استهداف المخابز، معركة النظام الجديدة !!

tag icon ع ع ع

جريدة عنب بلدي – العدد 37 – الاحد – 4-11-2012

استهدفت مدفعية وصواريخ النظام يوم الأربعاء 31 تشرين الأول 2012 الفرن المركزي في كفر حمرا في حلب ما أودى بالعشرات بين شهيد وجريح بينهم إمرأة وطفلان، تلاه قصف جوي استهدف أكبر المخابز في الأتارب سقط فيه عشرة شهداء والعديد من الجرحى. هذا بالإضافة إلى تدمير المخبز وتعطيله عن العمل، لكن سرعان ما أعاده أهالي المنطقة  بمساعدة الثوار وأفراد الجيش الحر إلى الحياة ليعمل من جديد رغم الدمار.

ويبدو أن نظام الأسد عمد إلى سياسة جديدة في الآونة الأخيرة بعد أن جرب كافة الوسائل الممكنة لقمع ثورة الشعب ضد نظامه ألا وهي استهداف المخابز والأفران في المناطق الثائرة ليضرب عصفورين بحجر واحد، تدمير تلك الأفران وقتل المزيد من المدنيين الذين كانوا قد اصطفوا في طابور الخبز بانتظار رغيف سيتناولونه لسد الرمق، فكان الرغيف معجونًا بلحمهم ودمائهم بدل الطحين، ناهيك عن ترويع من بقي وشهد بأم عينه على جريمة النظام.

سياسة أراد منها النظام القضاء على أكبر عدد ممكن من الأشخاص في وقت واحد مستغلًا تجمع أعداد كبيرة من المدنيين على أبواب الأفران التي تعج بالمنتظرين خاصةً مع ندرة الطحين وقلة المواد الأولية التي تقوم عليها الأفران بسبب الحصار الذي فرضه النظام على المدن المنتفضة، وبسبب القصف الذي لا يتوقف ليل نهار في حركة أراد منها النظام أن تكون عقوبة جماعية للأهالي على احتضانهم أفراد الجيش الحر في أحيائهم فكان استهداف الأفران خطة محكمة لتدمير نقطة حيوية تعتمد عليها تلك الأحياء لتسد رمقها في ظل الحصار الخانق المفروض عليهم، وحيث أن رغيف الخبز بات السبيل الوحيد لإشباع الأكباد التي أنهكها الحصار والجوع فكان لا بد من تدميرها، وبتدميرها لا خبز ولا حياة،  وبتجويع أهالي تلك الأحياء، ظنّ النظام أنه سيلعب بورقة رابحة تشكل ضغطًا على عناصر الجيش الحر للانسحاب منها ليدخلها جيش النظام ويعيث فيها فسادًا فوق فساد ويدمر ما بقي منها دون تدمير!! ويثبت للجميع «تفوقه» العسكري على شعبه!!

لم تكن مخابز حلب، العاصمة الاقتصادية التي باتت معظمها تحت سيطرة الجيش الحر، الوحيدة التي تستهدفها قوات النظام، بل استهدفت مدفعية وصواريخ النظام مخابز في إدلب وريف دمشق أيضًا!! في رسالة واضحة من النظام بأنه ماضٍ في اغتيال حتى رغيف الخبز الذي أسهم في الحفاظ على حياة المدنيين حتى اللحظة… وأي مكان!! فرن الخبز في المناطق الثائرة!! وفي ذلك إشارة واضحة بأن النظام يعاقب الأحياء والمدن التي يسيطر عليها الجيش الحر من خلال إتباع سياسة التجويع بقصف المخابز الرئيسية أولًا وثانيًا من خلال استهداف أعداد كبيرة من المدنيين الذين اصطفوا في طوابير انتظار رغيف الخبر لساعات، وحين يحتشد الجموع تكون الهدية… صاروخ أو قذيفة هاون تستقر بين الجموع مخلفة وراءها أشلاء وبقايا من أشخاص كانوا منذ دقائق هنا، ينتظرون رغيفهم وتركوا وراءهم في بيوتهم أطفالًا جياعًا ينتظرون «ماما» أو «بابا» ورغيف الخبز، فلا عاد بابا ولا عادت ماما ولا وصل رغيف الخبز حتى!!





مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة