مسلسل “المنصة”.. تطور التقنيات وغياب التوازن

camera iconلقطة من مسلسل المنصة من إنتاج نتفليكس 2020 (نتفليكس)

tag icon ع ع ع

بدأ عرض مسلسل “المنصة”، خلال أيلول الحالي، عبر شبكة “NetFlix” الأمريكية، وقناة “أبو ظبي” الإماراتية بشكل متزامن، واستطاع خلال الأسبوع الأول من عرضه أن يدخل ضمن قائمة أعلى المسلسلات مشاهدة على الشبكة الأمريكية.

المسلسل الذي أنتجته الإمارات، ببطولة عربية، معظمها من الممثلين السوريين، تميز بمستوى عالٍ على صعيد العناصر الفنية، في الإخراج والتصوير والمونتاج، وكذلك بالنسبة للسيناريو الذي كتبه السيناريست السوري هوزان عكو، وجاءت قصته مناسبة لعدد حلقاته (12 حلقة)، مع ترك النهاية معلّقة استعدادًا لإنتاج جزء ثانٍ.

وفي مقابل كل الميزات التي تضمنها العمل، بما فيها أداء بطل المسلسل مكسيم خليل، عانى من نقاط ضعف واضحة أثرت عليه بشكل سلبي واضح.

غياب التوازن

حمل المسلسل الذي أنتجته شركات فنية إماراتية رسائل الإمارات السياسية، وخاصة تجاه تركيا.

بدأت قصة العمل في ثمانينيات القرن الـ20، في أثناء محاولة حازم (يلعب دوره سلوم حداد) تفجير عبوة ناسفة في سوق شعبي، في إعادة لسيناريو صراع جماعة “الإخوان المسلمون” مع النظام السوري، أو الحركات “الجهادية” في الجزائر، وما أطلق عليه “موجة الإرهاب” في مصر في تسعينيات القرن الـ20، ولأن الحديث بدأ في المسلسل عن الإرهاب عمومًا وتطوره ولجوئه إلى “حرب المعلومات” في الوقت الحالي، قرر صنّاع العمل عدم تحديد مكان معيّن تدور فيه الأحداث، رغم أنه من السهل فهم أنه في سوريا، نظرًا إلى أن جميع أبطال المكان هم سوريون ويتحدثون باللهجة السورية.

هاجم المسلسل تركيا، واتهمها بشكل صريح بدعم ميليشيات في سوريا وليبيا، وهي جميعها، وفقًا للمسلسل، ميليشيات “إرهابية”، وكذلك كان الاتهام لروسيا بشكل أقل صراحة.

في المقابل، سعى العمل إلى تصوير الإمارات كدولة مستقلة قوية ومتطورة، وركزت لقطات المخرج الألماني رودريغو كريشنار على الطرق السريعة الواسعة وناطحات السحاب والسيارات الحديثة، صورة توضح أن الإمارات لديها البنية التحتية اللازمة لتخوض حروب المعلومات عبر “المنصة”.

و”المنصة” هي اسم موقع إلكتروني أنشأه كرم (مكسيم خليل) لنشر المعلومات السرّية التي لا تريد الدول والمنظمات نشرها على العلن “في سبيل الوصول إلى الحقيقة”، والموقع محصّن ضد القراصنة إلى درجة تجعل مؤسسه يتحدى علنًا أي شخص أن يقوم باختراقه.

هذه الصورة التي صورها المسلسل للإمارات، عبر الشخصيات الإماراتية التي “تحب الخير والوطن وتسعى لمحاربة الإرهاب” بكل الوسائل بما فيها التكنولوجيا الحديثة، ترتبط أيضًا بشكل مباشر بتقارير صحفية تحدثت عن تعاون بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل في قطاع التكنولوجيا والتجسس، بحسب ما ذكره معهد “واشنطن لسياسة الشرق الأدنى“، في 17 من كانون الثاني 2019.

ولم تظهر خلال الجزء الأول من المسلسل أي شخصية إماراتية “شريرة”، بل كانت كلها شخصيات تحب بلادها وجيرانها، ولعل الدلالة البارزة في هذا السياق ما قاله ناصر (يلعب دوره عبد المحسن النمر)، مموّل المنصة، “بلادنا بلاد خير وطيبة”.

أداء الممثلين بين القوة وعدم الإقناع

أدى مكسيم خليل دوره بقوة، واستطاع تمثيل الشخصية بأفضل طريقة ممكنة، وينسحب الأمر نفسه على ممثلين آخرين، كسلوم حداد وسمر سامي وسامر إسماعيل والممثلة الشابة لين غرّة.

في المقابل، لم يكن مفهومًا الأداء المبالغ فيه لمعتصم نهار، وكذلك الأمر بالنسبة لخالد القيش، الذي يلعب دور الصديق الذي يقف خلف أصدقائه ويدعمهم “وييسر أمورهم”، لكن تركيبة هذه الشخصية منتشرة في السينما الأمريكية، وعادة ما يكون صاحبها طيبًا وقويًا وخفيف الدم.

المسلسل من بطولة مكسيم خليل وخالد القيش وسلوم حداد ويارا قاسم وعبد المحسن النمر، ومن كتابة هوزان عكو، وإخراج رودريغو كريشنار.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة