طهران تلوح بـ”الخطر” من إدلب واليونان إذا شنت تركيا عملية في سوريا

الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يحدد حدود المنطقة الآمنة شمالي سوريا في مقر الأمم المتحدة (AP)

camera iconالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يحدد حدود المنطقة الآمنة شمالي سوريا في مقر الأمم المتحدة (AP)

tag icon ع ع ع

حذرت  وكالة “فارس” الإيرانية من مخاطر قيام تركيا بعملية عسكرية تركية في شمال شرقي سوريا على خلفية التهديدات التركية التي بدأت منذ إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن النية التركية بشن العملية في أيار الماضي.

وقالت الوكالة التابعة للحكومة الإيرانية، في 20 من آب، إن استعداد تركيا للقيام بعملية عسكرية تركية في شمال شرقي سوريا يعود عليها بالأضرار لعدة أسباب منها:

الوضع الاقتصادي

اعتبرت الوكالة أن إسكان مليون لاجئ سوري داخل المنطقة العازلة سيحدث موجة جديدة من نزوح اللاجئين نحو أوروبا وستكون تركيا بوابة اوروبا.

واستندت الوكالة على تقارير لمجلات ووكالات غربية كمجلة “بوليتيكو” الأمريكية ووكالة “أسوشيتد برس”، في شرح مدى التضخم في الاقتصاد التركي، وتأثير العملية التركية على زيادة تردي الوضع الاقتصادي.

الأوضاع الأمنية

ولفتت الوكالة إلى أن المسافة بين تل رفعت ومدينتي نبل والزهراء الشيعيتين بضعة كيلومترات، وهناك تمركز الـ100 ألف مقاتل من فصائل “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا في الجهة الغربية من هذه المنطقة.

وعليه استبعدت أن يكتفي “محور المقاومة” (القوات المدعومة من إيران)، فقط بمراقبة ومشاهدة وقوع هجوم على المناطق الشمالية لهاتين المدينتين، بمعنى أن أي هجوم سيجلب رد فعل وهجوم مضاد.

وذكرت الوكالة بهجوم حصل في آذار 2020 شنته فصائل “الجيش الوطني”، وسيطرت على منطقة سراقب، ليقوم جيش النظام السوري وفصائل “المقاومة” بشن هجوم مضاد وإعادة والسيطرة على المنطقة.

ولفتت إلى أن السيطرة على سراقب تعني السيطرة على نقطة التقاء الطريقين السريعين “M4” و”M5″، الواقعة جنوب نبل والزهراء.

وكما تعتبر تركيا منطقة تل رفعت خطرًا أمنيًا عليها فإن “سوريا ومحور المقاومة المساندة لها تعتبر ادلب خطرًا أمنيًا على السيادة السورية، وتحوي منطقة إدلب قرابة أربعة ملايين شخص ويسيطر عليها 100 ألف إرهابي”، بحسب تعبير الوكالة الإيرانية.

واعتبرت أن إدلب أصبحت المعقل الأخير لـ “الإرهابيين”، وأن أي ضغط أو هجوم عسكري على إدلب سيؤدي الى امتداد الاضطرابات الأمنية إلى داخل الأراضي التركية، ولا يملك “الإرهابيون” خيارًا سوى التراجع نحو الأراضي التركية.

وتساءلت فيما إذا كانت تركيا مستعدة لقبول تدفق عشرات الآلاف من “الإرهابيين” (حتى لو كانوا متجانسين فكريًا وعقائديًا معها) إلى أراضيها، كما تساءلت عما ستفعله الحكومة التركية بموجة النازحين من مناطق القتال والذين سيدخلون تركيا في طريقهم نحو أوروبا.

تشجيع اليونان على القيام بعمل عسكري

كما لفتت إلى الخلافات الموجودة بين تركيا واليونان، معتبرة أنه إذا ما أصبح استخدام القوة العسكرية أمرًا اعتياديًا في النزاعات الإقليمية فان تركيا ستتحمل الضرر الأكبر، ومن جملة هذه النزاعات هناك قضية الجزر المتنازع عليها مع اليونان.

ونبهت إلى أن بإمكان اليونان تسليح الجزر المتنازع عليها في بحر ايجه بدعم من الدول الغربية مثل فرنسا وأمريكا، وربما يمكن القول بأن ذلك سيشكل أكبر أزمة أمنية لتركيا، لأن بعض هذه الجزر لا تبتعد سوى كيلومترين اثنين عن السواحل التركية، وحينها ستتمكن اليونان من السيطرة بشكل كامل على منطقة التقاء البحر الأسود بالبحر الأبيض المتوسط، بحسب الوكالة الإيرانية.

إيران ترفض العملية التركية

وعقب وصول الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، إلى طهران التقى بالمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، الذي قال إن “أي هجوم عسكري على سوريا سيضر بتركيا وسوريا والمنطقة برمتها ويعود بالنفع على الارهابيين”، وفق مانقلته وكالة “فارس“، في19 من تموز الماضي.

وأضاف خامنئي أن “إيران تعتبر أمن تركيا وحدودها من أمنها، وأن قضايا سوريا يجب حلها بالتفاوض وعلى إيران وتركيا وسوريا وروسيا حل هذه المسألة بالحوار”.

وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أردوغان والرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، قال الرئيس التركي، “سنعيد تقييم مسار أستانة بشأن سوريا من جديد وتفعيله”، مُضيفًا، أن “قضية مواجهة حزب العمال الكردستاني (PKK) قضية مهمة جدًا لتركيا، لأنه يهدد أمن أي دولة يكون فيها، ولذلك يجب مكافحة التنظيمات الإرهابية”، بحسب ما نقلت وكالة “الأناضول” التركية.

وفي 19 من آب الحالي، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، سعي بلاده لعملية عسكرية في سوريا، لكنه أشار إلى الرفض الإيراني لها بقوله “كنا نتمنى لو أن نقوم بتلك الأعمال هناك بشكل أكثر فاعلية مع إيران أيضا، لكن ذلك لم يحدث”.

وأعرب عن تطلعه لإبداء روسيا تضامنا قويا مع تركيا في مكافحة الإرهاب لا سيما في شمالي سوريا.

كما لفت أردوغان إلى أن إيران أيضًا بدورها لديها حسابات معينة في المنطقة، فيما شدد على أن تركيا ليس لديها أطماع في أراضي سوريا وتولي أهمية لوحدتها، وأنه يتعين على النظام إدراك ذلك.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة