“TENET”.. حرب الزمن والحياة تثير عقول الجمهور مجددًا

tag icon ع ع ع

لا تخشَ عند قراءة هذه السطور من أن تحصل على معلومات أكثر مما تريد حول حبكة الفيلم المنتظر الغارق بالسرية.

فيلم الإثارة والخيال العلمي الجديد، من كتابة وإخراج المخرج الأمريكي البريطاني كريستوفر نولان، كان منتظرًا منذ إعلاناته الأولى عام 2019، ولكن جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) أدت إلى تأجيله ثلاث مرات، قبل وصوله إلى شاشات السينما في 70 بلدًا حول العالم، في 26 من آب الحالي.

استغرقت كتابة الفيلم سبعة أعوام، حسبما صرح نولان لوسائل الإعلام، وجرى التصوير في الدنمارك وإستونيا والهند وإيطاليا والنرويح والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، ولم يعلن من تفاصيله سوى أنه فيلم حول التجسس وعكس الزمن، ويضم معلومات علمية تتطلب استشارة عالم الفيزياء النظرية كيب ثورن، الذي تعاون معه نولان سابقًا في فيلم “interstellar” عام 2014.

ولا يكشف عنوان الفيلم المبهم “TENET” الكثير، سوى بكونه كلمة متناظرة يمكن قراءتها من اليمين واليسار بذات اللفظ.

وبحسب موقع “IMDb” المتخصص بالأفلام، فإن الكلمة اللاتينية، التي تعني الاحتفاظ أو الفهم أو الامتلاك أو الإتقان أو الحفظ، تأتي من مربع الألغاز اللاتيني “ساتور”، الذي يتضمن خمس كلمات لاتينية كلما تحرك المربع تبقى الكلمات نفسها.

استخدم نولان الكلمات الخمس الخاصة بمربع الأحجية ضمن فيلمه، وهي: “SATOR” و”AREPO” و”OPERA” و”ROTAS” و”TENET”.

تناظر العنوان يدل على عكس الزمن الذي يدور حوله العمل، ولذلك صوّر نولان لأجله كل مشهد مرتين، مرة بالعكس وأخرى بشكل صحيح، معتمدًا على الخدع السينمائية العملية بدل الخدع التقنية.

ومن أكبر الخدع السينمائية العملية التي قدمها نولان في عمله، هي مشهد تحطيم الطائرة الذي اعتمد على تحطيم طائرة حقيقية من طراز “747”، بعد أن توصل المخرج إلى أن تحطيم الطائرة أقل تكلفة من بناء مجسم صغير للطائرة وتحطيمها.

الفيلم من بطولة الممثل ولاعب كرة القدم الأمريكي السابق جون ديفيد واشنطن، والبريطاني روبرت باتينسون، والأسترالية إليزابيث ديبيكي، والهندية ديمبل كاباديا، والإيرلندي كينيث براناه، ومن إنتاج أمريكي- بريطاني.

يعتبر هذا الفيلم “الأكثر تكلفة” حتى الآن للمخرج الشهير، الذي قدم أفلام “inception” و”interstellar” وثلاثية “Batman”.

ومع تراوح تكلفة الإنتاج ما بين 200 و250 مليون دولار، يحتاج الفيلم إلى الحصول على 450 مليون دولار من شباك التذاكر ليصبح رابحًا، وهو ما راهن عليه المنتجون الذين قدموا الفيلم لجذب محبي السينما للعودة إليها بعد انقطاع أشهر نتيجة التدابير الوقائية التي اتخذتها حكومات الدول حول العالم للحد من انتشار فيروس “كورونا”.

حسب تقييم الموقع الناقد المختص بالأفلام “Rotten Tomatoes“، حصل الفيلم على 80% بناء على تقييم 112 ناقدًا، مع وصفه بـ”أحجية مبهرة بصريًا بانتظار محبي السينما لحلها”.

هذا فعلًا ما قدمه فيلم نولان، إلا أن المشاهد العكسية لم تكن مقنعة كالمشاهد الصحيحة، وحبكة الفيلم المعقدة، التي يمتاز فيها المخرج بكل أفلامه، تجبر المشاهد على التفكير طوال الفيلم، وتصعب عليه متابعة الأحداث المتسارعة المتداخلة.

يستحق الفيلم المتابعة لإتقانه، إلا أن حبكته لا تقدم قصة إنسانية مميزة، ولا تطرح أفكارًا جديدة سوى مفاهيم تناقض الزمن، التي ستترك العمل السينمائي محور نقاشات طويلة في المستقبل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة