“التيليجراف” توثق كيف قتلت قوات النظام مجموعة من النساء المسنّات عمدًا (تسريب)

حافلة كانت ستنزح فيها عائلة قتلت بقصف الطيران الروسي في جمعية الرحال بريف حلب - 3 من شباط 2020 (عنب بلدي)

camera iconتعبيرية: حافلة كانت ستنزح فيها عائلة قتلت بقصف الطيران الروسي في جمعية الرحال بريف حلب - 3 من شباط 2020 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

كشفت صحيفة “التيليجراف” البريطانية، من خلال تسجيلات صوتية وفيديوهات حصرية نشرتها في تحقيق ترجمته عنب بلدي، تعمد استهداف قوات النظام السوري للمدنيين في سوريا، فيما يثبت انتهاك لوائح القانون الدولي في جرائم الحرب.

وأظهرت التسجيلات التي نشرتها الصحيفة في تحقيقها أمس، الجمعة 22 من كانون الثاني، متابعة مجموعة من النساء المسنات إلى منزلهن غربي حلب، من قبل “الفرقة 25” التابعة لـ”الجيش السوري”، وهي قوة خاصة للنخبة الخاصة المعروفة باسم “قوات النمر”، وكيفية إطلاق النار عليهن.

وتعقب عناصر الفرقة النساء في سيارة تقف خارج منزل بالقرب من كفر حلب غربي المدنية، في 11 من شباط، وشوهدت النساء وهن يجمعن الملابس وغيرها من الممتلكات في أثناء استعدادهن للفرار.

وبحسب التسجيلات، أعرب أحد العناصر عن عدم ارتياحه لإطلاق النار على النساء العزل، قائلًا للآخرين، “إنها تبدو كبيرة في السن، من الواضح أنها قادمة لحزم أمتعتها، ثم تغادر”، ليؤكد عنصر ثاني “صحيح صحيح لكن بينهم نساء”.

رد عنصر آخر عليه، “أنا أشاهدهم، هم على وشك الدخول إلى المنزل، أنا أطلق النار الآن”، وقبل سماع نيران الرشاشات السريعة يقول ضابطه، “أطلق، أطلق، أنا أراقبك”، بحسب الصحيفة.

وأكدت التقارير المحلية التي توافقت مع تاريخ ووقت الاتصالات اللاسلكية أن النساء قُتلن في ذلك الهجوم، بحسب “التيليجراف”.

وقالت الباحثة في السياسية الخارجية والخبيرة بالشأن السوري، إليزابيث تسوركوف، إلى “التيليجراف”، إنه على الرغم من استهدف الجيش السوري والميليشيات الموالية للنظام المدنيين بشكل متكرر طوال سنوات الحرب بمن فيهم النساء الحوامل، فهذا أول دليل واضح على الاستهداف المتعمد من النظام.

ونقلت التسجيلات إلى صحيفة “التيليجراف” البريطانية من قبل المركز الإعلامي العام السوري (MMC)، بعد اكتشاف الترددات اللاسلكية للجيش السوري من قبل المتتبعين في مرصد قريب.

واعتبرت الصحيفة أن الهجمات على المدنيين جزء من استراتيجية النظام السوري، لإرهاب السكان المحليين حتى تجبرهم على الفرار من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، ما يسهل الاستيلاء عليها.

وأكدت الصحيفة استهداف النظام السوري الهياكل المدنية الحيوية (المخابز والمدارس والمستشفيات)، ما أدى إلى انهيار المجتمعات وإجبارها على الاستسلام بسرعة أكبر.

وحملت الصحيفة المسؤولية للنظام السوري وحلفائه الروس عما يزيد على 90% من القتلى المدنيين منذ بداية الثورة في عام 2011، وفقًا لأرقام “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” (SNHR)، بينهم 75% ضحايا قصف مدفعي أو غارات جوية.

وقُتل حوالي 300 مدنيًا هذا الأسبوع في هجمات شمال غربي سوريا، 93% منهم على أيدي القوات السورية والروسية.

وانتشرت مؤخرًا مقاطع سجلها عناصر النظام بعد سيطرتهم على مناطق جديدة في ريفي إدلب وحلب، أظهرت انتهاكهم للمقابر عن طريق نبشها وإضرام النار فيها، إضافة إلى إذلال المدنيين المتبقين في المدن بطريقة وصفتها “التيليجراف” بـ”المثيرة للخوف من البقاء”.

جرائم الحرب في القانون الدولي

وتلخص القاعدة 156 من القانون الدولي الإنساني العرفي الممارسات التي تندرج تحت إطار جرائم الحرب، وأبرزها القتل العمد واستهداف الأعيان المدنية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة