“انتهاكات وقرصنة تجارية”.. اعتراضات واسعة لتملّك السعودية نادي نيوكاسل

ملعب نادي نيوكاسل الإنجليزي (تلغراف)

camera iconملعب نادي نيوكاسل الإنجليزي (تلغراف)

tag icon ع ع ع

يقترب “صندوق الاستثمارات السعودي” من الاستحواذ بنسبة 80% على نادي نيوكاسل، الذي ينافس حاليًا في الدوري الإنجليزي الممتاز، بحسب صحيفة “The Times” البريطانية.

أثارت الخطوة السعودية كثيرًا من الجدل واعتراضات تجارية وحقوقية من عدة جهات، على رأسها “منظمة العفو الدولية”، وشركة “BeIn Sport” القطرية التي تملك حقوق بث مباريات الدوري الإنجليزي.

وسيدفع “صندوق الاستثمارات السعودي” مبلغًا يصل إلى 300 مليون جنيه إسترليني لمالك النادي الحالي مايك آشلي، وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، وقّع الطرفان العقود وتتبقى موافقة رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز.

ما هو “صندوق الاستثمارات السعودي”

أُسس “صندوق الاستثمارات السعودي” في عام 1971، وأسهم بحسب موقعه الرسمي “بتطوير عدد من الكيانات الاستثمارية”.

وصدر في عام 2015 قرار من مجلس الوزراء السعودي بربط الصندوق بمجلس الشؤون الاقتصادية وإعادة تكوين مجلس إدارته، وتعيين ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، رئيسًا له.

وقال الصندوق عبر موقعه الرسمي في عام 2017، إنه أطلق برنامجًا يستهدف “تعظيم أصوله وإطلاق قطاعات جديدة”، لترتفع قيمته إلى تريليون ونصف تريليون ريال سعودي (ما يقارب 500 مليار دولار أمريكي).

وتمتد استثمارات الصندوق إلى قطاعات النفط وصناعات الطيران والترفيه والسياحة والغذاء.

وبعد موافقة الرابطة سيعلن رسميًا عن الصفقة وانتقال ملكية النادي.

انتقادات واسعة بسبب سجل حقوق الإنسان

أثارت الخطوة السعودية انتقادات واسعة من قبل الصحف الأوروبية، وذلك بسبب ما وصفته “بالسجل السيئ” للسعودية في مجال حقوق الإنسان.

وقالت صحيفة “The Independent” البريطانية، إن نيوكاسل سينضم لناديي باريس سان جيرمان الفرنسي المملوك لدولة قطر، ومانشستر سيتي الإنجليزي المملوك لدولة الإمارات العربية المتحدة، وكلتا الدولتين تتعرضان “لانتقادات شديدة” في سجلات حقوق الإنسان.

لكن، بحسب الصحيفة، لا أحد ينتقد السعودية على هذا السجل.

وقال رئيس حملات “منظمة العفو الدولية” في بريطانيا، فيليكس جاكنز، للصحيفة إن المدافعين عن حقوق الإنسان في السعودية “يتعرضون لقمع وحشي” وسجن العديد من الناشطين السلميين.

وأشار جاكنز إلى قضية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في اسطنبول، والحرب في اليمن، معتبرًا أن هذه الخطوة “محاولة إلهاء عن سجل حقوق الإنسان السيئ”.

ووصف جاكنز الخطوة السعودية “بالغسيل الرياضي”، مشيرًا إلى أن السعودية تستخدم بريق كرة القدم كأداة للعلاقات العامة.

من جهتها، حذرت “منظمة العفو الدولية” من الموافقة على بيع النادي للسعودية، وقال موقع “DW” الألماني، إن مديرة المنظمة، كيت آلن، بعثت رسالة إلى رئيس الدوري الإنجليزي الممتاز، ريتشارد ماسترز، “حذرت خلالها من خسارة الدوري الإنجليزي لسمعته”.

في حين اعتبرت صحيفة “The Guardian” البريطانية أن “حقوق البث تتفوق على حقوق الإنسان”.

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته أمس، الأربعاء 22 من نيسان، “وأخيرًا ظهر فارس ليواجه السعودية في قضية شراء نادي نيوكاسل، ولكن من هو هذا الفارس؟ هي قطر!”.

وسخرت الصحيفة من اعتراضات شركة “BeIn Sport” القطرية على الصفقة، معتبرة أنها تأتي في سياق حرب تجارية بين الطرفين على خلفية اتهامات قطر للسعودية بقرصنة بث المباريات عبر شركة “Be Out Q” ومقرها العاصمة السعودية، وهو ما تنفيه الأخيرة.

ووجهت الشركة القطرية رسالة لـ20 ناديًا إنجليزيًا طالبت خلالها بالوقوف بوجه الصفقة، قائلة إن السعودية “تسببت بضرر بالغ للأندية الإنجليزية بسبب القرصنة”.

وطالبت الشركة بالتحقيق في خلفية المالك الجديد لنيوكاسل، وكل المسؤولين عن ذلك.

وتنتقد منظمات وجهات حقوقية دولية، المملكة العربية السعودية، لارتكاب انتهاكات ضد حقوق الإنسان، وسجن معارضين وتعريضهم للتعذيب، وهو ما تنفيه الرياض.

نادي نيوكاسل الإنجليزي

أُسس النادي الإنجليزي في عام 1892، وكان حتى منتصف تسعينيات القرن العشرين أحد أبرز الأندية الإنجليزية.

وحقق النادي لقب الدوري الإنجليزي أربع مرات، والوصافة مرتين، وكأس إنجلترا ست مرات، ووصافته سبع مرات.

ويعد اللاعب آلان شيرر أبرز لاعبي النادي وهدافه التاريخي برصيد 206 أهداف.

صفقات محتملة وسخرية المشجعين

تفاعل مشجعو النادي الإنجليزي مع الأخبار المنتشرة حول قرب انتهاء الصفقة، ونشر بعضهم في “تويتر” صورًا للمالك الجديد وأعلام السعودية.

وتوقع موقع “Goal” الرياضي دخول الإدارة الجديدة بقوة في سوق الانتقالات، لتحسين ظروف الفريق وتحقيق البطولات.

وقال الموقع إن الفرنسي أنطوان غريزمان، لاعب برشلونة الإسباني، هو أحد اللاعبين المرشحين للانتقال، إضافة لجون ماكين، لاعب أستون فيلا الإنجليزي، ودوايت ماكنيل.

كما أشار الموقع إلى احتمالية التعاقد مع ماسيميليانو أليجري لتدريب الفريق أو ماوريسيو بوكيتينيو.

ودرّب الأول فريق يوفنتوس الإيطالي، والثاني توتنهام الإنجليزي، ووصل كلاهما إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، دون أن ينجحا بالظفر باللقب.

بينما قالت صحيفة “Metro” البريطانية، إن نيوكاسل يجري مباحثات مع لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي الأورغوياني إدينسون كافاني، لقيادة هجوم النادي.

وينتهي عقد كافاني في الصيف المقبل، ويمكنه الرحيل مجانًا إلى أي فريق.

كما أشارت الصحيفة إلى مباحثات مع اللاعب إنسيني لاعب نادي نابولي الإيطالي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة