نادي حرجلّة.. سلاح حكومي في مواجهة أندية الدوري السوري

camera iconرئيس نادي حرجلة عبد الرحمن الخطيب واللاعبون الجدد في النادي تعديل (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – يامن مغربي

تعرف بلدة حرجلّة كإحدى بلدات ريف العاصمة السورية دمشق، وردد سوريون اسمها بعد انتشار جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، لاحتوائها على أحد مراكز الحجر الصحي للعائدين من الخارج.

إلا أن اسم البلدة تردد كثيرًا على ألسنة متابعي كرة القدم السورية خلال الأسابيع الماضية، مع انتقال فريقها للعب في الدرجة الممتازة بعد خمسة أعوام فقط على تأسيسه.

دعم حكومي وإنفاق باهظ

تلقى نادي حرجلّة دعمًا كبيرًا من حكومة النظام السوري، إذ سبق وأعلن رئيس فرع ريف دمشق للاتحاد الرياضي العام، تميم نجار، في تصريحات للموقع الرسمي للاتحاد، دعم “تنفيذية ريف دمشق” للنادي بشكل كامل وعلى جميع الصعيد.

لكن الدعم الذي تلقاه النادي لم يكن حكوميًا فقط، إذ يلعب رئيس نادي حرجلّة، عبد الرحمن الخطيب، دورًا كبيرًا على صعيد العلاقات العامة مع جهات سياسية ورياضية في النظام السوري.

فالخطيب عضو في مجلس الشعب السوري، كما يشغل منصب رئيس بلدية حرجلّة أيضًا، وأحد أعضاء اتحاد كرة القدم، وفقًا لما ذكرته قناة “العالم” الإيرانية.

ومع وصول حرجلّة إلى مصاف أندية الدوري الممتاز، بدأ الإنفاق المالي يتزايد بشكل كبير على تعاقدات النادي الذي يبلغ عمره خمسة أعوام فقط، فأعلنت إدارة النادي أولًا عن التعاقد مع مدرب المنتخب السوري السابق، فجر إبراهيم، في 28 من أيلول الماضي، وهو إحدى أكثر الشخصيات الرياضية السورية إثارة للجدل، سبقه إعلان النادي عن التعاقد مع إبراهيم عالمة، حارس المنتخب السوري، وأحد أشهر اللاعبين السوريين في الوقت الحالي.

ولا يخفي نادي حرجلّة الدعم الحكومي المباشر الذي يتلقاه، إذ قال النادي في أثناء الإعلان عن التعاقد مع عالمة، وعبر صفحته في “فيس بوك“، إن التعاقد مع الحارس جاء بدعم مباشر من محافظ ريف دمشق، علاء منير إبراهيم، واصفًا الأخير بـ”الداعم الحقيقي للنادي”.

مفاجآت حرجلّة مع التعاقدات لم تتوقف، ولم تقتصر على الأسماء السابقة، إذ أعلن عن استقطابه لاعبين من كبرى الفرق السورية، كالوحدة وتشرين والجيش.

وعادة تتلقى الفرق السورية دعمًا حكوميًا، على اعتبار أنها أندية مملوكة للدولة وليست ملكية خاصة لأفراد أو شركات كالأندية الأوروبية، إلا أن المؤسسات الحكومية في سوريا لا تعلن بشكل مباشر عن دعم أندية بعينها إلا في الاستحقاقات الخارجية على المستويين العربي أو الآسيوي، إلا أن الحال مختلفة مع نادي حرجلّة.

وبالإضافة إلى الدعم الحكومي، يبدو أن النادي يتلقى دعمًا من تجار ريف دمشق، وفقًا لما أشار إليه موقع “هاشتاغ سوريا“، في 8 من تشرين الأول الحالي، خاصة مع سعي النادي لتدعيم صفوفه بلاعبين شباب من الأندية الكبيرة في الدوري، كما أشار الموقع إلى سعي إدارة النادي لتغيير اسمه، ومن بين الأسماء المقترحة “أهلي ريف دمشق”.

إلا أن رئيس الاتحاد الرياضي العام، فراس معلا، نفى لموقع “تلفزيون الخبر” حصول النادي على هذا الاسم، على اعتبار أن الاسم يتبع لنادي الاتحاد الحلبي.

من جهتها، قالت صحيفة “البعث“، التابعة للحزب الحاكم في سوريا، في 29 من أيلول الماضي، نقلًا عن رئيس النادي، إن أحد الأسماء المطروحة هو “سوار الشام”.

من أين لحرجلّة كل هذا المال؟

الإنفاق الكبير للنادي لا يقتصر على اللاعبين، إذ يملك النادي أيضًا ملعبًا خاصًا به وأُنشئ خصيصًا له، واُعتمد من اتحاد كرة القدم السوري، وفقًا لما ذكرته قناة “العالم” الإيرانية، في 29 من أيلول الماضي.

وأعلن الموقع الرسمي للاتحاد الرياضي العام في سوريا، في 12 من آذار الماضي، عن تدشين الملعب البلدي في حرجلّة، بحضور رئيس اتحاد كرة القدم، حاتم الغايب، وبتكلفة 150 مليون ليرة سورية، على أن تضاف إليه مدرجات لاستيعاب الجماهير.

وهو ما يفتح باب التساؤل حول سرّ الاهتمام الكبير من النظام السوري بالنادي الجديد، ومصادر الأموال التي تنفقها الإدارة على الجهازين الفني والإداري، بالإضافة إلى التعاقدات الجديدة.

وكانت محافظة ريف دمشق، بالشراكة مع الاتحاد الرياضي العام برئاسة فراس معلا، كرّمت حرجلّة لوصوله إلى مصاف أندية الدرجة الأولى، كأول نادٍ من ريف دمشق يصل إلى هذه الدرجة، وذلك في 27 من أيلول الماضي، وهو اليوم نفسه الذي أعلن فيه النادي عن التعاقد مع فجر إبراهيم.

وحضر التكريم أهم شخصيتين في الرياضة السورية حاليًا، رئيس الاتحاد الرياضي العام، ورئيس اتحاد كرة القدم السوري، وكلاهما وصل إلى منصبه بعد مرحلة معقدة ومليئة بالمشاكل مع المسؤولين السابقين، (موفق جمعة رئيس الاتحاد العام السابق، وفادي الدباس رئيس اتحاد كرة القدم)، وحمل كل من معلا والغايب “لواء إصلاح الرياضة السورية”، بحسب تصريحاتهما المتكررة في وسائل الإعلام المحلية.

من هو رئيس نادي حرجلّة عبد الرحمن الخطيب؟

يمتلك الخطيب علاقات سياسية ورياضية واقتصادية واسعة، من خلال المناصب الحكومية والرياضية التي يشغلها، وعمله كرجل أعمال.

ووفقًا للصفحة الرسمية لبلدية حرجلّة في “فيس بوك”، عاد الخطيب إلى سوريا في عام 2007، واُنتخب في العام نفسه رئيسًا للبلدية.

مع اندلاع الثورة السورية، وصل عدد من المهجرين والنازحين إلى البلدة، ليعمل الخطيب على تغييرها، وإدخال عدد من المشاريع الخدمية إليها، بما يشمل محولات الكهرباء وخلايا شمسية، بالإضافة إلى 752 شقة للإيواء برعاية من حكومة النظام السوري مباشرة، و260 مليون ليرة سورية خُصصت لشق الطرق في البلدة التابعة لمدينة الكسوة بريف دمشق.

ووفقًا للبلدية، أُنشئ مشروع للصرف الصحي بقيمة 250 مليون ليرة سورية بالتعاون مع منظمة “يونيسف” ومحافظة ريف دمشق ووزارة الإدارة المحلية في حكومة النظام السوري.

كما أن الخطيب هو رئيس مشروع “مشروعي”، التابع لـ”الأمانة السورية للتنمية”، التابع بدوره لأسماء الأسد زوجة رئيس النظام السوري، وهو مخصص لمنح القروض للمشاريع الصغيرة والدراسية، ويعمل كمشرف على مراكز الإيواء في البلدة.

تمثيل سياسي

ومثّل الخطيب النظام السوري في مؤتمر رؤساء بلديات العالم الذي عُقد في جمهورية ملاوي بإفريقيا في 2018، وهو أحد أعضاء وفد النظام السوري في مؤتمر “سوتشي”.

وفي انتخابات اتحاد كرة القدم الأخيرة، التي فاز فيها حاتم الغايب كرئيس للاتحاد، حصل الخطيب على أعلى الأصوات عن فئة المقيمين، ليصبح عضوًا في الاتحاد بحصوله على 70 صوتًا، وفقًا لما ذكرته قناة “الميادين” اللبنانية في 2019.

التعاقدات مستمرة ومفاجآت بالجملة.. حرجلّة يقارن بالأندية العربية والأوروبية

سرعان ما كشف حرجلّة عن تعاقداته الجديدة، إذ نشرت الصفحة الرسمية للنادي في “فيس بوك”، في 6 من تشرين الأول الحالي، تعاقد النادي مع لاعب منتخب سوريا الأولمبي نعيم غزال قادمًا من نادي تشرين بطل النسخة الأخيرة من الدوري السوري.

ثم أعلن في اليوم نفسه عن انتقال لاعب نادي المجد نور الحلبي للعب ضمن صفوفه، مع لاعب خط الوسط محمد غباش.

كما وقّع حرجلّة عقدًا مع المدافع هادي المصري لتمثيل النادي، وهو أحد لاعبي المنتخب السوري، وخاض تجارب احترافية في قطر والبحرين.

ثم أعلن النادي عن استعادة لاعبه محمد حرب من نادي الوحدة الدمشقي، بالإضافة إلى تجديد عقود ستة من لاعبيه.

ودفعت هذه التعاقدات والإنفاق الكبير للنادي وسائل إعلام محلية لمقارنته بتجارب عربية وأوروبية مشابهة، من ناحية سرعة الانطلاق والوصول إلى دوري الدرجة الممتازة، كنادي الدحيل القطري ونادي لايبزغ الألماني، وكلاهما أُسس في عام 2009.

وسبق لحرجلّة أن تعاقد منذ نشأته مع لاعبين مخضرمين من عدة أندية سورية تنشط في الدرجة الممتازة، وفقًا لما ذكرته قناة “العالم” الإيرانية، كاللاعبين مهند ماميش وعلي غليوم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة