ساعة دوري الأبطال وتقلبات الكبار

camera iconمن مباراة بايرن ميونيخ وأتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا 2021 (بافاريان فوتبول ووركس)

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

على مسافة أسبوع من عودة نيران بطولة دوري أبطال أوروبا في دورها ثمن النهائي، وضمن المتابعة المستمرة للمسابقات المحلية الأوروبية، لا يبدو الوضع الحالي لهذا الدور الإقصائي مشابهًا لما سبقه في النسخ الماضية، فأغلب مباريات الدور تحاكي عجزًا وصعوبة في توقع المتأهل إلى دور الثمانية.

الأمر في هذه النسخة لا يشابه الماضي إلا فيما ندر، حيث يكون خروج الفريق الكبير من المسابقة ضمن هذا الدور مفاجأة تتحدث عنها أقلام النقاد وشاشات التلفزة حول العالم، ويكون لتعويض الإياب استعداد من العيار الثقيل إعلاميًا وجماهيريًا قبل الحالة الفنية للفريق المهزوم ذهابًا، ويكون لـ”الريمونتادا” طعمها الخاص، و لطفرة تفوق الفريق المتوسط ألقها.

وحتى لا نبالغ كثيرًا في الوصف لما يجري على أعتاب هذه الإقصائية قلنا “أغلب المباريات” وليس كلها، فلربما هنالك من يرى ويثق بأن الفريق البافاري (بايرن ميونيخ) بعدته وعتاده واستعداده لضم اللقب السادس له من بوابة بطولة كأس العالم للأندية المقامة حاليًا في قطر، سيعبر من دون عناء نحو الدور الربع النهائي من الشامبيونز ليغ.

ولربما هنالك من يتحدث أيضًا عن عبور في المتناول للسيد بيرلو مدرب يوفنتوس مع الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو وزملائه إلى الدور المقبل من بوابة بورتو البرتغالي، نظرًا إلى حجم الفارق بين الناديين. ونظرًا إلى حجم إمكانيات البافاري الحالية نستطيع القول، إن هذه المباريات لربما لا نتوقع فيها الكثير من المفاجآت، ولكن ماذا عن بقية المباريات؟

تحسن فريق باريس سان جيرمان في عام 2020 بشكل لافت، ووصل في عز أزمة جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) إلى المباراة النهائية، وقاتل البافاري الألماني حتى النهاية، وكاد أن يفعلها ويسجل اللقب باسمه.

الفريق الباريسي لا يشبه صوره القديمة فعلًا، وسيواجه برشلونة (الجريح)، الفرقة الكتالونية التي يحاول مديرها الفني، رونالد كومان، تخفيف آثار الإصابات السابقة في السنوات الماضية والوقوف على قدميه مجددًا، مقنعًا نفسه بأن الألقاب ليست السبيل الأول الذي يعمل عليه في مخطط النادي الكتالوني.

وحال ريال مدريد ليست بأفضل من غريمه الإسباني عندما يواجه أتلانتا الإيطالي، الذي تحول من حالة الاجتهاد والطفرة إلى حالة المنافسة المستمرة، وصار رقمًا صعبًا لا يمكن تجاوزه إلا بإمكانيات مهمة وجيدة.

فمن فصل الإصابات إلى هبوط المستوى الفني لبعض اللاعبين، إلى قلة التعاقدات، يسبح الفرنسي زيدان وهو يعلم بأن أيامه الأخيرة قد تكون في صفحة أتلانتا الإيطالي وطبعًا لا مستحيل في كرة القدم.

المشكلة اليوم أنك أصبحت تردد “لا مستحيل في كرة القدم” من أجل إرضاء فرق كبرى و أندية عظيمة أنهكتها الأزمات، أمام فرق مجتهدة تمشي بخط واضح لعامين أو أكثر، وهذه الحال أيضًا يمكن إسقاطها على ليفربول وهو يواجه لايبزغ الألماني، على الرغم من الأسماء وفوارقها الشاسعة بين الفريقين، فإن عناد وإرادة وأسلوب لعب الفريق لايبزغ يشغل بال المدرب الألماني يورغن كلوب وهو يتلقى الهزيمة تلو الهزيمة، ويبتعد ثم يعود إلى سلم الكبار في البريمير ليغ، هذه لم تكن حال الريدز في السنوات الأخيرة الماضية، ومن يدري لربما يعبر لايبزغ ويترك الريدز وحزنه في الأنفيلد.

أطلقت بعض الأمثلة في صور ومشهد الدور الحالي للشامبيونز ليغ، ولم يكن هدفي أن أتجول في كل المواجهات و استعدادت الأندية لمتابعة المشوار الأوروبي.

ما أريد قوله، إن ساعة دوري الأبطال المقبلة، قد تكون فاضحة و قاسية بما يهدد فعلًا عروش مدربين ومكانة نجوم  وأحلام عشاق وجماهير.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة