دور والمشاركة في هذه الاحتفالية. حيث يطرح خمس عشرة فكرة للاحتفال باليوم العالمي للإذاعة لعام 2016. كما يوفر نغمة صوتية خاصة لهذا اليوم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة