فيلم “The Kite Runner”.. لأجلك ألف مرّة ومرّة

camera iconمشهد من فيلم "The Kite Runner"

tag icon ع ع ع

يعكس فيلم “The Kite Runner” بعض القيم والمشاعر الإنسانية بصورة جذابة وشديدة الأصالة، وأبرزها قيمة الصداقة، وتحديدًا صداقة الطفولة، وهي صداقة بريئة قوامها الفطرة البشرية السليمة.

واقتبس الفيلم قصته من رواية صدرت عام 2003، وحملت نفس الاسم، للكاتب خالد الحسيني، الذي ناقش في روايته الصداقة وأبعادها، وما يمكن أن يشوبها من ذنوب، وطريقة التعامل معها.

يبدأ الفيلم باتصال يتلقاه “أمير”، وهو شاب أفغاني انتقل مع والده للإقامة في الولايات المتحدة بعد سنوات من الغزو السوفييتي لبلاده، ومضمون الاتصال أن “رحيم خان” وهو صديق والده، يدعوه إلى زيارة أفغانستان لسبب طارئ، فيعود “أمير” وتعود معه الذاكرة لمنبع القصة.

نشأ “أمير” في أجواء من الرخاء المادي بمنزل والده الذي وفر له كل ما يتمناه المرء، بما في ذلك الصديق الوفي، وهو هنا “حسن”.

ورغم قوة العلاقة وعمقها بين الطفلين، فإن انتقادات لاذعة وقاسية تطال “حسن” وتطعن بفقره وطائفته الصغيرة (الهازارة)، أمام طائفة “أمير” التي كانت صاحبة الكلمة الكبرى في البلاد، وهي طائفة “البشتون”.

وخلال محاولة الفيلم تصوير حالة الانسجام بين الطفلين، يصوّر تناقضاتهما السلوكية، والبنية النفسية التي تقوم عليها شخصية كل منهما.

فيبدو “أمير” هشّ البنية، ضعيف القلب، ويفتقر إلى جرأة الطفولة، بينما يجسد “حسن” الطرف النقيض من هذه الصفات، ما يجعله مقربًا من والد “أمير”، ومحط إعجابه.

ومع سير الأحداث ضمن الصورة البسيطة الممتعة والمحمولة بموسيقى المكان، وفي أثناء مسابقة للطائرات الورقية التي تقام في البلدة، يتعرض “حسن” لحادثة تقلب مسار علاقته بصديقه حين كان ذاهبًا لإحضار طائرة “أمير” الورقية، التي هبطت بعد فوزه في المسابقة، هذا الفوز الذي أهداه له “حسن” وهو يقول “لأجلك ألف مرّة ومرّة”.

ومع ذلك، يقف “أمير” ويشاهد خلسة وعن بُعد تعرّض صديقه للأذى، دون أن يتدخل لمنع هذا الأذى، ولا مانع إلا الخوف.

ويحتفظ كل من الطفلين بسرّه، وهو السر ذاته، لكنّ كلًا منهما يخفيه عن الآخر، حتى يغادر “حسن” المكان بصحبة والده الذي يقرر ترك العمل لدى والد “أمير”.

وبعد اندلاع الحرب في أفغانستان، يفر “أمير” ووالده إلى الولايات المتحدة، ويتابع تعليمه قبل أن يتجه إلى شغفه الأدبي في كتابة القصص والروايات، ثم تأسيس عائلة تنتظر طفلًا لا يأتي.

وهنا تضع الحياة “أمير” أمام تحدٍّ جديد أشد قسوة وخطورة من إنقاذ صديقه أيام الطفولة، فبعد أكثر من 20 عامًا، يعرف أن صديقه “حسن” توفي تاركًا خلفه طفلًا خطفته قوات حركة “طالبان”.

ويسعى “أمير” لاستعادة الطفل بأي شكل أو طريقة ممكنة للتخلص من الذنب القديم، ذنب خذلانه لصديقه واستجابته للخوف على حساب الشهامة التي يعرفها “حسن” جيدًا، ويعرّض نفسه للخطر في سبيل الطفل، ربما كاعتذار تأخر حتى كاد يُنسى.

والآن تتيح الحياة لـ”أمير” التخلص من هواجسه وندم سنوات الطفولة كلها دفعة واحدة، فيعوّض حسرته على صديقه “حسن” بالطفل الذي تركه.

صدر الفيلم في عام 2007، من إخراج مارك فورستر، وبطولة خالد عبد الله، واتوسا ليوني، وشاون توب، وسعيد التغماوي، وحصل على تقييم 7.6 عبر موقع “IMDb” لنقد وتقييم الأعمال الدرامية والسينمائية.

“لأجلك ألف مرّة ومرّة”، بهذه الجملة يقول الكاتب خالد الحسيني إن هناك دائمًا فرصًا أخرى مع الحب، فرص لا يمكن عدّها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة