“بين مدينتين: من حمص إلى الشام”.. مذكرات سياسية في سياق الصحافة

tag icon ع ع ع

يعتمد كتاب “بين مدينتين: من حمص إلى الشام” على إبراز عدة قضايا عاشتها سوريا بعد الاستقلال عن الانتداب الفرنسي، ورغم أن فصوله تحمل طابع السيرة الذاتية للصحفي السوري عدنان الملوحي، فإن الكاتب استغلها ليسرد عبر مذكراته حاجة الشعب السوري إلى تطبيق الحرية والديمقراطية.

عاش الكاتب مرحلة الاستعمار الفرنسي، وشهد معاناة السوريين من الاضطهاد في ذلك الحين، ولما تحررت، أراد الملوحي أن يكون حكام سوريا وقادتها في مستوى من المسؤولية الوطنية.

كانت الصحافة السورية في مطلع عهد الاستقلال فقيرة في كل شيء، بسبب معاناتها من شح الموارد وقلة الورق وغلائه الفاحش، بحسب ما قاله الملوحي في كتابه، ولم تكن تُدفع أجور المحررين إلا بشق النفس.

وكان الصحفيون الذين يبحثون عن الأخبار من أماكنها ومصادرها، ويلتقطونها من هنا وهناك، ليحملوها إلى الصحف التي يعملون فيها، أشد بؤسًا من المحررين، بحسب ما عبر عنه الملوحي في كتابه، لأنهم لم يكونوا يشكّلون بالنسبة لأصحاب الصحف شيئًا مهمًا، ولا يعطونهم أجرًا يكفيهم على الأقل.

وسرد الملوحي في كتابه (388 صفحة) كيف تطورت علاقاته مع محيطه الاجتماعي بمناسبة عمله في المجال الصحفي، إذ أجرى حوارات مع فارس الخولي وسعد الله الجابري وجميل مردم بك، ورصد من خلال عمله الصراعات السياسية التي حدثت بين التكتلات الحزبية التي ظهرت بعد الاستقلال وبين نواب البرلمان لتحديد آلية واحدة للحكم في سوريا.

انتقد الملوحي في كتابه تمسك الأطراف السياسية بالسلطة في نهاية المنازعات والانقلابات العسكرية في سوريا، ما أدى إلى قيام الديكتاتورية وتسلطها على الشعب، و”قيام عهود سوداء من الإرهاب وعدم الاستقرار، ومن النيل من كرامة المواطنين ومن قيمة الإنسان وحريته”.

ولد عدنان الملوحي في حمص عام 1924، وتابع دراسته في الكلية الشرعية بدمشق، عمل مندوبًا صحفيًا في عدة صحف دمشقية، وترأس تحرير جريدة “الاستقلال العربي”، كما عمل سكرتير تحرير في جريدة “العلم”.

وفي عام 1953، أصدر الملوحي جريدته “الطليعة” الأسبوعية، وأُغلقت عند قيام الوحدة بين سوريا ومصر، وفي عام 1962، أعاد إصدار جريدته باسم “الطليعة العربية”، وفي عام 1981، أصدر مجلة “نهج الإسلام”، وعمل مديرًا للصحافة في وزارة الأوقاف بدمشق.

وألّف الملوحي حوالي 20 كتابًا، أغلبها كانت مذكرات سياسية في سياق عمله بالصحافة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة