قطاعات مالية وتجارية وتكنولوجية تضررت.. كيف أثر “كورونا” على الاقتصاد العالمي؟

مسافرون يرتدون أقنعة وقائية في محطة هانكو للقطارات في ووهان الصينية- 21 كانون الثاني 2020 (AFP)

camera iconمسافرون يرتدون أقنعة وقائية في محطة هانكو للقطارات في ووهان الصينية- 21 كانون الثاني 2020 (AFP)

tag icon ع ع ع

لم يقتصر خطر فيروس “كورونا” على الصحة، بل ألقى الخطر بظلاله على قطاع الاقتصاد والمال والأعمال عالميًا، وخصوصًا أن الصين تعد من الاقتصادات الأولى في العالم.

وتسبب الانتشار السريع لفيروس “كورونا” الجديد في محو 1.5 تريليون دولار من قيمة الأسهم العالمية، منذ 20 من كانون الثاني الحالي، عندما هبط سوق هونغ كونغ مثيرًا مخاوف بين المتداولين، بحسب تقرير صادر عن موقع “بلومبيرغ” العالمي.

وأشار التقرير في الوقت ذاته إلى أن الخسائر الحقيقية تبدو أقل مما يمكن أن تكون عليه، نظرًا لإغلاق الأسواق في الصين وهونغ كونغ بالتزامن مع عطلة العام القمري الجديد، التي ستمتد لما بعد هذا الأسبوع.

وكانت أسواق المواد بين الأكثر تضررًا، حيث انخفض مؤشر “بلومبيرغ” للسلع الفورية التسليم بنسبة 4.5%، في حين ارتفعت الملاذات الآمنة مثل السندات والذهب، إذ يسعى المستثمرون وراء الأمان.

أسواق العملات

ظهر الأثر الاقتصادي بشكل رئيس على العملة الرئيسة في الصين (اليوان) بأسواق العملات، وتراجعت أكثر من نصف بالمئة لأدنى مستوى منذ بداية العام الحالي، وسجل اليوان، في 27 من كانون الثاني الحالي، 6.985 أمام الدولار الواحد، ثم شهد ارتفاعًا طفيفًا واستقر عند 6.975، بحسب “رويترز“.

وتراجع الدولار الأسترالي المنكشف بقوة على أداء الاقتصاد الصيني 0.5٪، إلى 0.6787 دولار أمريكي وهو أدنى مستوياته منذ 2 من كانون الأول 2019، كما خسر الدولار النيوزيلندي 0.5٪.

وارتفعت العملة اليابانية، التي تحولت إلى ملاذ آمن للمستثمرين، إلى 107.73 ين مقابل الدولار، لكنها خسرت الارتفاع وعادت إلى 109.12 ين للدولار.

وصعد اليورو قليلا إلى 1.1032 دولار قبيل صدور أحدث قراءة لمؤشر الثقة للشركات الألمانية.

واستقر مؤشر الدولار، الذي يتتبع أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات منافسة، عند 97.587.

الذهب

يشهد سعر الذهب عالميًا استقرارًا عند سعر 1567.18 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن سجل ارتفاعًا لأعلى مستوى خلال أسبوعين، بسبب زيادة الطلب عليه كون الذهب يعتبر ملاذًا آمنًا و مخزنًا للقيمة خلال أوقات الاضطراب الاقتصادي والسياسي.

وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.6٪ إلى 1579.42 دولار للأوقية (الأونصة)، في 27 من كانون الثاني الحالي، ثم عاود الانخفاض مستقرًا عند سعر  1567.18 دولار للأونصة.

وبحسب “رويترز“، يترقب المستثمرون بيان السياسة النقدية للبنك المركزي الأمريكي المقرر صدوره اليوم، بينما يتوقع محللون ومستثمرون أن يُبقي المجلس على أسعار الفائدة دون تغيير.

النفط

ارتفعت أسعار النفط اليوم، الأربعاء 29 من كانون الثاني، لتعوض جزءًا من الخسائر التي مُنيت بها على مدى خمسة أيام، مع الحديث عن احتمال تمديد “منظمة الدول المصدرة للنفط” (أوبك)، تخفيضات إنتاج الخام إذا أضر فيروس “كورونا” بالطلب، بينما أسهمت بيانات أظهرت تراجعًا في المخزونات الأمريكية بصعود الأسعار.

وزاد سعر خام القياس العالمي برنت 58 سنتًا أو 1% إلى 60.09 دولار للبرميل، وزاد الخام الأمريكي 55 سنتًا إلى 54.03 دولار للبرميل.

وانخفضت أسعار النفط أكثر من 3% لأدنى مستوياتها في عدة أشهر، الاثنين الماضي، وسجل سعر خام برنت انخفاضًا بنسبة 3.2%، إلى 58.75 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوياته منذ تشرين الأول 2019، كما تراجع الخام الأمريكي بنسبة 3.3% إلى 52.42 دولار.

ونقلت “رويترز” عن  مصادر من منظمة “أوبك” أنها تريد تمديد تخفيضات إنتاج النفط، حتى حزيران المقبل على الأقل، بدءًا من آذار المقبل، إذ تأثر الطلب على الخام في الصين بشكل كبير نتيجة انتشار الفيروس.

وقال المصدر، ”هناك احتمال قوي لتمديد آخر وخفض أكبر وارد“، مضيفًا أن تأثير فيروس “كورونا” علي الطلب على النفط سيتضح أكثر على الأرجح خلال الأسبوع المقبل.

“آبل”

قد يؤثر انتشار فيروس “كورونا” في الصين على الخطط الإنتاجية لعملاق التكنولوجيا الأمريكي “آبل”، وخاصة تلك التي تتعلق بموعد إنتاج هواتف متوسطة التكلفة.

وذكر موقع “بلومبيرغ“، أنه رغم أن “آبل” تقوم بتجميع هواتفها في معملين بالصين يبعدان أكثر من 500 كيلومتر عن مدينة ووهان الصينية، معقل انتشار الفيروس، إلا أن هناك احتمالًا في انتشار الفيروس ليصيب المقاطعتين اللتين يوجد فيهما المعملان.

ونقل “بلومبيرغ” عن المحلل الاقتصادي باتريك مورهيد، أن “آبل” تمتلك نحو عشرة ألاف موظف في الصين، لكن هناك العديد من الموردين يقومون بتزويد “آبل” بالمكونات، مشيرًا إلى وجود ملايين الأشخاص المشاركين في سلاسل إنتاج منتجات الشركة الأمريكية.

وكانت “آبل” كشفت الأسبوع الماضي عن خطط ضخمة لإنتاج “هواتف اقتصادية” في شباط المقبل، وسط توقعات أن يكون أول إصدار من هذه السلسلة هو “آيفون سي أيه”، الذي سيكون مشابهًا لجهاز “آيفون 8”.

قطاعات النقل

ألغت دول عدة الرحلات المباشرة من الصين، وفرضت أخرى حظرًا مؤقتًا على دخول الصينيين، وأعلنت دول مجاورة لها إغلاق الحدود.

وأعلنت هونغ كونغ عن خطط لتقييد السفر عبر الحدود البرية مع الصين، ووقف منح تأشيرات دخول للمواطنين الصينيين، في ظل استمرار انتشار فيروس “كورونا”، وفق مانقلته “بي بي سي” اليوم، الأربعاء 29 من كانون الثاني.

وعلقت شركة “الخطوط الجوية البريطانية” (بريتيش إيروايز) في بيان اليوم، جميع الرحلات المباشرة من وإلى الصين بسبب تفشي فيروس “كورونا”، بحسب رويترز.

كما ألغت بعض الشركات السياحية في أوروبا رحلات إلى الصين.

ففي ألمانيا، قالت “ستوديوزوس”، وهي شركة متخصصة في السفر تعمل عبر الإنترنت، إنها ألغت الرحلات إلى الصين حتى منتصف نيسان المقبل، كما علّقت شركة السياحة “دي إي آر توريستيك” رحلاتها حتى نهاية آذار المقبل.

وقال “اتحاد شركات السفر الفرنسية” إنه أوصى أعضاءه بوقف الرحلات إلى الصين، حتى 21 من شباط  المقبل على أقل تقدير، وعرض خيار تغيير الحجز على العملاء.

كما أوقفت شركات سياحة روسية بيع عروض قضاء العطلات في الصين.

وأعلن عضو مجلس الاتحاد المصري للغرف السياحية علي غنيم، في مقابلة تلفزيونية الأحد الماضي، أنه تم إلغاء جميع الرحلات القادمة من الصين بسبب فيروس “كورونا”، مشيرًا إلى أن السوق الصينية تمثل 10% من سبل جلب السياحة لمصر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة