هل انتهت أوراق فالفيردي فعلًا؟

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

في مشهد متكرر الحدوث بالنسبة لبعض البطولات التي تخوضها جوقة البلوغرانا أخيرًا، ما عدا بطولة الدوري، خرج السيد فالفيردي ولاعبوه من بطولة كأس السوبر الإسباني بنسختها الأحدث، بعد الهزيمة أمام أتلتيكو مدريد بنتيجة 3-2، في أجمل مباراة لعبها الفريق هذا الموسم من بوابته الهجومية والأسوأ على الإطلاق في الصندوق الدفاعي.

يواجه السيد فالفيردي، مدرب برشلونة، “كلاكيت” متكرر الحدوث على اختلاف نوع البطولة التي يخوضها الفريق، طالما أنها تحمل صبغة اللقاءات الإقصائية، منذ قدومه حتى اليوم.

وتسيطر أجواء وذكريات الخروج من دوري أبطال أوروبا في العامين الفائتين على روما وليفربول على التوالي، وما زالت تشكل عقدة في طريق الفريق الأول ولعنة تلاحق الجماهير والعشاق أينما كانوا، على الرغم من انتزاعه لقب الدوري الإسباني للموسمين الماضيين وصدارته في مرحلة الذهاب لهذا الموسم، وحصوله على لقب كأس السوبر الإسباني مرة وكأس إسبانيا مرة.

الغريب في الأمر هذه الأيام وخلال الساعات الماضية هو أن “حركة ما” بدأت بالتوسع في إطار البحث عن بدائل للسيد فالفيردي، على خلفية الهزيمة أمام أتلتيكو في نصف نهائي السوبر الإسباني، في 9 من كانون الثاني الحالي، والكل يعلم أن هذا النوع من البطولات، بالإضافة إلى كأس إسبانيا، تتسم ملامحها “بالبرستيج” أكثر منها في المنافسة الشديدة، (اللهم إلا في المباراة النهائية التي تستدعي وجود النجوم بكامل جاهزيتهم ضمن أنديتهم، خاصة أن المباراة النهائية لكأس إسبانيا تأتي في نهاية الموسم، ونهائي كأس السوبر يأتي قبل بداية الموسم الجديد إلا في النسخة الحالية فقد جاء بين الذهاب والإياب).

ما الذي يحصل حاليًا وما الداعي لهذه الحركة؟

إن كان السادة في مجلس إدارة برشلونة يودون التحرك لإنقاذ الدفة الفنية، فكان عليهم فعل هذا الأمر مع هزيمة روما وليفربول في دوري أبطال أوروبا في الموسمين الماضيين، ومع المستوى السيئ فنيًا وتكتيكيًا للفريق مع بداية الموسم، حيث تبدو معاناة الفريق واضحة وبدأت الهوية الجميلة للبلوغرانا بالاختفاء شيئًا فشيئًا، فلماذا لم تطرق أجراس الرحيل قبل بداية الموسم الحالي على الأقل؟

فالفيردي يشبه الكثير من المدربين الكبار حاليًا في العالم، إذ تكثر الإيجابيات وتقل السلبيات في رصيده، والعكس بالعكس. يمر مع الفريق بحالات صحية حرجة وفنية متردية، وسرعان ما يقفز الى الصدارة رغم قوة المنافسين، فلم يستطع النادي الملكي خلال وجوده وبعد آخر فوز للملكي في السوبر الإسباني قبل عامين أن يحقق أي فوز على فالفيردي، لا في كأس إسبانيا ولا في الدوري، مع العلم أن أداء الريال في الكلاسيكو يكون أفضل في بعض المباريات إلا أنه لا يحقق الفوز، وهنا يعتبر أنصار فالفيردي بأن هذه النقطة هي الأقوى في مصلحتهم، بينما يتململ البعض الآخر من أن الكلاسيكو لا يمكن له أن يحسم لقبًا لأي فريق مع أنها المباراة الأقوى في الموسم.

دعونا من الكلاسيكو ولنعد قليلًا إلى فالفيردي، إذا كان فعلًا يحظى بدعم أهم اللاعبين الكبار في غرفة الملابس، فأي معركة تنتظر مجلس الإدارة إن أقدم أعضاؤها على إبعاد فالفيردي قبل نهاية الموسم الحالي على الأقل؟

وإن مرت عاصفة اللاعبين الكبار، ما البدائل التي يضعها المجلس على طاولته هذه الأيام؟ هل سيتم الاستعانة باللاعب الدولي السابق تشافي هيرنانديز مدرب نادي السد القطري؟ هل يليق حاليًا تشافي بهذه المهمة الخطرة؟ مع الاحترام لاسمه كلاعب كرة قدم ونجم من نجوم الكرة العالمية، هل يراهن المجلس حقيقة كما يقال على السيد كومان مدرب الطواحين الهولندية؟ وهل سيترك منصبه قبل اليورو 2020 ليتسلم دفة البارسا؟

لماذا لم تطرق أبواب السيد تين هاج مثلًا، وهو مدرب أياكس أمستردام الهولندي وكان بالإمكان التوصل لاتفاق معه في بداية الموسم، وها هو الآن خارج دوري الأبطال وفي عداد المنافسين على اليوروبا ليغ؟

أمام كل هذه الأسئلة التي تداهم شراع البلوغرانا في عرض البحر، وأمام الأمواج المتلاطمة والقاسية، لا يبدو فالفيردي خارج الفريق بملء إرادته أو بطلبه الشخصي، ولا تبدو حركة الإنقاذ المتأخرة حاليًا هي الأفضل، لأنها قد تسهم بزيادة الإشكاليات مع قدوم مدرب جديد في هذا التوقيت، ولا يبدو المدرب ذو الصفة المؤقتة هو الحل لفريق كبير مثل برشلونة.

فهل السيد فالفيردي في خطر فعلًا؟ هل انتهت أوراقه أم أنها سحابة صيف ستمحوها النتائج الجيدة التي لربما يحصل عليها في الأيام المقبلة؟




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة