انتقاد روسيا للقصف الإسرائيلي على سوريا.. أهداف “محدودة” دون بعد سياسي كبير

camera iconالمتحدثة بتسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا (تاس)

tag icon ع ع ع

أثارت تصريحات السفير الروسي في إسرائيل، أناتولي فيكتوروف، بشأن القصف الإسرائيلي على سوريا، جدلًا بين إسرائيل وروسيا، تبعه تصريح المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الجمعة الماضي.

وكان فيكتوروف صرح، في 8 من كانون الأول الحالي، لـ “جيروزاليم بوست”، أن “المشكلة في منطقة الشرق الأوسط لا تكمن في أنشطة إيران، وإنما في غياب التفاهم بين الدول وعدم الالتزام بالقرارات الأممية”.

وأضاف أن إسرائيل هي من تهاجم “حزب الله” اللبناني وليس العكس، وروسيا ترفض أي غارات إسرائيلية على سوريا، “لا في الماضي ولا في المستقبل”، حسب تعبيره.

وقالت زاخاروفا، خلال مؤتمر صحفي الجمعة الماضي، إن “روسيا لم تخفِ أبدًا معارضتها للغارات الإسرائيلية على سوريا، لكونها تسهم في تقويض استقرار المنطقة”.

وأضافت أن “رد فعل إسرائيل بشدة على تصريحات السفير الروسي تستدعي استغراب موسكو، خاصة أن الجانب الروسي أطلع الزملاء الإسرائيليين مرارًا وتكرارًا على آرائه إزاء هذه المسائل على مختلف المستويات”.

ورغم أن فيكتوروف قال في وقت سابق إن بعض تصريحاته نقلتها هذه الصحيفة بشكل “غير دقيق“، أكدت زاخاروفا أن “جميع تصريحات السفير تتطابق مع مواقف روسيا المعروفة للجميع بشأن قضايا الشرق الأوسط”.

لماذا تغيّر الموقف الروسي؟

قال الأكاديمي والخبير في الشأن الروسي محمود حمزة، في حديث إلى عنب بلدي، إن التعليق الروسي لافت، إذ كانت الخارجية الروسية تصرح حول الضربات الإسرائيلية على سوريا بحذر شديد، كأن تعلّق بأن “الضربات ستؤثر على الاستقرار والوضع في المنطقة”.

وأشار إلى أن انتقاد الروس للقصف الإسرائيلي “قوي”، وربما تكون له اعتبارات سياسية متعلقة بالتطورات المقبلة في المنطقة، إذ “يريد إظهار أن روسيا لها موقف معتدل في المنطقة، وأنها لا تؤيد الضربات، ويريد أن يرسل للنظام والفئات الموالية له أن روسيا غير راضية عن القصف”.

لكن الروس “راضون وساكتون على القصف”، لذلك “التصريح ليس له بعد سياسي كبير، لأن السفراء عادة يتحدثون بأمور تفصيلية لا تطرحها الحكومة أو وزارة الخارجية، فلا صراع بين روسيا وإسرائيل”، حسب محمود حمزة.

كما أن انتقاد سلوك إسرائيل قد تكون له رسالة إلى إيران أيضًا، مفادها أن روسيا غير موافقة على قصف المواقع الإيرانية في سوريا، و”هو أمر دعائي إعلامي لا أكثر”.

بعد ساعات من القصف

وردًا على التصريحات الروسية، استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية فيكتوروف، واعتبرت أن تصريحاته “لا تعكس وقائع الشرق الأوسط، وجرى بحثها مرارًا خلال محادثات سياسية عبر قنوات دبلوماسية”، بين إسرائيل وروسيا.

وجاء تعليق الخارجية الروسية بعد ساعات من تعرض مدينة مصياف بريف حماة لصواريخ إسرائيلية من شمالي لبنان، بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع في حكومة النظام السوري، بينما ذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية، أن القصف حاول استهداف موقع “البحوث العملية”.

ونشر موقع “Image Satellite International” صورًا أظهرت آثار القصف، قائلًا إن الهجوم دمّر أربعة مبانٍ كانت تستخدم لخلط وصب مكونات المحركات والرؤوس الحربية لإنتاج صواريخ “أرض-أرض” متوسطة المدى (بين 300 و500 كيلومتر)، بينها مبنيان مخصصان لإنتاج الرؤوس الحربية لهذه الصواريخ.

صور أقمار صناعية لآثار القصف على مركز “البحوث العلمية” في مصياف

وتشهد الحدود السورية- الإسرائيلية توترًا متصاعدًا على خلفية وجود ميليشيات إيرانية في المناطق السورية الحدودية، وهو ما أدى إلى استهداف مواقع عديدة داخل سوريا خلال الأشهر الماضية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة