سبعة أطباء لمدينة واحدة

tag icon ع ع ع

جريدة عنب بلدي – العدد 36 – الأحد – 28-10-2012

أوس العربي- دير الزور/ خاص عنب بلدي

دير الزور، المدينة المحاصرة المنكوبة والتي اُكتشفت فيها مؤخرًا مجزرة مروعة لـ 84 جثة، أو بالأصح، بقايا جثث أُعدمت ميدانيًا وأحرقت في منطقة المقابر بدير الزور الواقعة بالمدخل الجنوب شرقي للمدينة، والتي تعد النقطة الوحيدة للمدنيين للعبور خلالها من وإلى خارج المدينة، والتي يقيم عليها النظام حواجز لجيشه عرفت بأنها شهدت العديد من حالات القتل والخطف والاغتصاب سابقًا، بينهم نساء وأطفال بأعمار تصل لـ 3 سنوات. معظم الجثث المكتشفة في حالة تفسخ أي أنهم تعرضوا للتصفية منذ مدة، وأيضًا للتعذيب حيث علامات التعذيب ظاهرة على أجسادهم بالإضافة لآثار حروق جلية.

حكاية كغيرها من حكايات الشعب السوري التي أصبح أبطالها وشهداؤها مجرد أرقام تُعلَن بين الفينة والأخرى على شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي، يحزن عليها البعض لبضع ثوان ويسترجع، ويوحّد وفزعا ًيحوقِل ثم ينصرف إلى ما كان يقوم به قبل قراءته لهذه الأرقام.

بعيدًا عن الأرقام والقتل، حكاية لسبعة أبطال كان لعاثر الأقدار دور كبير في أن يكونوا أطباء أولًا، ووطنيين ثانيًا وعلى قدر من المسؤولية ثالثًا وأخيرًا، حتى يبقوا في المدينة المحاصرة ليُلقى على عاتقهم واجب معالجة الجرحى أحيانًا… بل ومهمة هي الأصعب نقل الرسالة بالنيابة عن ملك الموت لذوي من يستشهد أحيانًا أخرى.

سبعة أطباء، منهم أربعة أطباء أسنان، هم الآن في مدينة دير الزور ويعملون في شبه مشفى وحيد، يقومون على علاج الجرحى والمصابين بل ومن يصاب من أبطال الجيش الحر في المعركة مختارين غير مكرهين ولا مرغمين… حتى أصبح طبيب الأسنان ضليعًا في فتح الصدر وخياطة الأمعاء واستخراج الطلق الناري!!

لكم أن تتخيلوا المأساة التي يعيشها هؤلاء وما يعانونه من ابتلاء، لكنني وللأسف وحتى لا أطيل أعود مجبرًا إلى لعنة الأرقام علها توصل الرسالة، 1720 شهيدًا كُلّف هؤلاء الأطباءُ بنقل خبر وفاتهم إلى ذويهم خلال الأربعة أشهر المنصرمة والتي هي عمر الحملة على دير الزور، 463 حالة بتر إما لساق أو ذراع، 120 حالة حرق يعتقد هؤلاء الأطباء أن الساعة الرملية لعمر بعضهم شارفت على الانتهاء، و7000 مصابٍ بإصابات متنوعة. هذه حال دير الزور خلال فترة حصارها وهي ذي حالة أطبائها السبعة، في ظل تعتيم إعلامي وحصار خانق ونقص في المعونات الغذائية والإنسانية والطبية.





مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة