دراسة تحلل خفايا شبكة اقتصاد “الفرقة الرابعة”

عناصر من قوات الأسد في أثناء قيامهم بحملات تعفيش في مخيم اليرموك - 23 من أيار 2018 (فيس بوك)

camera iconعناصر من قوات الأسد في أثناء قيامهم بحملات تعفيش في مخيم اليرموك - 23 من أيار 2018 (فيس بوك)

tag icon ع ع ع

حللت دراسة “اقتصاد الفرقة الرابعة خلال الصراع السوري” تفاصيل سيطرة الفرقة التابعة للجيش السوري على أنشطة اقتصاد الحرب.

نشرت الدراسة، في 13 من كانون الثاني الحالي، على موقع برنامج “مسارات الشرق الأوسط”، للباحث السوري أيمن الدسوقي، الذي بحث في خفايا “الفرقة الرابعة” بثلاثة أجزاء، تحدث الأول عن المكتب الأمني لـ”الفرقة” المسؤول عن إدارة أنشطتها غير الشرعية، وتنامي دوره خلال سنوات الصراع.

وناقش الباحث في الجزء الثاني من الدراسة أنشطة اقتصاد الحرب التي تديرها “الفرقة” بالتعاون مع شركاء آخرين، وفي جزئها الثالث سلط الضوء على آليات تدخل “الفرقة” في بيروقراطية الدولة من خلال استعراض المرافئ.

وقسمت الأنشطة الاقتصادية، التي يديريها المكتب الأمني وتوصل إليها الباحث، إلى “تجارة الخردة والتعفيش”، والتي عرفها بأنها عمليات نهب الممتلكات العامة والخاصة في المناطق التي يدخلها “النظام السوري”.

أما القسم الثاني فكان “الترفيق”، الذي تتولى فيه مجموعات عسكرية رسمية وشبه رسمية مرافقة وحماية شحنات النقل من منطقة إلى أخرى، مقابل تقاضي أموالٍ من مالكي البضائع.

والثالث، بحسب الدراسة، هو “الترسيم”، ويقصد به تقاضي القائمين على المعابر الداخلية، من مجموعات عسكرية رسمية وغير رسمية، رسومًا مالية على مرور البضائع والأفراد من منطقة إلى أخرى.

وتوصلت الدراسة التي استندت إلى ما يزيد عن 18 مقابلة، إلى توظيف أنشطة اقتصاد الحرب التي تخصصت بها “الفرقة الرابعة”، في دعم النظام باستخدام جزءٍ من أرباح هذه الأنشطة لإعادة بناء شبكاته المحلية.

كما وسعت شبكات اقتصاد النظام غير الرسمية في الاقتصاد الرسمي، من خلال تحويل أرباح اقتصاد الحرب إلى استثمارات وشركات ومشاريع، برعاية شركة ماهر الأسد (شقيق رئيس النظام السوري بشار الأسد وقائد “الفرقة”) الاقتصادية.

وأُجريت مقابلات الدراسة بين شهري آب وكانون الأول من عام 2019، مع متخصصين وصحفين وشخصيات مقربة من النظام، إضافةً إلى ضباط منشقين وعناصر في “الفرقة الرابعة” لايزال بعضهم على رأس عمله إلى اليوم، وأجرى بعض هذه المقابلات مساعد يقيم في مناطق سيطرة النظام السوري، بحسب ما ذكر الدسوقي.

ما هي “الفرقة الرابعة”؟

تعتبر “الفرقة الرابعة” وريثة “سرايا الدافاع”، التي ترأسها سابقًا رفعت الأسد، وتشكلت رسميًا في العام 1948 لاستيعاب المنتسبين إلى السرايا التي حلت في العام نفسه.

تحظى “الفرقة الرابعة” بمعاملة خاصة منذ تأسسيها باعتبارها وحدة عسكرية مكلفة بحماية النظام من التهديدات الداخلية والخارجية.

وتزايدت أهمية الفرقة مع انضمام ماهر الأسد إليها عقب تخرجه من الكلية الحربية في حمص عام 1989، متوليًا قيادة كتيبة “المهام الخاصة”، ثم “اللواء المدرع 42”.

واعتبر ماهر الأسد القائد الفعلي للفرقة على الرغم من تناوب ألوية عدة على قيادتها، إلى أن تسلم قيادتها رسميًا بحلول 2018.

وصل تعداد “الفرقة الرابعة” قبل 2011 إلى ما يزيد عن 15 ألف عنصر من مجندين وضباط، جلهم من الطائفة العلوية، ويتوزعون على ثلاثة ألوية، مدرعة، لواء ميكانيكي، فوج قوات خاصة، وفوج مدفعية، بحسب الدسوقي.

وخلال سنوات الصراع، طرأت تغييرات على بنية الفرقة، إذ أضيفت إليها تشكيلات عسكرية جديدة، مثل فوجي المشاة “666” و”333″، كما دمجت فيها ميليشيات طائفية، كـ”لواء الإمام الحسين”، وعدد من عناصر الميليشيات المحلية المنحلة.

أيمن الدسوقي

باحث في مركز “عمران” للدراسات الاستراتيجية، مساهم في مشروع “زمن الحرب وما بعد الصراع في سوريا”، في برنامج “مسارات الشرق الأوسط”، الذي يشرِف عليه مركز “روبرت شومان” للدراسات العليا، التابع لمعهد الجامعة الأوروبية في فلورنسا.

يركز الدسوقي في عمله على الاقتصاد السياسي، والحوكمة، والمجالس المحلية في سوريا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة