“المراوح الهوائية” مصدر جديد للكهرباء في الشمال السوري

tag icon ع ع ع

طارق أبو زياد – إدلب

يعمل السوريون في مناطق الشمال المحررة على إيجاد بدائل لتعويض نقص الكهرباء، في ظل توقف العنفات الرئيسية عن العمل والتراجع الكبير في أحد أبرز القطاعات الحيوية، فكانت المولدات الكهربائية والبطاريات وألواح الطاقة الشمسية أبرزها، وأخيرًا لجأ بعض المواطنين إلى استخدام المراوح الهوائية لتوليد الكهرباء.

المروحة الهوائية تغطي 70٪ من الاحتياج

مروحة توليد الكهرباء تؤمن 70% من الاحتياج الكلي للعائلة، وفقًا لسعد المهنا، صاحب متجر بيع وتركيب أجهزة الطاقة البديلة في سراقب بريف إدلب، وأوضح في حديثه لعنب بلدي أن “النوع المنتشر يؤمّن قوة 1500 واط كهربائي، وهذا ما يكفي لتشغيل الإنارة والتلفاز والأجهزة الكهربائية البسيطة”.

لكن لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كامل، فلا بد من لوح طاقة شمسية إلى جانب المروحة، للحصول على كهرباء مجانية بالكامل، ويمكن الاستعاضة بها عن أي وسائل أخرى، وفقًا للمهنا.

وأشار سعد المهنا إلى أن تكلفة المروحة تتباين بحسب نوعها واستطاعتها وملحقاتها، فالنوع المنتشر حاليًا هي “المروحة التركية”، وتكلفتها بين 1100 إلى 2000 دولار أمريكي.

يأتي مع المروحة منظم كهرباء لشحن البطاريات، ورافع جهد 220 فولط، ويستثنى من سعرها البطارية ومعدات التوصيل، والتي قال عنها المهنا إنها “ذات سعر بسيط، ونقوم بتركيبها مجانًا للزبون”.

سلبيات وحلول ممكنة

علاء الدين الشامي، مواطن من بلدة تفتناز، استعاض عن المروحة التركية بأخرى مصنعة محليًا بطرق بدائية، نظرًا لتكلفة “التركية” التي اعتبرها باهظة.

وقال لعنب بلدي، إن التكلفة الكبيرة للمروحة الجاهزة دفعه إلى الاستعاضة عنها بمروحة مصنعة يدويًا، تقوم بتوليد الكهرباء “بشكل جيد”، وهي عبارة عن مروحة تشغّل مولدًا كهربائيًا بقوة الرياح.

واعتبر الشامي أن “مولد السيارة (دينمو) يفي بالأمر، فهو يولد كهرباء 12 فولط، وتكون القوة حسب سرعة الحركة، ويوصل لبطارية يقوم بشحنها بشكل مستمر تمامًا كما يعمل في السيارة، وكلفني الأمر 300 دولار فقط”.

لا تعتبر المراوح مجدية في كل الأوقات، فهي تتطلب رياحًا قوية ومستمرة، وهذا الأمر قد ينعدم أحيانًا، وفق رأي عادل كبريتي، النازح من حماة إلى مدينة إدلب، واعتبر أن “المراوح الهوائية مخصصة للمرتفعات والجبال ليمكنها العمل بشكل جيد، عدا عن تكلفتها المرتفعة، فبثمن واحدة يمكنك تشغيل المولدة الكهربائية لمدة سنتين وتحصل على كهرباء مضمونة، ووجود الأمبيرات يغنيك عنها أيضًا”.

وأوضح الكبريتي أن توليد الكهرباء بقوة غير منتظمة يؤدي إلى أعطال في البطاريات والأجهزة الكهربائية، فالرياح غير ثابتة وهذه مشكلة إضافية، على حد تعبيره، لكنه رآها طريقة مفيدة إن تمت وفق مشاريع كبيرة، تولد الكهرباء عن طريقها بشكل نظامي.

“الطاقة النظيفة” دخلت المناطق “المحررة” لا حفاظًا على بيئتها من التلوث، أو إيجاد بدائل عن المشتقات النفطية التي تعتبر المادة الخام الأبرز لتوليد الكهرباء إلى جانب الغاز الطبيعي، وإنما لتوفير قدر بسيط من الإضاءة والتبريد بعدما أصبحت هذه الحاجة الأساسية نادرة في سوريا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة