الدكتورة منال الفحام لعنب بلدي: الثورة السورية منحت للنساء فرصة تولي المراكز القيادية

الدكتورة السورية منال الفحام، اختصاصية بأمراض وجراحة الدماغ والأمراض العصبية - (فيس بوك)

camera iconالدكتورة السورية منال الفحام، اختصاصية بأمراض وجراحة الدماغ والأمراض العصبية - (فيس بوك)

tag icon ع ع ع

حوار: أسامة آغي

العلم والمعرفة ليسا مجرد اكتناز لمعلومات وأفكار تراكمية لا معنى لهما في الواقع المعاش، بل هما نهج حياة، يقود الإنسان إلى فهم الحياة اليومية، ولعل “هيمنة الذكورة” كمفهوم اجتماعي- سياسي، يتبعه بالضرورة نفوذًا على أرض الواقع يبرر هذا مفهوم “الهيمنة الذكورية”، ليأخذ في وقت لاحق، بعدًا قانونيًا يحدده ثقافة المجتمع، يرسخ التمييز بين إنسانين لا يكتملان بغير تكامل مفهوم المساواة اجتماعيًا وسياسيًا وقانونيًا.

أسئلة ذات مضمون اجتماعي وسياسي، عن المساواة بين الجنسين، حملتها عنب بلدي إلى الاختصاصية بأمراض وجراحة الدماغ والأمراض العصبية الدكتورة منال الفحام، التي تمتلك من العلم والمعرفة والاهتمام بالقضايا الإنسانية السورية ما يؤهلها للإضاءة بإجاباتها على قضية المساواة بين الجنسين.

تغير قلصته “التناقضات”

لمعرفة الإجابة على مدى استفادت المرأة السورية من تغير الواقع بعد تفجر الثورة السورية عام 2011، ترى الدكتورة منال الفحام أنه من الضروري تسليط الضوء أولًا على دور المرأة في سوريا خلال المراحل الاجتماعية والثقافية التي سبقت مرحلة الثورة بسنوات ليست بالقصيرة.

وتقول الفحام إن “المرأة السورية منذ مرحلة أربعينيات وخمسينيات القرن المنصرم، كانت أمام تغير اجتماعي وثقافي هام، وهي مرحلة بدأت النظرة فيها للمرأة تتغير من كونها محورًا للفتنة، إلى ظهور تجمعاتها النسائية التعاونية”.

وهذا التغير تراجع وتقلّص بسبب عوامل عديدة، بحسب ما تعتقده الفحام، بعد دخول سوريا في “عالم التناقض بين الانتصارات الوهمية المعلنة المتتالية، والانتكاسات الواقعية التي حولت جميع البشر إلى ممثلين على مسرح الحياة” وفق تعبير الفحام.

واستعادت المرأة، برأي الفحام، قدرتها على التنفس مثل الرجل “لفترة وجيزة لا تتجاوز العام”، وهي تقصد بذلك بداية مرحلة الثورة، إذ تعاون الشباب والشابات “على فتح آفاقٍ مذهلة من العمل والتنظيم”.

قيادات نسائية تحقق العدالة

وظهرت في سنوات الثورة السورية “مؤسسات بقيادة نسائية جادة” وفقًا للفحام، وأن تلك القيادات “لديها أهدافًا تتعلق بأمور المرأة، وأن هناك أسماء نساء وصلت للعالم، وأخرى لم تتمكن من الاستمرار”.

ومجال العمل الإنساني، بالنسبة للدكتور الفحام، هو من أهم المجالات التي يمكن للمرأة السورية أن تحقق معنى العدالة والمساواة بين الجنسين، وترى تجسيد ذلك من خلال “أن تكون المساواة والعدالة مفتوحة من دون أن يكون هناك تمييز أو تعريف لجنس الإنسان”.

ولا تميل الدكتورة منال الفحام بالمساواة التامة بين الجنسين، بل “أؤمن بالاختلاف ووجود خصوصية للمرأة، وأؤمن بضرورة العدالة” وفق الفحام.

“الحل يبدأ عندها”

ولتقليل الضغوط التي تعيشها المرأة السورية في ميدان العمل، وتحررها من أوهام تفوق الرجل على النساء، تقترح الدكتور الفحام أن “الحل يبدأ من عندها (المرأة)”، وتضيف “عندما تعلم المرأة أن الأنوثة وظيفة في الحياة تمامًا مثل الذكورة” تبدأ الطرق تكون أسهل على المرأة في عملها، “وخارج إطار هذه الوظيفة يتساوى الإنسان في جميع المواقف” بحسب قراءة الفحام لموضوع المساواة بين المرأة والرجل.

وفهم الفحام في هذا الموضوع يتحدد بضرورة أن “لا يُحمل هذا الفارق الجنسي كشعار يقود معظم القوانين والإجراءات الناظمة للحياة اليومية، والاجتماعية، والسياسية، ونسيان جميع القواسم المشتركة الأخرى، وأوجه التطابق الموجودة بين البشر، ضمن مجالاتها الإنسانية المعروفة”.

ضلع قاصرة مقولة باطلة

تُطرح الدكتورة الفحام قضية “الجندرة” كمفهوم يخص المساواة الاجتماعية بين الجنسين في فرص العمل والبحث العلمي كقضية ملحة، إذ تقول في هذا الشأن إن “مقولة المرأة ضلع قاصرة هي مقولة لا وجود لها في كتاب الله”، وتعتقد أن هذا المفهوم “متوارث” اجتماعيًا، كما ترى أن التكامل والتعاون الكاملين بين الجنسين ضرورة “لبناء عائلة والحفاظ عليها، ومن ثم بناء مجتمع صحيح الأركان”.

وتؤكد الفحام أنه “لا بد من الحوار والاستماع وإعطاء الفرصة للجنسين معًا، لكي يصلا حقيقة إلى جمال وفاعلية مفهوم التكامل الإيجابي الفعال”، بشرط “تدريس القدرة على التعبير” التي تسبق إعطاء حرية التعبير، وفق ما تراه الفحام أمرًا لازمًا لتحقيق التكامل الإيجابي، ولعل السياسة العامة في المجتمعات لها دورٌ في الوصول لهذا المفهوم.

منال الفحام في سطور

خاضت الدكتورة منال الفحام، التي تقيم وتعمل في دولة الإمارات، مجال العمل الإنساني، كما أنها تنشط في مجال القضايا الإنسانية المعنية بدعم المرأة السورية.

ولدى الدكتورة منال الفحام خبرة تمتد لأكثر من 25 عامًا في أمراض المخ والأعصاب، وكانت عملت كطبيبة متطوعة في بداية نشاطها، ثم ترقت كطبيبة متخصصة في الأمراض العصبية بدوام كامل في مستشفى “باقدو والدكتور عرفان العام” في السعودية.

ومن هناك بدأت الفحام رحلتها المهنية التي استمرت 20 عامًا، ثم انتقلت للعمل في الخطوط الجوية العربية السعودية للخدمات الطبية حتى عام 2010، وبعد ذلك انتقلت هي وأسرتها للعمل والإقامة في دبي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة