كارثة إنسانية تنتظر منطقة منبج إثر توقف عنفات السد عن العمل

سد تشرين.. الإنجاز الأكبر لـ “سوريا الديمقراطية” منذ تأسيسها

tag icon ع ع ع

عنب بلدي- خاص

تستمر قوات “سوريا الديمقراطية” في عملياتها العسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف حلب الشرقي، وتحديدًا في محيط سد تشرين، الذي أحكمت سيطرتها عليه السبت 26 كانون الأول الماضي بدعم وتنسيق مع قوات التحالف الدولي.

صباح السبت، 2 كانون الثاني 2016، أعلنت “سوريا الديمقراطية” سيطرتها على قرى بير خامي، بير خدام، وتل بارود، وتقع جميعها جنوب شرق السد، إلى جانب إحكام قبضتها على عدد من المزارع والتلال المحيطة.

وستتمكن “سوريا الديمقراطية”، المقبولة غربيًا، من التحكم بقدر كبير من الطاقة الكهربائية التي تغذي ريف حلب الشرقي الخاضع لتنظيم الدولة، إضافة إلى استفادتها من نحو ملياري متر مكعب من المياه المخزنة في البحيرة الصناعية التي أنشئت على الفرات.

وسيفتح التقدم الأخير على حساب تنظيم الدولة معارك منطقة منبج، لتدخل المنطقة في حسابات جديدة يكون زمام المبادرة فيها بيد “سوريا الديمقراطية”.

وأعلن عن تشكيل “سوريا الديمقراطية”، الأحد 11 تشرين الأول 2015، ويضم تشكيلات عسكرية كردية وعربية وأخرى من الأقليات (جيش الثوار، غرفة عمليات بركان الفرات، قوات الصناديد، تجمع ألوية الجزيرة، المجلس العسكري السرياني، وحدات حماية الشعب، وحدات حماية المرأة)، وتحظى بدعم التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة.

7  قرى غمرها الفرات شرق حلب

غمرت مياه نهر الفرات 7 قرى في ريف حلب الشرقي، عقب سيطرة قوات “سوريا الديمقراطية” على سد تشرين في منطقة منبج وتوقف عنفاته عن العمل، وسط نداءات وجهها ناشطون خشية كارثة إنسانية في المنطقة.

وأفادت مصادر محلية في المنطقة عنب بلدي أن ارتفاع منسوب المياه جاء بعد مغادرة موظفي السد عملهم عقب سيطرة قوات “سوريا الديمقراطية”  عليه، ما أدى إلى وقف ضخ المياه تزامنًا مع كمية المياه المتدفقة من الجانب التركي، في حين ذهبت حسابات موالية لتنظيم “الدولة الإسلامية” إلى أن “سوريا الديمقراطية” هي من أوقفت العنفات، رغبة منها بإغراق القرى العربية في المنطقة، لكنها تبقى مجرد تكهنات.

وحذرت وزارة الطاقة والثروة المعدنية في الحكومة السورية المؤقتة من كارثة إنسانية في حال تعرض سد تشرين في ريف مدينة منبج بريف حلب الشرقي، لأي استهداف خلال الاشتباكات الجارية في محيطه، ووجهت في بيان لها، الأربعاء 30 كانون الأول، نداءً إلى هيئة الأمم المتحدة والهلال والصليب الأحمر وجميع المنظمات والدول الفاعلة في الملف السوري لاتخاذ إجراءات فورية لتحييد سد تشرين الكهرمائي عن أي عمل عسكري في محيطه.

وطالب البيان بذل جميع الجهود للسماح بإعادة الكادر الفني العامل في السد سابقًا لإدارته وتشغيله من حيث تمرير المياه وتوليد الكهرباء، وأكدت الوزارة أنها تواصلت مع الحكومة التركية لإيقاف المياه عن السد إلى حين عودته للخدمة.

المهندس المعماري سلطان بكاري، عضو تجمع المهندسين الأحرار في حلب، كشف عبر صفحته الشخصية عن حلول لوقف ارتفاع منسوب مياه السد، بعد التواصل مع بعض المختصين والمهندسين في نقابة المهندسين الأحرار، وقال “إن لم تشغّل العنفات وتصرّف الكهرباء من قبل أحد فنيي غرفة العمليات لتصريف المياه الزائدة، يمكن العمل على فتح الفتحات الجانبية والسفلية في السد وتفتح ميكانيكيًا وكهربائيًا”.

وأوضح بكاري أنه عند تعذر الخطوتين السابقتين “هناك فتحة المفيض في جسم السد وتفتح تلقائيًا عند وصول الضغط إلى حد معين، وهذا آخر العلاج”، محذرًا من أن انفجار فتحة المفيض ستؤدي إلى دمار في ساحة التحويل، لكن لا يوجد أي تخوف من انهيار السد إنشائيًا.

ولفت إلى وجود كوادر فنية من السد ضمن المنطقة تتابع الأمر “على مدار الساعة” وستتدخل عندما تسنح لها الفرصة للدخول وفتح المفيضات لتصريف المياه، وأردف “تم التواصل مع الأتراك لإيقاف تدفق المياه كحل احتياطي مؤقت ريثما تسنح الفرصة بالتدخل”.

وبلغ مد المياه على الضفة الشرقية لبحيرة تشرين نحو 500 متر، وغمرت قرى قره قوزاق، سهل القملق، بوراز، مزرعة تل أحمر، تل العبر، القبة، وجعدة، وسط تخوف من انهيار قد يواجهه السد.

سد تشرين وأهميته

أنشئ سد تشرين على نهر الفرات ضمن المنطقة التي تتبع إداريًا لمدينة منبج في ريف حلب الشرقي، أواخر عهد الرئيس حافظ الأسد، ودخل فعليًا في الخدمة بتاريخ 1999، بتكلفة قدرت بنحو 22 مليار ليرة سورية.

يحتوي السد على 6 مجموعات توليد كهربائية ضخمة كان لها دور كبير بإيصال الكهرباء لمدن وبلدات ريف حلب الشرقي بشكل كامل.

وفي مطلع عام 2014 خضعت ضفتا نهر الفرات الشرقية والغربية لتنظيم “الدولة الإسلامية” بشكل كامل، إضافة إلى المدن والبلدات الممتدة من شرق حلب وحتى مدينة الرقة.

وتمكنت قوات “سوريا الديمقراطية” من طرد تنظيم الدولة والسيطرة على سد تشرين، بعد سلسلة معارك بدأتها قوات “بركان الفرات” التي انضوت مؤخرًا في “سوريا الديمقراطية”، وسيطرت من خلالها على جسر “قره قوزاق” وبلدة صرين المجاورة والقريبة من بلدة عين العرب (كوباني).

ويبعد سد تشرين 25 كيلومترًا عن مدينة منبج ونحو 58 كيلومترًا عن مدينة الباب، أبرز مدن التنظيم في ريف حلب، وبسيطرة “سوريا الديمقراطية” عليه تقطع طريق الفرات على مقاتلي التنظيم، ليتبقى لهم طريق مسكنة جنوب بحيرة “الأسد” كطريق إمداد وحيد بين الرقة وحلب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة