“LION”.. الرحلة التي استغرقت الطفولة والشباب

tag icon ع ع ع

تروي أحداث الفيلم الأسترالي “LION” الذي صدر عام 2016، وقائع حقيقية لحادثة عاشها الشاب الهندي “سارو بريرلي”، وأصدرها عام 2013 في كتاب حمل اسم “طريق طويل للبيت”.

وموضوع الفيلم أن طفلًا في عامه الثالث يدعى “سارو” يخرج بصحبة أخيه “جودو” للعمل ليلًا، كون الأسرة تعيش فقرًا مدقعًا بدا ظاهرًا في ملامح البيت الذي تسكنه، بالإضافة إلى حالة الطفلين نفسيهما.

في محطة القطار، وقبل الوصول إلى العمل، يغلب النوم “سارو”، فيتركه أخوه في المحطة على أن يعود لاصطحابه بعد استكشاف العمل، لكن الأخ لا يعود.

يستيقظ الطفل في المحطة على وحشة الليل وهدأته ويشرع في عملية بحث بلا جدوى عن أخيه، ومع الصباح تتقاذفه المحطات التي يبحث فيها عن طريق العودة إلى بيت أمه الذي لا يحفظ عنوانه.

وتدور عجلة الأيام طاحنة تحتها شهرين من عمر الطفل ضاعا بالبحث، والنوم في الطرقات، ومخاطر الاختطاف والاتجار بالبشر، إلى أن سُلّم لدار أيتام قضى فيها ثلاثة أشهر، قبل أن تتبناه عائلة أسترالية، وتخرجه من بؤرة العشوائية تلك.

ينتقل الطفل مع أسرته الجديدة إلى أستراليا، ويبدأ حياة مختلفة كليًا عن تلك التي جربها في الهند، فهنا يعيش نقيض الأشياء القاسية التي خبرها مبكرًا في الهند، والتي تتعارض مع الطفولة بأبسط صورها.

وبعد 20 عامًا انتقل الشاب للدراسة في ملبورن بأستراليا، وهناك التقى بطالبة أمريكية شاركها مشاعره، وتدعى “لوسي”، والتقى بزملاء من الهند أحيت أسئلتهم الفضولية ذكريات الشاب عن أخيه الذي فارقه في محطة القطار قبل أكثر من 20 عامًا، وعن أمه وأخته الصغيرة، اللتين غاب عنهما دون وداع.

انصاع الشاب لنصيحة أحد رفاقه، وهي الاستعانة بتطبيق “Google Earth” لمساعدته في تحديد موقع منزله القديم بما علق في ذاكرته الطفولية من معلومات ناقصة.

يشرع الشاب في رحلة بحث طويلة لم تعارضها العائلة الأسترالية التي تبنت الطفل من منطلق إنساني غير قائم على المنفعة، فالسيدة “سو بريرلي” أوضحت للشاب أنها كانت قادرة على الإنجاب، لكنها فضلت وزوجها مساعدة طفل يعاني ومنحه فرصة عيش الحياة، لا مكابدتها.

للوهلة الأولى، قد تبدو الفكرة طوباوية، لكن مئات آلاف الأطفال في العالم يعيشون حياة ليست مصممة لأعمارهم، ولا تنسجم مع بنيتهم الجسدية أو العقلية.

في نهاية الفيلم، عرض مخرج العمل جارث ديفيس تسجيلًا مصوّرًا لأبطاله الحقيقيين.

الفيلم من إنتاج أمريكي وبريطاني مشترك، وهو من بطولة نيكول كيدمان، وديف باتيل، وروني مارا، وحاصل على تقييم 8 من أصل 10 في موقع “IMDb” لنقد وتقييم الأعمال الدرامية والسينمائية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة