لقاح السل BCG.. هل حقًا يقي من المرض؟

لقاح السل BCG.. هل حقًا يقي من المرض؟
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

ذكرنا في العدد الماضي أن لقاح السل ب ث ج BCG يساعد في الوقاية من العدوى السلية، وقد تم ابتكار هذا اللقاح في فرنسا بين عامي 1905 و 1921، ولكن لم يتم استخدامه على نطاق واسع إلا بعد الحرب العالمية الثانية، ومع أن الدراسات تقول إن هذا اللقاح يعطي حماية للأطفال تصل حتى 80%من الأشكال الشديدة للسل (كالتهاب السحايا السلي)، ويعطي حماية للكبار من السل الرئوي بنسبة تتراوح بين 0 و80%، إلا أن دراسات أخرى أظهرت وجود الكثير من الإصابات رغم أخذ المرضى لقاح السل سابقًا، مما جعل فعالية هذا اللقاح موضع شك.

وقد ألغي إعطاء لقاح السل BCG من برامج التلقيح الروتيني في معظم بلدان العالم، فهو لم يعد يعط في منطقة الشرق الأوسط إلا في سوريا، بينما مازال يعطى لجميع الأطفال تحت سن 3 سنوات في مناطق استيطان السل مثل جنوب إفريقيا (البلد الأكثر إصابة في العالم بالسل).

ما هو لقاح السل BCG؟

يتألف لقاح السل من عصيات السل أو عصيات كالمت غيران الحية المضعفة، وهي عبارة عن نوع من جراثيم المتفطرات البقرية التي تمت معالجتها لتصبح ضعيفة بحيث تولد مناعة في جسم الإنسان دون أن تسبب المرض.
ويعطى اللقاح ضمن أدمة الجلد بمحقن خاص يشبه محقن الأنسولين، ويتم الحقن في الثلث العلوي للذراع، ويؤدي الحقن الجيد لتشكل حطاطة تشبه قشر البرتقال، ولا ينصح بتضميد مكان الحقن بعد التلقيح.

ولا يوجد اتفاق على تحديد العمر الأفضل لإعطاء لقاح السل، إلا أن هناك توصيات بإعطائه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحياة.

ما الحالات التي لا يعطى فيها اللقاح؟

وجود حساسية لأحد مكونات اللقاح، ارتفاع حرارة الجسم، وجود طفح جلدي معمم، حالات نقص المناعة، حالات العلاج بالكورتيزون، حالات العلاج بمثبطات المناعة، الإصابة بأورام خبيثة، أثناء العلاج من السل، في حال كان تفاعل السللين إيجابيًا، عند الحوامل والمرضعات.

ما التأثيرات الجانبية لأخذ لقاح السل؟

قد تحدث تأثيرات جانبية مشابهة لما يحدث في بقية اللقاحات؛ كارتفاع حرارة الطفل، والصداع، وتورم العقد البلغمية تحت الإبط.

وقد تحدث تأثيرات أخرى نادرة جدًا؛ كالإصابة المعممة بالسل، أو حدوث ارتكاس تحسسي جدًا يظهر بعد الحقن مباشرة.

لكن هناك تأثيرات طبيعية تدل على صحة إعطاء اللقاح والحصول على الفائدة منه؛ فمن الطبيعي أن يحدث تورم مكان الحقن (بقطر أقل من 3 سم)، والذي قد يتقيح بعد أسابيع وقد يتقرح، ثم يشفى عفويًا خلال أسابيع أو أشهر، ثم يترك ندبة دائمة مكان الحقن، وقد تتورم العقد البلغمية تحت إبط جهة الحقن لأقل من 1 سم ودون ألم أو احمرار، وتتراجع كذلك خلال أسابيع.

كيف يمكن التخفيف من حدوث التأثيرات الجانبية؟

  • يجب أن يكون مكان الحقن جافًا ومعقمًا، وفي حال استخدام الكحول للتعقيم فيجب تركه حتى يجف قبل الحقن.
  • يجب ترك مكان الحقن مكشوفًا قدر الإمكان وعدم لبس ثياب ضيقة فوقه.
  • في حال حدث سيلان من مكان الحقن بعد الحقن مباشرة يجب الضغط عليه بقطعة شاش نظيفة وجافة.
  • يجب عدم وضع أي مرهم أو كريم فوق مكان الحقن.
  • لا يجب إعطاء أي مضاد حيوي لتخفيف التورم والتهاب مكان الحقن.
  • يجب عدم فتح أو عصر التورم مكان الحقن.
  • يسمح بالحمّام بعد التلقيح دون قيود.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة