الألواح و”اللدات”.. بدائل عن الكهرباء لا تكفي للإنارة في شتاء درعا

camera iconألواح الطاقة الشمسية في ريف درعا الغربي - 8 من شباط 2021 (عنب بلدي/ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

درعا – حليم محمد

بعد هطول زخات المطر، وكلما مر منخفض جوي، “أصبح قطع الكهرباء من المسلّمات”، على حد تعبير “أم قيس” في ريف درعا الغربي.

في أيام المطر، لا شمس تشحن ألواح الطاقة، ولا كهرباء حكومية تشحن البطارية، “عدنا مئة عام إلى الوراء بالإنارة عبر الشموع، ولا أستبعد تشغيل السراج على مادة الكاز إن استمرت الأعطال”، كما قالت المرأة الأربعينية لعنب بلدي.

“لا كهرباء، والغيوم غطت الشمس، كيف أستطيع شحن البطارية”، قال عبد الرحمن، الرجل الأربعيني من ريف درعا الغربي، لعنب بلدي مشيرًا إلى مشكلة متكررة كل شتاء.

عبد الرحمن، من سكان بلدة الفوار، استطاع تأمين بديل عن الكهرباء الحكومية، بشراء أربعة ألواح للطاقة الشمسية، وبطارية بشدة 200 أمبير، تسمح له بإنارة المنزل وتشغيل الثلاجة صيفًا لساعات محدودة.

يعتمد السكان على شحن البطاريات بألواح طاقة شمسية، ولكن مع فترة المنخفضات الجوية تبقى الشمس، مصدر الطاقة، خلف الغيوم، ولا يتبقى خيار سوى الاعتماد على التيار الكهربائي، حين يصل.

تتكرر الأعطال في فصل الشتاء، وأي عطل يحصل ليلًا يحرم السكان من الكهرباء حتى صباح اليوم التالي، كما قال عبد الرحمن، و”سوء الأحوال الجوية مع وجود الأبراج ضمن الأراضي الزراعية يصعب وصول  ورشات الصيانة إلى مكان العطل”.

وتفرض الشركة العامة للكهرباء في درعا تقنينًا، لم يتغير منذ سيطرة النظام على المنطقة الجنوبية في تموز من عام 2018، رغم وعود المسؤولين الحكوميين بتحسن الواقع الخدمي.

ويطبق برنامج تشغيل الكهرباء مدة ساعة ونصف خلال ساعات النهار، وساعة ونصف خلال ساعات الليل، في ريف درعا، وفي مدينة درعا تصل الكهرباء مدة ساعتين وتقطع أربع ساعات بالتناوب.

منذ أن خرجت درعا بمظاهراتها الأولى عام 2011، استخدم النظام السوري قطع الكهرباء كأسلوب للعقاب، وكانت “اللدات” (الأزرار المتصلة التي كانت تستخدم في تزيين الدراجات النارية عن طريق وصلها بالبطاريات)، خيارهم الأول للإنارة، مستغنين عن الشمع والسراج الذي يعمل على الكاز.

تختلف قدرة الإنارة واستدامتها وفقًا لحجم البطارية ونوعيتها، وتطورت أساليب شحنها لتعتمد على ألواح الطاقة الشمسية التي انتشرت على الأسطح.

وتتأثر الشبكات الكهربائية المعلقة على الأبراج بسوء الأحوال الجوية، كالمطر وهبوب الرياح، وتتعرض للأعطال التي تحرم السكان من الكهرباء في أثناء ساعات التشغيل.

برأي نديم، الشاب الثلاثيني المقيم في ريف درعا، فإن ورشات الكهرباء كان عليها صيانة الشبكات، وخاصة خطوط التوتر قبل فصل الشتاء، لأن السكان بحاجة إلى تلك الساعة والنصف من التيار الكهربائي لشحن بطاريات الإنارة وتعبئة ماء الشرب، حسبما قال لعنب بلدي.

حلول مكلفة

وصل سعر لوح الطاقة الشمسية، بقدرة شحن 100 واط، إلى 60 دولارًا، في حين وصل سعر البطارية بشدة 100 أمبير، إلى 50 دولارًا، وهو ما اعتبره عبد الرحمن مكلفًا، وخاصة في ظل تدهور القيمة الشرائية لليرة، إذ وصل سعر صرف الدولار مقابل الليرة إلى 3200، خلال الأسبوع الأول من شباط الحالي.

يضطر عبد الرحمن لتشغيل مولد كهربائي يعمل على المازوت لشحن البطاريات، مع تكرار قطع التيار الكهربائي الحكومي ونقص الطاقة الشمسية شتاء، ولكنه صار يقتصد بساعات التشغيل من ساعتين إلى ساعة واحدة بعد غلاء المازوت.

إذ وصل سعر الليتر من المازوت على “البسطات” إلى 1200 ليرة سورية، ويحتاج المولد الكهربائي إلى ليتري مازوت بالساعة.

وبدوره، اعتبر وزير الكهرباء، غسان الزامل، في مؤتمر صحفي نشرته الصفحة الرسمية لوزارة الكهرباء، في 27 من كانون الثاني الماضي، ساعات التقنين “قاسية على المواطنين”.

وقال الوزير، إن الوزارة “تعمل جاهدة لتخفيف ساعات التقنين”، التي أرجع سبب فرضها إلى الحصار المفروض على الشعب السوري، إضافة إلى قدم التجهيزات الفنية.

وأضاف الزامل أن الوزارة تنسق مع وزارة النفط لزيادة مخصصات وزارة الكهرباء من الغاز، الذي تعمل عليه 70% من محطات توليد الكهرباء، والذي خفضت وزارة النفط كمياته الموردة للمحطات من 14 مليونًا إلى ثمانية مليارات متر مكعب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة