لا قدرة على شراء مستلزمات الوقاية

“كورونا” عبء اقتصادي يرخي بظلاله على الشمال السوري

حركة الناس في سوق مدينة إدلب- 7 من نيسان (عنب بلدي)

camera iconحركة الناس في سوق مدينة إدلب- 7 من نيسان (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

“منذ بدء أزمة كورونا إلى الآن، لم أشترِ معقمات أو كمامات أو قفازات طبية، كنت أبيع علبة المعقم (التاتش) في الغوطة بمئة ليرة سورية، أما الآن فارتفع سعرها ليتراوح بين 2500 و3000 ليرة سورية”.

على الرغم من عمله في مجال بيع المنظفات قبل نزوحه من الغوطة الشرقية، يجد محمد الغوطاني من سكان مدينة إدلب صعوبة في شراء المستلزمات الطبية للوقاية من فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).

إذ يترواح دخله الشهري بين 100 و150 ليرة تركية (ليرة تركية تعادل 340 ليرة سورية تقريبًا)، ويحاول تدبر أمور عائلته المعيشية، في ظل ارتفاع إيجارات المنازل والمحلات وتكاليف المعيشة، وعدم إيجاده عملًا ثابتًا يوفر له دخلًا شهريًا.

يعيش محمد مع أسرته المكونة من ثلاثة أفراد في منزل واحد، إضافة إلى أخيه وعائلته، ويواجه صعوبة في تحمل تكاليف الإيجار والمصاريف الشهرية، وذلك بعد فقدانه عمله في محل لبيع المنظفات في الغوطة الشرقية، ومواجهته واقع البطالة في إدلب بعد نزوحه إليها.

ويحاول مع عائلته الاعتماد على تنظيف المنزل وغسل اليدين كسبل للوقاية من عدوى الفيروس، وخاصة بعد وصوله إلى مناطق شمال غربي سوريا، وتأكيد إصابة خمسة أشخاص بالفيروس هناك.

وزارة الصحة في “الحكومة السورية المؤقتة”، أكدت بحسب ما نشره وزير الصحة في الحكومة، مرام الشيخ، عبر حسابه في “تويتر” فجر اليوم، الثلاثاء 14 من تموز، ارتفاع عدد الإصابات المسجلة بفيروس “كورونا”، في شمال غربي سوريا، إلى خمس إصابات.

لإطالة عمره.. تمديد المعقم بالماء

توصي منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية المحلية في مناطق انتشار جائحة “كورونا” بغسل وتعقيم اليدين بانتظام، وارتداء الكمامات الطبية، والمحافظة على التباعد الاجتماعي بترك مسافة لا تقل عن متر واحد بين الأشخاص.

لكن الدخل المحدود لسكان محافظة إدلب يمنع كثيرًا منهم من شراء مستلزمات الوقاية، كالمعقمات والكمامات الطبية.

يعتبر محمد عبد الله المنحدر من مدينة دمشق والمقيم في إدلب، أن المعقمات والكمامات أصبحت من “أساسيات” الحياة بعد أن كانت من “كمالياتها”.

لكنه بدخله الشهري الذي يتراوح بين 60 و70 دولارًا أمريكيًا (دولار أمريكي يعادل 2500 ليرة سورية تقريبًا)، يستطيع بالكاد شراء الطعام والشراب لعائلته المكونة من أربعة أفراد، وخاصة أنه لا يجد عملًا الآن، لفقدان عمله كحارس ليلي لأحد المعاهد الشرعية.

“ضرورية، لكن ليست لدينا القدرة على شرائها” قال محمد لعنب بلدي، وأضاف أنه اختصر شراء المستلزمات الطبية بعلبة معقم واحدة فقط، دون كمامات، تكفيه شهرًا واحدًا، بعد إضافة الماء إليها ليطيل عمر استخدامها.

سعر ثابت وطلب متزايد

لم ترتفع أسعار المستلزمات الطبية بعد وصول فيروس “كورونا” إلى مناطق الشمال الغربي السوري، بحسب ما رصدته عنب بلدي، ولكنها أصبحت تُباع بالليرة التركية بعد أن كانت تُباع بالليرة السورية.

وتتراوح أسعار الكمامات بين ثلاث وثماني ليرات تركية، وسعر المعقمات (علبة تاتش) بين خمس وعشر ليرات تركية.

وزاد الطلب على المعقمات الكحولية والكمامات بعد تسجيل إصابات في الشمال السوري، على الرغم من عدم قدرة كثير من السكان على شرائها، بحسب ما أكده الصيدلاني عز الدين بدر الدين لعنب بلدي.

ويواجه كثير من سكان مناطق الشمال الغربي السوري واقعًا اقتصاديًا ومعيشيًا متدهورًا يقيّد قدراتهم الشرائية، وسط تخوّف من ازدياد الحاجات بعد فشل مجلس الأمن في تمديد الموافقة على إدخال المساعدات إلى الشمال.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة